متى كانت الحرب العالمية الثانية

متى كانت الحرب العالمية الثانية

متى كانت الحرب العالمية الثانية التي شكلت صفحةً من الصفحات الأكثر رعبًا ووحشيةً في التاريخ البشري، بعد أن حصدت أرواح عشرات الملايين من الجنود والمدنيين الأبرياء، وسيتطرق موقع محتويات من خلال المقال التالي إلى موضوع متى كانت الحرب العالمية الثانية مرورًا بعرض أبرز المعارك والأحداث التي شهدتها الحرب، مع الإضاءة على أهم المفاصل التاريخية التي كان لها بالغ الأثر في تغيير مجريات المعارك.

متى كانت الحرب العالمية الثانية

بدأت الحرب العالمية الثانية انطلاقًا من القارة الأوروبية بتاريخ 1 أيلول من العام 1939 م، وانتهت بتاريخ 2 أيلول من العام 1945 م مسدلةً الستار على ست سنواتٍ من المعارك العنيفة أثبت فيها الإنسان قدرته اللامحدودة على ممارسة أبشع صور الوحشية واللاإنسانية، حيث بلغ عدد ضحايا الحرب ما بين 40 إلى 50 مليون قتيلًا شكل المدنيون النسبة العظمى منهم في حربٍ ضروسٍ شاركت فيها معظم دول العالم مسخرةً كافة إمكانياتها الاقتصادية والصناعية والعلمية في خدمة المجهود الحربي، وقد انتظم العالم في هذه الحرب في حلفين متنازعين هما دول المحور وقوات الحلفاء، وسجل التاريخ موت عشرات الملايين بسبب مجازر الإبادة الجماعية والجوع والمرض، إلى أن وضعت الحرب أوزراها معلنةً انتصار قوات الحلفاء وهزيمة ألمانيا وحلفائها.[1]

شاهد أيضًا: كم عدد ضحايا الحرب العالمية الثانية

اسباب الحرب العالمية الثانية

كان من أهم نتائج الحرب العالمية الأولى أن زادت روح القومية والرغبة في الانتقام لدى العديد من الدول الأوروبية كألمانيا التي خسرت الكثير من المساحات التي كانت تسيطرت عليها بعد نهاية الحرب، وإيطاليا والتي على الرغم من أنها كانت في الجانب المنتصر إلا أنها رغبت بالانتقام من بريطانيا وفرنسا اللتين أخلتا بعهودهما في الدفاع عنها، ومن أهم أسباب الحرب العالمية الثانية:

  • المعاهدات المجحفة التي فرضت على الدول المنهزمة خلال الحرب العالمية الأولى وعلى رأسها ألمانيا التي خسرت السيطرة على ما يقارب 13% من أراضيها، ودفعت تعويضاتٍ كثيرةٍ للحلفاء.
  • الأزمة الاقتصادية التي بدأت عام 1929 م، وانشغال الكثير من بلدان العالم بها غافلين عما كان يحدث على الصعيد الدولي.
  • انتشار ما عرف باسم الحماية الجمركية والتي أدت إلى حدوث الكثير من المواجهات بين الأنظمة الديموقراطية والفاشية.
  • فشل مؤتمر جنيف الذي عقد بهدف نزع السلاح والحد من خطورة التسابق نحو التسلح، وانسحاب ألمانيا من عصبة الأمم.
  • بدء هتلر بالتخلص من شروط معاهدة فرساي من خلال فرض التجنيد الإجباري وزيادة عدد الجنود وتطوير الصناعة العسكرية.

شاهد أيضًا: الحرب العالمية الثانية بين من ومن

كيف بدأت الحرب العالمية الثانية

على الرغم من العداء التاريخي بين أدولف هتلر زعيم النازية الألمانية، ورجل السوفييت الحديدي جوزيف ستالين، إلا أن الزعيمان قاما بتوقيع معاهدةٍ في آواخر شهر آب من العام 1939 م، في مشهدٍ أثار استغراب العالم، وكان الزعيمان الألماني والسوفييتي قد اتفقا بشكلٍ سريٍ على تقاسم السيطرة على بولندا بحيث تحصل ألمانيا النازية على الأجزاء الغربية منها، والاتحاد السوفييتي على الأجزاء الشرقية منها، إضافةً إلى سيطرة السوفييت على فنلندا ودول البلطيق مثل إستونيا ولاتفيا وليتوانيا، غير أن أدولف هتلر خرق المعاهدة بعد أسبوعٍ واحدٍ، حيث قامت الفرق العسكرية الألمانية بتاريخ 1 أيلول 1939 م بالاعتداء على بولندا فأعلنت كل من بريطانيا وفرنسا الحرب على ألمانيا، وبذلك بدأت الحرب العالمية الثانية.

بداية الحرب العالمية الثانية

بدأت الحرب العالمية الثانية بدخول القوات الألمانية إلى بولندا بتاريخ 1 أيلول 1939 م، بحجة أن الجنود البولنديين هاجموا أراضيها وخلال 17 يومًا تمكنت القوات النازية من محاصرة القوات البولندية في محيط العاصمة وارسو في الوقت الذي قام فيه السوفييت بمهاجمة بولندا من الجهة الأخرى، الأمر الذي أجبر بولندا على إعلان استسلامها للألمان بتاريخ 27 أيلول، حيث قام الألمان والسوفييت إثر ذلك بترسيم الحدود بينهما في بولندا، كما عمل السوفييت على فرض سيطرتهم على دول البلطيق من خلال إنشاء القواعد العسكرية فيها، غير أن فنلندا رفضت ذلك فقام ستالين بمهاجمتها حتى اضطرت فنلندا إلى التخلي عن جزءٍ من أراضيها لصالح السوفييت.
وتجدر الإشارة إلى أن جهود فرنسا وبريطانيا والدول الأخرى التي أعلنت الحرب على ألمانيا تركزت على محاصرة النازية اقتصاديًا فيما شهدت الحدود الألمانية الفرنسية هدوءً فيما عرف بالمعركة الزائفة.

شاهد أيضًا: الدول المشاركة في الحرب العالمية الثانية

توسع نطاق الحرب العالمية الثانية

رفضت بريطانيا دعوة ألمانيا للسلام في ظل احتلالها لبولندا، ثم بدأت عام 1940 بعملية “ويلفريد” بهدف قطع خط الحديد الخام القادم من السويد إلى ألمانيا مرورًا بالنرويج والدنمارك، حيث تم إغراق العديد من السفن الألمانية في نفس اليوم بواسطة الألغام التي زرعت في المياه الإقليمية النرويجية الأمر الذي دفع بهتلر إلى مهاجمة الدنمارك والنرويج بهدف تأمين خط الحديد، وقد استسلمت الدنمارك خلال بضع ساعاتٍ في حين استمرت الحرب على النرويج قرابة الشهرين، وخلال المعارك تكبدت القوات البريطانية خسائرًا فادحةً الأمر الذي دفع برئيس الوزراء البريطاني نيفيل تشامبرلين إلى الاستقالة ليحل محله وينستون تشرشل بتاريخ 10 أيار من العام 1940م.[2]

احتلال فرنسا

شنت ألمانيا حربًا على كلٍ من لوكسمبورغ وهولندا وبلجيكا بتاريخ 10 أيار من العام 1940م، حيث تمكنت من احتلال هذه الدول خلال أسبوعين فقط، ثم تابعت طريقها باتجاه فرنسا ملتفةً على خط ماجينو، إذ أهملت فرنسا هذا الخط بحجة مجاورته لدولٍ محايدةٍ إضافةً إلى صعوبة طبيعة هذه المنطقة والتي جعلت الفرنسيين يظنون أن دخول المدرعات الألمانية عبرها أمرًا صعبًا، الأمر الذي سمح للألمان بتحقيق انتصاراتٍ سريعةٍ على القوات الفرنسية والبريطانية التي فرت تاركةً عتادها الثقيل في المنطقة، ومع إعلان إيطاليا البدء بغزو فرنسا بتاريخ 10 حزيران تمكن الألمان من السيطرة على العاصمة الفرنسية باريس ليستقيل بعد ذلك رئيس الوزراء الفرنسي بول رينو، تاركًا محانه لـ “فيليب بيتان”، وبتاريخ 22 حزيران وقعت فرنسا معاهدة استسلامها في نفس المكان ونفس العربة التي وقع فيها الألمان معاهدة استسلامها خلال الحرب العالمية الأولى.

شاهد أيضًا: سبب الحرب العالمية الثانية

معركة بريطانيا

عرض هتلر السلام على بريطانيا التي أصبحت وحيدةً في مواجهات آلة الحرب النازية بعد احتلال القوات الألمانية لفرنسا قائلًا أنه لا يريد تحطيم الإمبراطورية البريطانية غير أن بريطانيا رفضت سلامًا لا يضمن حقوق الدول الأوروبية في تقرير مصيرها، ولحسن حظ بريطانيا فقد تمكن كثير من الجنود من الهرب من شمال فرنسا مستخدمين الآلاف من القوارب الصغير، وعلى إثر ذلك قامت ألمانيا بنقل طائراتها إلى فرنسا استعدادًا لتوجيه ضربةٍ جويةٍ إلى بريطانيا حيث أطلق على العملية اسم “اسد البحر”، إذ استندت وجهة النظر الألمانية إلى أنه لا بد من تدمير سلاح الجو البريطاني الملكي، وعلى مدار ست أشهرٍ تعرضت المدن البريطانية إلى أشد أنواع القصف وعلى رأسها لندن التي عانت الأمرين من القصف المركز.
ومع دخول القوات الأمريكية مسرح الحرب الأوروبية عام 1942م تناوبت الطائرات الأمريكية والبريطانية على قصف المدن الألمانية موقعةً خسائرًا فادحةً في الأرواح، الأمر الذي كان له بارز الأثر في فشل الحرب البرية على بريطانيا، إضافةً إلى توجيه القوات الألمانية تركيزها لمحاربة الاتحاد السوفييتي.

شاهد أيضًا: اشهر معارك الدبابات في الحرب العالمية الثانية

المشاركة الإيطالية في الحرب العالمية الثانية

دخلت إيطاليا الحرب إلى جانب ألمانيا بقيادة زعيم الحزب الفاشي موسيليني من خلال غزوها لألبانيا في شهر نيسان من العام 1939م، ثم ضمتها رسميًا للأراضي الإيطالية، وبعد ذلك قام الزعيم الفاشي بإعلان الحرب على بريطانيا وفرنسا، ثم غزا اليونان، وعلى الرغم من أن قدرات الجيش الإيطالي في ذلك الوقت كانت لا تقارن بإمكانيات وقدرات الجيش الألماني إلا أن موسيليني قام بحصار جزيرة مالطا كما خاض العديد من المعارك التي كبد فيها الأسطولين البريطاني والفرنسي خسائرًا فادحةً كمعركتي المرسى الكبير، ومعركة تارانتو.

الحرب الألمانية السوفييتية

شنت ألمانيا النازية بتاريخ 22 حزيران من العام 1941م حربًا لاحتلال أراضي الاتحاد السوفييتي في معركة عرفت باسم معركة “بارباروسا”، والتي وصفت بأنها المعركة الأكثر دمويةً عبر التاريخ، غير أن الألمان ارتكبوا أخطاءً فادحةً منذ البداية تعلقت بعدم وصول الدعم اللوجستي للخطوط الأمامية الأمر الذي أجبرهم على التوقف مما سمح للسوفييت بشن هجومٍ مضادٍ ملحقين خسائرًا فادحةً بين الجنود الألمان، ساعدهم في ذلك إصابة مئات الآلاف من الجنود الألمان بمرض الحمى ونزلات البرد نتيجة البرد القارص في الاتحاد السوفييتي، وتعتبر معركة ستالين غراد “سان بطرسبرغ حاليًا” من أكثر المعارك شهرةً على جبهة الاتحاد السوفييتي والتي تمكن فيها السوفييت من تسطير صفحاتٍ حافلةٍ بالبطولة والشجاعة بعد أن فشلت القوات الألمانية بدخول المدينة.[3]

شاهد أيضًا: من نتائج الحرب العالمية الثانية

الحرب العالمية الثانية في المسرح الآسيوي

احتلت اليابان بعض المناطق التابعة للصين مما دفع بالولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها إلى إعلان مقاطعة اليابان اقتصادية، فقامت اليابان بمهاجمة ميناء “بيرل هاربر” الأمريكي ملحقةً أضرارًا جسيمةً بالأسطول الأمريكي نجت منها حاملات الطائرات الأمريكية التي كانت تنفذ مهمةً في عرض المحيط الهادئ، ثم غزت اليابان ماليزيا وإندونيسيا والفلبين بهدف السيطرة على حقول النفط، فبدأت الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها بالعمل على استرجاع المناطق التي سيطر عليها اليابانيون واشتدت الضغوط على اليابانيين مع سيطرة أمريكا على جزرٍ متاخمةٍ لليابان، وبإسقاط قنبلتين نوويتين على مدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين التي كان لهما دور بارز في ترجيح كفة الصراع لصالح قوات الحلفاء، وشهدت أوكيناوا آخر معارك الحرب العالمية الكبيرة بتاريخ 21 حزيران من العام 1945م، قبل أن تعلن اليابان استسلامها.

شاهد أيضًا: طبيعة العلاقات الدولية بعد الحرب العالمية الثانية

نهاية الحرب العالمية الثانية

انتهت الحرب العالمية الثانية بتاريخ 2 أيلول من العام 1945م بدخول قوات الحلفاء إلى إيطاليا وألمانيا حيث تم إلقاء القبض على موسيليني من قبل المحاربين الإيطاليين، ثم أعدم في دنجو وعلقت جثته أمام محطة وقودٍ هناك، ومع سماع هتلر بنبأ وفاة موسيليني أدرك أن هذه هي نهاية الحرب لذا قرر الانتحار مع زوجته إيفا براون داخل ملجأه موليًا الأدميرال كارل دونتز والذي بقيت ألمانيا تحت سيطرته لمدة 7 أيامٍ فقط حيث اضطرت إلى الاستسلام غير المشروط بتاريخ 8 أيار من العام 1945م.

شاهد أيضًا: دول الحلفاء المشاركة في الحرب العالمية الثانية هي

وبهذا يختم المقال الذي تناول موضوع متى كانت الحرب العالمية الثانية مرورًا بعرض أبرز الأحداث والمعارك التي خاضتها الجيوش التي شاركت في الحرب مع الإضاءة على أهم المفاصل التاريخية التي كان لها بالغ الأثر في تغيير مسار المعارك.

المراجع

  1. ^ .britannica.com , World War II , 25/02/2022
  2. ^ history.com , World War II , 25/02/2022
  3. ^ history.com , Operation Barbarossa , 25/02/2022

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *