ما يحرم على المحدث حدثا اكبر

ما يحرم على المحدث حدثا اكبر

ما يحرم على المحدث حدثا اكبر هو ما سيطرح ضمن هذا المقال. حيث أنّ الطّهارة في البدن من أهمّ مقوّمات العبادة. و كذلك أغلب العبادات لا تصحّ دون طهارةٍ. والطّهارة كما أخبرنا عنها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- هي شطر الإيمان. و كذلك هي من الفطرة السّليمة عند المسلمين. وإنّ الله تعالى أمر الإنسان بالتّطهّر بي كلّ حينٍ وحين، وعند أداء العبادات. كما يساعدنا موقع محتويات على معرفة ما الّذي يحرم على المحدث. وما هو الحدث الأصغر والأكبر. و كذلك كيف يتمّ رفعهما عن البدن لتحقيق الطّهارة التّامّة.

مفهوم الحدث

قد ورد معنى الحدث في اللّغة على أنّه الوقوع أو التّجدّد، أمّا ما ورد في مفهومه في الشّريعة الإسلاميّة ، فهو كلّ نجاسةٍ توجب التّطهّر منها بالوضوء أو الغسل أو التّيّمم في حال عدم توافر الماء، كما أنّه اسمٌ يطلق على كلّ ما يفسد الوضوء وطهارة البدن، وقد قال الإمام النّوويّ رحمه الله: الحدث يطلق على ما يوجب الوضوء، وعلى ما يوجب الغسل؛ والتّطهّر من الحدث سواءً كان أصغر كالبول أو أكبر كالحيض واجبٌ على كل ّمسلمٍ ومسلمة، ولا يجوز ترك النّجاسة على البدن أو الثّوب أو في المكان إطلاقاً.

فالله تعالى أمر المسلمين بالطّهارة، وكذلك أوصاهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال الله تعالى في محكم تنزيله: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}.[1] وعلى المسلم أو المسلمة أن يرفع الحدث عن بدنه أو المكان أو الثّوب بالماء الطّهور الخالي من أيّ شيءٍ يغيّر من صفاته كطعمه أوز رائحته أو لونه، فإن تعذّر استخدام الماء، فالتّيمم يحلّ محلّ الماء، سواءً في رفع الحدث الأصغر أو الأكبر والله أعلم.[2]

ما يحرم على المحدث حدثا اكبر

إنّ الحدث الأكبر هو كلّ أمرٍ يفسد الطّهارة وينقض الوضوء، ويستوجب الغسل لرفعه، وبما أنّ الطّهارة أساس العديد من العبادات، والّتي لا تصحّ بدونها، بالإضافة إلى بعض الأحكام الّتي تستوجب الطّهارة لتكون صحيحةً في حياة المسلم، فما الّذي يحرم على المحدث حدثا اكبر؟  وممّا ذكر في المصادر التّشريعيّة الثّلاثة القرآن الكريم والسّنّة النّبويّة والإجماع ما يأتي:[3]

  • الصّلاة: يحرم على المحدث حدثاً أكبر أن يصلّي حتّى يغتسل ويطهر سواءً كان جنابةً أو حيضاً أو نفاساً.
  • الطّواف حول الكعبة: فالرّسول -عليه الصّلاة والسّلام- قد أمر عائشة رضي الله عنها  في حجّة الوداع بعدم الطّواف لأنّها كانت حائضاً حيث ثبت ذلك في الحديث الشّريف: “افعَلي ما يفعَلُ الحاجُّ غيرَ أنْ لا تطوفي بالبيتِ حتَّى تطهُري”.[4] و كذلك الجنّابة تبطل مناسك الحجّ، فلا يجوز  للمسلم الرّفث إلى النّساء عند الإحرام، والنّفاس يُسقط الطّواف كالحيض.
  • قراءة القرآن: أجاز العلماء قراءة القرآن الكريم للنّفساء والحائض، لكن قد حرّموه على الجُنُب، وذلك استناداً على الحديث الشّريف الّذي رواه عليّ بن أبي طالبٍ رضي الله عنه حيث قال: “كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لا يحجبُه عن القرآنِ شيءٌ ليس الجنابةُ”.[5]
  • المكوث في المسجد: يحرم على المحدث حدثاً أكبر مهما كان أن يمكث في المسجد إطلاقاً.
  • الصّيام: يحرم ٌعلى من كانت حائضاً أو نفساء أن تصوم في شهر رمضان أو غيره من أوقات استحباب الصّيام.
  • الجماع والوطء: لا يجوز للمسلم أن يطأ زوجته إن كانت حائضاً أو نفساء.
  • الطّلاق: لا يقع الطّلاق على الحائض أو النّفساء، وإن طلّقها زوجها في هذه الفترة سمّي طلاقاً بدعيّاً وهو غير صحيحٍ.
  • مسّ المصحف: لا يجوز مسّ المصحف أبداً لمن كان محدثاً حدثاً أكبر والله أعلم.

أقسام الحدث

إنّ الطّهارة من أعظم العبادات في الإسلام، فهي شرطٌ من شروط الصّلاة والصّيام والطّواف، وغيرهم الكثير من الفروض والعبادات العظيمة، ورفع الحدث واجبٌ على كلّ مسلمٍ ومسلمة، وذلك ما اتّفق وأجمع عليه العلماء، ورفع الحدث يكون بطرقٍ كثيرة وعديدة، ولقد ذكر فيما سبق الأمور والعبادات وبعض الأحكام الّتي يبطلها الحدث الأكبر، أمّا ما يأتي فسيتمّ الحديث عن أقسام الحدث وكيف يتمّ رفعه، وأقسام الحدث هي:[6]

  • الحدث الأكبر: وهو الحدث الموجب للاغتسال أو الغسل،  وينقسم إلى الجنابة الّتي تمنع الطّواف والصّلاة وقراءة القرآن ومسّ المصحف، والمكوث في المسجد، والحيض والنّفاس اللّذان يمنعان الصّلاة والصّيام والطّواف والجماع والطّلاق، ووجب على من أصابه حدثٌ أكبر أن يغتسل بالطّريقة الشّرعيّة المأثورة من السنّة النّبويّة المباركة، ثمّ يتجّه لأداء العبادات  المذكورة.
  • الحدث الأصغر: وهو الحدث الّذي لا ستوجب الغسل لكنّه يوجب الوضوء لأداء العبادات كالصّلاة وقراءة القرآن ومسّ المصحف والطّواف، وينقسم إلى البول والريح والغائط والقيء، فمن أصابه حدثٌ أصغر، رفعه بالاستنجاء ثمّ توضّأ وأدّى عبادته وفرضه، فقد قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-  في حديثه الشّريف: ” لا يَقْبَلُ اللهُ صلاةَ أحدِكم إذا أَحْدَثَ حتى يتوضأَ”.[7] والوضوء يكون بالطّريقة الّتي نقلها الصّحابة الكرام رضوان الله عليهم، عن رسول الله عليه الصّلاة والسّلام، ولكن إن أحدث المرء سواءً كان حدثاً أكبر أو أصغر، ولم يجد الماء ليتوضأ ويغتسل، أو تعذّر عليه استخدام الماء لمرضٍ أو بردٍ شديد، فعليه بالتيمّم بصفته المخصوصة والله أعلم.

شاهد أيضًا: هل الترويش يكفي عن الوضوء

ما يباح للمحدث

قد سبق وتمّ الحديث عما يحرم على المحدث حدثا اكبر، بالإضافة إلى ذكر الدّلائل من السّنّة المباركة، لكن ما الّذي يجوز للمسلم أن يفعله وهو محدثُ سواءً كان حدثاً أكبر أو أصغر؟ فقد أفاد أهل العلم بجواز ذكر الله تعالى وتسبيحه ودعائه سبحانه، مع جواز الاستماع إلى القرآن الكريم والذّكر، سواء في الحدث الأصغر أو الأكبر، كما أجاز الفقهاء أن تقرأ الحائض أو النّفساء القرآن الكريم، لكن دون مسّ المصحف الشّريف، ويجدر بها حمله بحائلٍ كالقفّازات أو ما شابهها، والأفضل لها أن تقرأ القرآن بالطّرق البديلة كالمصحف الإلكتروني الموجود في الحواسيب أو الهواتف المحمولة.

وكذلك يباح ٌللمحدث أن يأكل سواءً كان جنباً أو أنّه قد أحدث حدثاً أصغر، فقد روى ابن عباسٍ رضي الله عنه فقال: “أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ خَرَجَ مِنَ الخَلَاءِ، فَأُتِيَ بطَعَامٍ، فَذَكَرُوا له الوُضُوءَ فَقالَ: أُرِيدُ أنْ أُصَلِّيَ فأتَوَضَّأَ”.[8] حيث أنّ الطعام والشّراب في الحالات العاديّة، لم يُفرض ولم يُوجب له الوضوء أو الطّهارة قبله، وإنّما كان ذلك قبل الصّلاة وبعض العبادات العظيمة الأخرى والله أعلم.[9]

الطهارة الواجبة لرفع الحدث الاكبر هي

إنّ الطّهارة الواجبة لرفع الحدث الأكبر هي الاغتسال بالطّريقة الصّحيحة والسّليمة. أي بصفتها الشّرعيّة. والّتي تكون بأن يعم الماء جميع الجسد والبدن. حيث يمكن للمسلم أن يستنجي أوّلاً. ثمّ ينوي الوضوء ويتوضأ. وبعد الانتهاء من الوضوء يخلّل شعره بالماء. ويفيض الماء على شقّ جسده الأيمن فيغسله كلّه. ثمّ يكرّر ذلك مع الشّقّ الأيسر فيغسله كلّه. ثمّ يعاود الوضوء للصّلاة. ويكون بذلك قد اغتسل لرفع الحدث الأكبر. على الطّريقة المسنونة عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- والله أعلم.[10]

شاهد أيضًا: الطهارة الواجبة لرفع الحدث الاصغر هي

ما يحرم على المحدث حدثا اكبر هو ما عنون به المقال. حيث تمّ فيه الحديث عن الطّهارة ومفسداتها من أنواع الحدث الأكبر والأكبر. مع ذكر أنّ رفع الحدث هو واجبٌ على المسلمين. ويجدر التّنويه على عدم إهمال النّظافة والطّهارة. و كذلك وجوب الحفاظ على طهارة البدن والمكان والثذوب. فهذا ما وصّى به رسول الله المسلمين وحثّهم عليه، لأنّ الطّهور شطر الإيمان.

المراجع

  1. ^ سورة البقرة , الآية 222
  2. ^ islamweb.net , ما الفرق بين الحدث الأكبر والحدث الأصغر , 21/04/2021
  3. ^ islamweb.net , ما يحرم على المحدث , 21/04/2021
  4. ^ صحيح ابن حبان , ابن حبان/عائشة أم المؤمنين/3835/أخرجه في صحيحه
  5. ^ شرح البخاري لابن عثيمين , ابن عثيمين/علي بن أبي طالب/495/1/حسن
  6. ^ al-eman.com , أقسام الحدث , 21/04/2021
  7. ^ صحيح الجامع , الألباني/أبو هريرة/7745/صحيح
  8. ^ صحيح مسلم , مسلم/عبدالله بن عباس/374/صحيح
  9. ^ alukah.net , جواز أكل المحدث الطعام وأنه لا كراهة في ذلك , 21/04/2021
  10. ^ binbaz.org.sa , حكم الغسل بنية الطهارة من الحدث الأكبر والأصغر , 21/04/2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *