متى يجوز قطع صلة الرحم

متى يجوز قطع صلة الرحم

متى يجوز قطع صلة الرحم فقد أوصانا الله تعالى ورسوله الكريم بصلة الرحم والمحافظة على زيارة الرحم وتفقده، لما لذلك من أجر كبير وثواب عظيم يعود على المسلم، وفي مقالنا التالي سوف نتعرف إلى متى يجوز قطع صلة الرحم.

الأرحام الواجب صلتها

اختلف العلماء في تحديد الرحم التي يجب صلتها على قولين هما:[1]

القول الأول

كل رحم محرّم، وهو قول الحنفية، والمالكيّة، وقول أبي خطاب من الحنابلة وغيرهم، قالوا لأن هذا هو الأضبط، لأنه لو قيل كل رحم لقُصد به كل بني آدم، ورجّح هذا القول القرافي قال: قال بعض العلماء: إنما تجب صلة الرّحم إذا كان هناك محرميّة، وهما كل شخصين لو كان أحدهما ذكرًا والآخر أنثى لم يتناكحا كالآباء والأمهات، والأخوة والأخوات، والأجداد والجدات، والأعمام والعمات، والأولاد وأولادهم، والأخوال والخالات، وأما أولاد الخالات والأخوال فليست الصلة بينهم واجبة لجواز المناكحة بينهم، وجواز الجمع بين بنت العم وبنت الخال في النكاح.

القول الثاني

كل رحم محرّم وغير محرّم، وهذا هو المشهور عند المالكيّة، لأن هؤلاء أرحام وقد أمرنا الله تعالى بصلة الرّحم، ولم يرد ما يخصّها بالرحم المحرّم، بل جاء ما يؤيد وجوب عموم الصلة، ورجّح هذا النووي فقال: واختلفوا في حدّ الرّحم التي تجب صلتها، فقيل: هو كل رحم محرّم بحيث لو كان أحدهما ذكرًا والآخر أنثى حرمت مناكحتهما، فعلى هذا لا يدخل أولاد الأعمام، ولا أولاد الأخوال، واحتجوا بهذا على تحريم الجمع بين المرأة وعمتها أو خالتها في النكاح، وجواز ذلك في بنات الأعمام والأخوال، وقيل الرحم، هو عام في كل رحم من ذوي الأرحام في الميراث، يستوي المحرم وغيره.

وخلاصة القول أن صلة الرحم على قسمين: رحم يجب أن توصل، ويُحرّم أن تقطع، وهي كل رحم محرّم كالعمات، والخالات، والأعمام، والأخوال، ورحم يُكره أن تُقطع، ويُندب أن توصل، وهي كل رحم غير محرّم كأبناء الأعمام، وأبناء الأخوال.

شاهد أيضًا: اذاعة مدرسية عن صلة الرحم

متى يجوز قطع صلة الرحم

متى يجوز قطع صلة الرحم  قال الحافظ أبو عمر بن عبد البرّ: أجمعوا على أنه يجوز الهجر لمن كان وصله يجلب نقصًا على المُخاطب في دينه، أو مضرّة تحصل عليه في نفسه أو دنياه، فالهجر الجميل أفضل من المخالطة المؤذية بصلة الرحم، فقد أمر الله تعالى: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ}[2]، ونهى الله تعالى عن قطعها إلا لأسباب قاهرة، وصلة الرحم تكون بالقدر الذي لا يحصل به ضرر للواصل في دينه ودنياه وآخرته، وأما إذا حصل ضرر يقع على واصل الرحم فالأولى قطعها.[3]

شاهد أيضًا: حكم صلة الأرحام غير المسلمين بالمال

حكم قطع الرّحم

فكما هو معروف بأن صلة الرحم هي: الإحسان إلى الأقربين، وإيصال ما أمكن من الخير لهم، ودفع ما أمكن من الشر عنهم، وهي واجبة على كل مسلم بدليل الكثير من الأحاديث النبويّة والأيات القرآنية التي حثّت على ذلك، وأما قطع الرّحم فهو بعكس الصّلة ومعناه: هو عدم الإحسان إلى الأقارب، بل هو الإساءة إليهم، لذا كل شخص لا يصل رحمه فهو واقع في الحرام وقاطع للرحم، وصلة الرّحم لها درجات وهي: وصل وهو مَن يُحسن إلى الأقارب، وقاطع الرّهم وهو مَن يسيء لهم، والدرجة الثالثة لا واصل ولا قاطع، وهو مَن يُحسن ولا يُسيء، وربما يُسمّى المُكافئ، وهو الذي لا يُحسن إلى أقاربه إلا إذا أحسنوا إليه، ولكنه في نفس الوقت لا يسيء لهم.[4]

شاهد أيضًا: لماذا الاحسان اعلى مراتب الدين

الآيات الواردة فيما يخص صلة الرّحم وقطعها

من أبرز الأحاديث الواردة بشأن صلة الرّحم وقطعها نذكر:[5]

  • قال تعالى: {وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ}[6].
  • قال تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرائيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلاً مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ}[7].
  • قال تعالى: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ}[8].
  • قال تعالى: {يَسْأَلونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ}[9].
  • قال تعالى: {(( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}[10].
  • قال تعالى: { وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً}[11].

