معلومات عن صلاح الدين الايوبي

معلومات عن صلاح الدين الايوبي

معلومات عن صلاح الدين الايوبي من المعلومات التي يتساءل عنها الكثير من الناس، وخاصّةً المُهتمّين بعلم التاريخ الإسلامي، فلقد سطّر بعض القادة على مر العصور أسماءهم بأحرُفٍ من نورٍ، ومن ضمن تلك القادة القائد الإسلامي العظيم؛ فقد كانت له أيادٍ بيضاء في رفع راية الإسلام عاليةً خفّاقةً، وفيما يلي سنتعرف على من هو صلاح الدين الأيوبي، وأهم المعلومات عنه.

معلومات عن صلاح الدين الايوبي

صلاح الدين الأيوبي من القادة المسلمين الشجعان الذي قادوا جيوش المسلمين إلى الفتوحات العظيمة، والذين حقّقوا فيها انتصارات مُبهرة، وإليك حياته بالتفصيل:

نشأة صلاح الدين الايوبي

وقد وُلد صلاح الدين الأيوبي في العراق، وبالأخص مدينة تكريت، وذلك في عام خمسمائة واثنين وثلاثين من هجرة النبي- صلى الله عليه وسلم-، والذي وافق ألف ومائة وثمان وثلاثين من الميلاد، وكان ذلك أثناء مغادرة والده قلعة تكريت، والذي كان واليًا عليها، ويرجع نسبه إلى أيوب بن شاذي بن مروان، وكان من أهل دوين في أرمينيا؛ فلهذا الرجل يرجع نسب الأيوبيين، وفي هذا النسب اختلاف، وبعدها انتقل والد صلاح الدين إلى بعلبك؛ حيث تولى ولايتها لمدة سبع سنوات، وقد تربى صلاح الدين في دمشق؛ حيث قضى طفولته فيها، وفضله في بلاط نور الدين بن زنكي، وقد كان أمير دمشق في هذا الوقت، وقد تعلّم فيها مُختلف العلوم، وأحبها حبًّا شديدًا، وقيل عنه: إنه كان بارعًا في الرياضيات والهندسة الإقليدية، وعلوم الشريعة الإسلامية، وتؤكّد بعض المصادر إن وجهة صلاح الدين الدينية كانت أكثر من وجهته العسكرية، فقد أحب دراسة علوم الشريعة، وهذا إن دل فإنه يدُل على نشأته الدينية التي كانت له عظيم الأثر في حياته في ما بعد، بالإضافة إلى شغفه الشديد بعلم الأنساب العربية، وقد أحب الشعر العربي أيضًا، فقيل: إنه قد حفظ ديوان الحماسة للشاعر أبي تمام، كما أنه كان يُحبّ الخيول العربية، وكانت له القدرة على تمييز جيّدها من قبيحها.[1]

بداية صلاح الدين العسكرية

تمزّقت الدولة العباسية إلى كثير من الدويلات الصغيرة، وذلك عند قُدوم صلاح الدين الأيوبي، وكان ذلك في أواسط القرن الثاني عشر، وكان حكم مصر في ذلك الوقت في يد الفاطميين، ويقومون بالدعاء لخلفائهم، وكان حكم الشاطئ الشرقي للبحر المتوسط في يد الصليبيين، وتمتد سلطتهم إلى شبه جزيرة سينا، وكان شمال العراق وسوريا في يد الأتابكة، وقد ظهر نجم صلاح الدين في أراضي المعارك حينما جاء الوزير الفاطمي فار من مصر، وجاء إلى الشام مستنجدًا بنور الدين زنكي، والذي كان أمير دمشق وقتئذٍ، وفي هذا الوقت كان صلاح الدين يبلغ من العُمر ستة عشر عامًا، وقد ضمّه نور الدين إلى جماعة العسكريين الذي كان قائدهم أسد الدين شيركوه، وكان ذلك في عام خمسمائة وثمان وخمسين من الهجرة، وبالأخص في شهر رمضان، وقد لعب صلاح الدين دورًا عظيمًا في تلك المعركة؛ حيث جعله شيركوه على القلب؛ حيث كان جيش الفاطميين يفوق عدد جيش الشام، والسبب الرئيسي الذي جعل شيركوه على القلب هو: أنه أعتقد أن الفرنجة سيحملون على القلب، لاعتقاد الفرنجة بأن من على القلب هو شيركوه، وقاد شيركه ميمنة الجيش، وقاد بعض من قادة الأكراد الميسرة، ولما داهم الفرنجة الوسط؛ كان من السهل أن يُطوّقهم شيركوه وجنوده، وهزموا، وقيل إن مما أسهم في الفوز بتلك المعركة كان: وعورة الأرض الذي كانت فيها المعركة، وكذلك كثافة الرمال، وغيرهما.[2]

محاربة صلاح الدين للصليبيين

ضم صلاح الدين الأيوبي في أن يقرن بعض الدول في دولة إسلامية واحدة، وتمثّلت تلك الدول في: سوريا، ومصر، والعراق، وتهامة، والحجاز، وهذا التكاتف هو الذي قويت على إثرها الدولة الإسلامة، وهي التي مكّنت صلاح الدين من تنفيذ الشق الثاني من مخططاته العسكريّة، وهي طرد الصليبيين من البلاد، وقد خدمته الظروف؛ حيث إن صاحب الكرك الذي كان يُدعى أرناط آل شاتيون قام بمهاجمة قافلة من القوافل التي كانت تذخُر بالأموال؛ فردّ عليه صلاح الدسن، وأرسل له ما يُقبح من عمله هذا، وأنه سيلقى نتيجة غدره هذا، وهذا متوقفً على إطلاق سراح من أسرهم، وعودة الأموال التي نهبها من القافلة، وحينما لم يعتدّ أرناط بمطلب صلاح الدين؛ أرسل صلاح الدين في تكاتف جميع الجبهات العسكرية، وبدأ في إعداد خُطط الحرب مع الصليبيين، وفي عام خمسمائة وتسع وسبعين من الهجرة، قام صلاح الدين، ومن معه بعُبور نهر الأردن، ومن ثمّ هاجموا بيسان، وكانت آنذاك خاوية على عروشها، وقام الصليبيون بتقديم التعزيزات لمُجابهة جيش صلاح الدين، وأسروا عددًا كبيرًا منهم، أرسل صلاح الدين خمسمائة جنديًّا، ثم سار إلى عين جالوت، ولكن الخمسمائة جنديًّا الذي أرسلهم صلاح الدين كانوا أقل بكثير من عدد الصليبيين؛ فتراجعوا إلى عين جالوت، وقد كان صلاح الدين قد فاز في معركة مختصة يعقوب، وهذا ما جعل المسلمين يتعرّضون إلى الكثير من المُضايقات في قوافلهم التجارية، وكذلك في طريقهم إلى الحج.[3]

معركة حطين

معركة حطين من المعارك التي كانت علامة فاصلةً في تاريخ الدولة الإسلامية، وكانت من أسوأ المواقف التي تعرض لها الصليبيون في تاريخهم، ويمكن التعرف على تلك المعركة من خلال ما يأتي:[4]

مكان معركة حطين

سُميت تلك المعركة بهذا الاسم؛ نسبةً إلى المكان الذي وقعت فيه المعركة، وهو في فلسطين، وتحديدًا بالقرب من سهل حطين، وهو غرب مدينة طبريا الواقعة في دولة فلسطين أيضًا، ولقد كان هذا المكان مكان مُهمّ جدًّا بالنسبة الجيوش والقوافل؛ حيث كانت القوافل تعبر منه للوصول إلى بلاد الشام، والعراق، ومصر.

أطراف معركة حطين

كان لهذه المعركة طرفان هما: المسلمون، والذي كان قائدهم هو صلاح الدين الأيوبي، وكان معروفًا بشجاعته الكبيرة، وأنه كان من المُحاربين القلائل الذين لا يخشون في الله لومة لائم، ولقد كان بتربيته الدينية عظيم الأثر في ذلك، والصليبيون، وهو الذي كان يقودهم ثلاثة أمراء، وهم دي لوزينيان، وكان أخيرًا لأنطاكية، وريمون الثالث باعتباره أخيرًا لطرابلس، وريمون دي شاتيون، وكان أمير حصن الكرك، وقد كانت أمنية صلاح الدين أن يُخرج الصليبيين من البلاد، وأن يرجع حكم القدس إلى المسلمين، ويُفقد الصليبيين سيطرتهم على القدس.

سبب معركة حطين

كان للمسلمين قوافل تجارية كثيرة تمر من الطرق التي كان للصليبيين سيطرة عليها، وفي يوم من الأيام اعترض الصليبيون قافلة من تلك القوافل، وقيل: إن تلك القافلة كانت لأحت صلاح الدين، ونهبوا جميع أموالها، وأسروا رجالها، فقدم عليهم صلاح، وقال لهم: إن لم تُرجعوا ما أخذتهم؛ فانظروا إلى عقابنا، وبالفعل استغل صلاح الدين ذلك، وحاربهم، وكانت معركة حطين من النقاط الفاصلة في حياة الصليبيين.

نتيجة معركة حطين

وفق الله- عز وجل- جُنوده، وعلى رأسهم صلاح الدين، فقد فاز المسلمون على الصليبيين، وحرّر القدس من سيطرة الصليبيين، وحكمهم الجائر، ولم يكتف بذلك بل تحرّرت المناطق العربية جمعاء من الحكم الصليبي، وقيل: إن الكثير من القلاع الصليبية قد استسلمت، ولم تقاتل صلاح الدين، والبعض الآخر هرب إلى أنطاكية، وكانت أنطاكية في هذا الوقت المقر الرئيس لحكم الصليبيين.

ومن خلال هذا المقال يُمكننا التعرف على معلومات عن صلاح الدين الايوبي ، ونشأة هذا الفارس المغوار، وكيف كانت بدايته العسكرية، وما هي أهم المواقف في حياته، والتي بدورها أضفت عليه ذلك الدور القيادي، وتربيته الإسلامية، واهتمامه بعلوم الشريعة عن العلوم العسكرية، وأهم المعارك التي خاضها ضد الصليبيين، وما هي معركة حطين، وما هي الأحداث التي وقعت فيها، وكيف كانت نتيجتها، وما هو السبب الرئيس لتلك المعركة.

المراجع

  1. ^ الأعلام , الزركلي (2002)، الأعلام (الطبعة الطبعة: الخامسة عشر)، بيروت: دار العلم للملايين، صفحة 220، جزء الجزء: الثامن . بتصرّف. , 9/11/2020
  2. ^ britannica.com , Saladin , 9/11/2020
  3. ^ newworldencyclopedia.org , Saladin , 9/11/2020
  4. ^ المصور في التاريخ , المصور في التاريخ، الجزء السادس. تأليف: شفيق جحا، منير البعلبكي، بهيج عثمان، دار العلم للملايين، بيروت. الأيوبيون، صفحة: 92-94 , 9/11/2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *