جدول المحتويات
متى انتهى الحكم الإسلامي للأندلس من الأسئلة الهامة الذي سيتم الإجابة عليه في هذا المقال، فمن الجدير بالذكر أنه عبر المسلمون بقيادة طارق بن زياد، مضيق جبل طارق عام 711 م من طنجة الموجودة الآن في المغرب، لغزو جنوب إسبانيا، الذي أنهى حكم الغوت الغربية، لذا فإن تاريخ الأندلس منذ ذلك الوقت مرتبط بتاريخ شمال إفريقيا حتى نهاية القرن الخامس عشر الميلادي.
الأندلس
إن حاضر المسلمين في أيامنا هذا لا يختلف عما حدث للأندلس، فما وصلوا إليه كان نتيجة ضعف وانقسام ثم جاءت الهزيمة التي فككت الأندلس وطردت المسلمين من أرضها، وأصبحت الأندلس مثل أي أرض إسلامية تعيش في مشاعر المسلمين، فهم حريصون على قدومهم في ذلك اليوم لتوحيد المسلمين وتوحيد أراضيهم يكاد معظم أهل زماننا يجهلون تاريخ الأندلس، التي استمر حكمها في أيدي المسلمين عدة قرون، ومرت بعدة مراحل من الانقسام والتوحيد والخيانة، والبطولات، وازدهار العلم، والبناء و الحضارة.[1]
شاهد أيضًا: استمرت الاندلس تحت حكم المسلمون حتى خرجوا منها عام
متى انتهى الحكم الإسلامي للأندلس
انتهى الحكم الإسلامي للأندلس في تاريخ اليوم الثاني من شهر كانون الثاني عام ألف وأربعمائة واثنين وأربعين، وقد افتتحت الأندلس عام 92 هـ على يد القائد طارق بن زياد وكان ذلك تحت قيادة القائد موسى بن نصير، حيث كان الجيش الإسلامي قوامه سبعة آلاف مقاتل فقط بقيادة طارق بن زياد عام 92 هـ، وانطلقوا نحو الأندلس بعد عام من ذلك التاريخ الرحلة الاستكشافية الناجحة بقيادة طريف بن مالك التي أثمرت تعرف على الأندلس.[2]
شاهد أيضًا: ما هو الفن الذي تم استحداثه في الاندلس
عدد سنوات حكم المسلمين في الأندلس
إن الأندلس مرّت في العديد من المراحل وفيما يأتي بيانها:[3]
عهد الولاة
(من سنة 95 – 138 هـ) في عام 92 هـ فتح طارق بن زياد الأندلس، ثم بعد الفتح قادها أول حاكم لها عبد العزيز بن موسى بن نصير وكانت هذه الحقبة استمرارًا لعصر الفتوحات، ونجح في الأندلس اثنان وعشرون واليًا، ولم يكن هذا العصر مستقرًا، وكان آخر حكام الأندلس في هذه الحقبة يوسف الفهري الذي استمرت ولايته تسع سنوات و تسعة أشهر.
عهد عبد الرحمن الداخل والدولة الواحدة
وفيما يأتي بيان تفاصيل هذه المدة:
- في عام 132 هـ انتهت الدولة الأموية وبدأت الدولة العباسية تولى أبو العباس الخلافة، وبدأ في تعقب الأمويين الذين اختفوا عن الأنظار وتفرقوا في بلاد، ومن بينهم عبد الرحمن بن معاوية بن هشام المعروف بصقر قريش عبد الرحمن في الداخل والذين تمكنوا من الفرار منهم.
- عبد الرحمن الداخل استطاع التواصل مع من في الأندلس، ووجد أنصار هناك ودخل الأندلس، وجمع الناس ومن حوله، والمعركة بينه وبين محافظ الأندلس يوسف الفهري وهزمه في هذه المعركة التي سميت (مسرة)، وهرب يوسف الفهري.
- في سنة 138 هـ دخل صقر قريش قرطبة، ودُعي إلى الداخل لأنه كان أول من دخل الأندلس حاكماً من الأمويين، وتولى قرطبة، وبعد ذلك ذهب إلى المسجد، وخطب للشعب والعدالة وكونه خليفة أمويًا، يعتبر المؤرخون حكمه على الأندلس امتدادًا للخلافة الأموية، لكن هذه الخلافة الأموية انتهت بالفعل، واستبدلت بالخلافة العباسية.
- في عهده على الأندلس اندلعت ضده خمس وعشرون ثورة استطاع أن يهزمها جميعًا، واستمرت ولايته حتى وفاته سنة 172 هـ حيث استولى عليها ابنه هشام.
- واستمر حكم الأندلس على يد أمير واحد حتى سنة 399 هـ، وكان آخر حكامها عبد الرحمن بن الحاجب المنصور (شنقل)، وبعد ذلك تمزقت الأندلس وبعد الخلافة ذهبت وعاشت سنوات من الانقسام والتمزق إلى دول وممالك، حتى وصلت إلى اثنين وعشرين إمارة.
عهد ملوك الطوائف
(من سنة 400 – 483 هـ) أصبحت الأندلس دولاً أو طوائف، لذلك أطلق المؤرخون على هذا العصر عصر ملوك الطوائف وبدأت كل عائلة مرموقة بالسيطرة على مدينة، وبلغ عدد هذه الطوائف عشرين طائفة: (بلنسية، ودانية والبليار، والبوت، وأركش، وقرطبة، ووَلبة، وغرناطة، وشنتمرية، ومورور، ومرسية، وقرمونة، والمرية، ورندة، وسرقسطة، وبطليوس، وإشبيلية، ولبلة، وباجة، وطليطلة، وبربشتر، وشنتمرية الغرب) واستغل المسيحيون هذا التمزق وسيطروا على ثلث الأندلس، وعاش الأندلسيون حياة القطيعة والصراعات، مما أدى بعد ذلك إلى سقوط طليطلة، ثم قرر علماء الأندلس الاستعانة بالمرابطين، أملا في حماية الأندلس وتوحيدها.
عهد المرابطين
وفيما يأتي تفصيل ذلك:
- عندما استعان أهل الأندلس وعلماؤها وملوكها بالمرابطين، كان أمير المرابطين في ذلك الوقت يوسف بن تاشفين المعروف بدينه وقوته العسكرية، وبالفعل جاء ابن تاشفين إلى الأندلس، ولكن اشترط ملوك الطوائف أن يقدم لهم العون العسكري، وأن يساندهم على النصارى الذين قادهم في ذلك الوقت ألفونسو، وبعد انتهاء مهمته يغادر الأندلس، ويتركهم ليحكموا بلادهم على بلادهم فوافق ابن شافين على ذلك بشرط ألا يتعهدوا لألفونسو بعد ذلك ولا يعطوه نقودًا كما فعلوا من قبل، ولا يضعون أيديهم في يده، وتم الاتفاق على ذلك.
- جاء ابن تاشفين وعسكر إلى جنوب الأندلس، ثم حارب ألفونسو وحارب معه بعض ملوك الطوائف، وشاركوا في الحرب، وأشهر معركة الزلاقة التي انتصر فيها ابن تاشفين على ألفونسو هزيمة ساحقة وبعد انتهاء البعثة غادر ابن تاشفين الأندلس وعاد إلى المغرب ، لكنه علم بعد ذلك أن ملوك الطوائف نقضوا عهدهم معه، وخانوا الأمة الإسلامية، وعادوا إلى عهدهم السابق في محاباة ألفونسو أقدمهم وأعظمهم المعتمد بن عباد ونفي إلى المغرب.
- ثم بدأ ابن تاشفين في توحيد الأندلس، واستطاع ذلك وفي عام 500 هـ توفي ابن تاشفين، وتولى ابنه علي ولاية الأندلس، وكان ذلك في عام 495 هـ، وعند وفاته تولى ابنه علي إمارة المرابطين، وعاد إلى المغرب وجعل شقيقه تميم قائداً لجيوش المرابطين الأندلس.
- في عام 540 وقعت معركة تسمى الوتد العظيم حيث انهزم المسلمون على يد النصارى الذين قاتلوا الأندلسيين والمرابطين معًا لطردهم من الأندلس.
- في عام 541 هـ، انتهى حكم المرابطين في المغرب، وبدأ حكم الموحدين، وأشار المؤرخون إلى أنه لولا وصول المرابطين إلى الأندلس لسقوطها قبل أربعة قرون من سقوطها واتفقوا على هذا القول في حين أن وجود المرابطين أخر سقوطها أربعة قرون.
عهد الموحدين
(من سنة 541-635 هـ) تعود دعوة الموحدين لأبي عبد الله المهدي محمد بن تومرت وهو بربري عرق، وبعد وفاته أوصى الأمر ابنه عبد المؤمن الذي قاتل المرابطين، واستطاعوا بسط سيطرتهم على بعض المناطق التي كانت في أيدي المرابطين، وفي عام 635 انتهى حكم الموحدين في الأندلس وآخرهم أبو يوسف يعقوب المريني.
عهد مملكة غرناطة وانتهاء حكم المسلمين في الأندلس
اقتصر حكم المسلمين في الأندلس على مملكة غرناطة، واستمر هذا الحكم حتى عام 897 هـ ، وطلب الملك أبو عبد الله آخر ملوك غرناطة، من المسيحيين الإذن بمغادرة الأندلس حيث غادر الأندلس واستمرت التنظيمات الإسلامية في الأندلس فترة وجيزة، وكان آخر وجود لها عام 1183.[4]
شاهد أيضًا: ما هو الفن الذي تم استحداثه في الاندلس
في مقالنا أجبنا على سؤال متى انتهى الحكم الإسلامي للأندلس ؟ ومن خلال هذا الاستعراض لحياة الأندلسيين وحال حكامها والمراحل التي مروا بها يتضح لنا أن حكم المسلمين في الأندلس امتد من عام 95 هـ إلى عام 897 هـ .