شاهد أيضًا: من امهات المؤمنين كان يقال لها ام المساكين

الأحاديث الواردة فيما يخص صلة الرّحم وقطعها

من أبرز الأحاديث فيما يخص صلّة الرّحم وقطعها نذكر:[12]

  •  عن أبو موسى الأشعري عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (ثلاثةٌ لا يدخلون الجنَّةَ : مُدمنُ الخمرِ ، وقاطعُ الرَّحِمِ ، ومُصدِّقٌ بالسِّحرِ)[13].

  • عن أبي ذرّ الغفاري قال: (أوصاني خليلي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أن لا تأخذَني في اللهِ لومةُ لائمٍ وأوصاني بصلةِ الرحمِ وإن أدبرَت)[14].
  • عن أبي هريرة عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (من سرَّه أن يُبسَطَ له رزقُه، وأن يُنسَأَ له في أثرِه ، فلْيَصِلْ رَحِمَه)[15].
  • عن أبي هريرة عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، ومَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ، ومَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أوْ لِيَصْمُتْ)[16].

    شاهد أيضًا: المراد بذوي الرحم

كيفية صلة الرحم

صلة الرّحم تكون بالكلام الطيّب، ومواساة الفقير، وردّ السلام، والإعانة على الخير، والنصيحة الصادقة، وعيادة المريض، وغيره الكثير من الأفعال المستحبة، فالوصل يكون بما هو متعارف عليه بين الناس، وليس للواصل بالمكافئ، لأن بعض الناس إذا وصله أقاربه وصلهم، وإذا قطعوه قطعهم، فإذا وصلهم على الرغم من قطعهم له، هنا يسمى الشخص واصل للرحم، وأما إذا وصل رحمه إذا وصلوه، وقطعهم إذا قطعوه، فهذا ليس بصلة رحم، وليس نوعًا من الإحسان إلى الرّحم، إنما هي مكافأة له على صلته لك، وحتى وإن قطعك رحمك من أجل شجارات ومشاحنات، يجب على المسلم أن لا يقطع رحمه، ولا يهجرهم فوق الثلاث أيام لا يزيد على ذلك، وخير المتهاجرين الذي يبدأ بالسلام.[17]

شاهد أيضًا: من هم الرحم الواجب صلتهم

مظاهر قطع الرّحم

من أبرز المظاهر لعدم صلة الرحم أو قطعه نذكر:[18]

  • الامتناع عن الصدقة على الرّحم المحتاجة، ذكرًا كان أم أنثى.
  • الامتناع عن التهادي بين الأرحام إما بخلاً، أو بسبب الاعتقاد بأن الموصول ليس بحاجة، أو أنه ربما يفهم الهدية خطأ، بأنه ما أعطاه إلا لأنه ظهرت عليه آثار الحاجة.
  • عدم التزاور بين الأرحام ، فقد يقضي البعض الشهور والسنين والأيام ولم يزر رحمًا من أرحامه.
  • عدم مشاركتهم أفراحهم وأحزانهم.
  • الامتناع عن حضور اجتماعات الأرحام إن كان لهم اجتماعًا دوريًا يقام.
  • عدم وصل الأقارب إلا إذا وصلوه، وهذا يسمّى مُكافئ وليس واصل.
  • الامتناع عن أمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر، أو تقديم النصيحة لهم.

شاهد أيضًا: كم عدد الذين حرمت عليهم الصدقة

أسباب عدم صلة الرّحم

من أبرز الأسباب التي تمنع الشخص المسلم عن زيارة أقاربه نذكر الآتي:[19]

  • الجهل بفضل صلة الرّحم وعاقبة قطيعتها.
  • ضعف الوازع الدّيني، وبالتالي لا يخاف من جزاء صلة الرحم، ولا يهاب من قطيعتها.
  • الكِبر، والتعجرف بأن يكون الشخص غنيًا وأعطاه الله المال والجاه والمنصب، فيترف!ع عن زيارة أقاربه ممن هم أقل منه.
  • تقليد الأهل، فربما يكون الأب والأم غير واصلين لأرحامهم، فينشأ الفرد في بيئة كلها قطيعة رحم، فيتشرّب هذه العادة من محيطه.
  • اعتياد الانقطاع عن الرّحم، فربما ينقطع الفرد فترة طويلة عن زيارة رحمه، فيعتاد على قطعهم، بل ويستصعب أمر وصلهم من جديد، حتى تتولّد الوحشة بينهم
  • قلّة الاهتمام بالزائر، فقد يكون سبب قطع الرحم قلة الاهتمام بالشخص الذي يزور رحمه، من عدم استقابله كما ينبغي، وعدم الجلوس معه، أو التأفف من ذلك، أو الاستثقال منه وعدم استقباله ببشاشة وجه.
  • عدم توزيع الميراث، فربما يكون سبب القطيعة بين الأرحام، وجود ميراث لم يتم توزيعه بعد، مما يسبب العداوة والشحناء بين الأقارب، فيعتقد كل شخص منهم أن الآخر يريد أن يأكل ماله وحصته.
  • بُعد المسافة، فالرّحم البعيد تجعل الشخص يتكاسل ويؤجل زيارتها مرارًا وتكرارًا، بسبب التكاسل والعجز عن الذهاب لها.
  • قلة الصبر على الأقارب، وتصيّد أي مشكلة أو كلمة صادرة منهم ليقطعه ولا يزوره مرة أخرى.
  • الحسد، فقد يكون بعض الأقارب ممن أعطاه الله المال والجاه، فيمتنع بعض أقاربه عن زيارته حسدًا لما بين يديه.

شاهد أيضًا: من ثمرات اصلاح ذات البين

فضل زيارة الرحم

من أبرز الفوائد والفضائل لزيارة الرحم نذكر الآتي:[20]

  • صلة الرحم من الأيمان، فمن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه، هكذا كانت وصية النبي الكريم لنا.
  • صلة الرحم سبب للبركة في الرزق والعمر والولد، فمن أراد أن يوسّع الله تعالى عليه في رزقه وماله وولده فليصل رحمه.
  • صلة الرحم سبب لصلة الله تعالى وإكرامه لواصل رحمه، فالرحم متعلقة بعرش الرحمن، ومن وصلها وصله الله، ومن قطعها قطعه الله تعالى.
  • صلة الرحم سبب لدخول الجنة، فمن أراد دخول الجنة بسلام وأمان فليصل رحمه، فهي سبب رئيسي لدخول المسلم للجنة والبعد عن النار.
  • صلة الرحم هي امتثال لأمر الله تعالى، الذي أمرنا بوصل أرحامنا وزيارتهم.
  • صلة الرحم دليل على إيمان الشخص بالله وباليوم الآخر، وهي دليل على خوف العبد من ربه.
  • الرحم تشهد للواصل بوصلها في الحياة الدنيا يوم القيامة.

شاهد أيضًا: من اول من يقرع باب الجنة يوم القيامة

في نهاية مقالنا نكون تعرفنا على متى يجوز قطع صلة الرحم ، والأرحام الواجب زيارتها، حكم قطع الرحم، والآيات والأحاديث الواردة فيما يخص صلة الرّحم وقطعها، وفوائد صلة الرحم في الحياة الدنيا والآخرة، والأسباب التي تدعو الشخص إلى قطع رحمه والامتناع عن زيارته، وكيفية صلة الرحم.

المراجع

  1. ^ islamweb.net , ماهية الرحم الواجب صلتها , 1/02/2022
  2. ^ محمد , 22
  3. ^ islamweb.net , حكم قطع الرحم التي يحصل الضرر بصلتها , 1/02/2022
  4. ^ saaid.net , صلة الرحم , 1/02/2022
  5. ^ saaid.net , صلة الرحم , 1/02/2022
  6. ^ الرعد , 25
  7. ^ البقرة , 83
  8. ^ البقرة , 177
  9. ^ البقرة , 215
  10. ^ النساء , 1
  11. ^ النساء , 36
  12. ^ saaid.net , صلة الرحم , 1/02/2022
  13. ^ صحيح الترغيب , أبو موسى الأشعري ،الألباني ،صحيح الترغيب، 2539، صحيح لغيره
  14. ^ مجمع الزوائد ,  أبو ذر الغفاري، الهيثمي، مجمع الزوائد، 8/157، رجال الطبراني رجال الصحيح غير سلام بن المنذر وهو ثقة‏
  15. ^ صحيح الأدب المفرد , أبو هريرة ،الألباني، صحيح الأدب المفرد، 42، صحيح
  16. ^ صحيح البخاري , أبو هريرة، البخاري، صحيح البخاري، 6138، [صحيح]
  17. ^ binbaz.org.sa , كيف تكون صلة الرحم؟ وما هو حد القطيعة؟ , 1/02/2022
  18. ^ saaid.net , صلة الرحم , 1/02/2022
  19. ^ saaid.net , صلة الرحم , 1/02/2022
  20. ^ islamweb.net , فضل صلة الأرحام , 1/02/2022

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *