منزلة الزكاة وشروط وجوبها

منزلة الزكاة وشروط وجوبها

منزلة الزكاة وشروط وجوبها من أهم ما يبحث عنه المسلمون في العديد من الأوقات، فتعد الزكاة من أهم أركان الإسلام والذي قد حدث بأهميتها الله عز وجل في كتابه، ونوه النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديثه الشريفة عن وجوب أدائها، والتي سوف يتم توضيحها خلال هذا المقال.

 منزلة الزكاة وشروط وجوبها

للزكاة منزلة عظيمة في حياة المسلمين كما أنه تتعدد شروط وجوبها لأنها لا تجب على كل المسلمين ويمكن معرفة ذلك مما يلي:-

منزلة الزكاة

تعد الزكاة ثالث ركن  من أركان الإسلام الخمسة، وفريضة من الفرائض، وتعد من الأعمال التي يتقرب بها الإنسان إلى الله عز وجل، حيث قال الرسول عليه الصلاة والسلام: (بُنِيَ الإسْلامُ علَى خَمْسٍ، شَهادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسولُهُ، وإقامِ الصَّلاةِ، وإيتاءِ الزَّكاةِ، وحَجِّ البَيْتِ، وصَوْمِ رَمَضانَ)، والذي يدل على أهمية ومنزلة الزكاة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبايع أصحابه على أدائها، كما أمر بقتال مانعيها، حيث قال الله تعالى: (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ)، وأيضًا المحافظة على الزكاة دليل على أن العبد صادق وعلامة على الإيمان وعدم النفاق، فيعد من المؤمنين الأبرار فوعدهم الله تعالى بدخولهم الجنة ونيل رحمته الواسعة، وفتح أبواب الرزق والبركة لهم، فقال تعالى: (وَالمُؤمِنونَ وَالمُؤمِناتُ بَعضُهُم أَولِياءُ بَعضٍ يَأمُرونَ بِالمَعروفِ وَيَنهَونَ عَنِ المُنكَرِ وَيُقيمونَ الصَّلاةَ وَيُؤتونَ الزَّكاةَ وَيُطيعونَ اللَّـهَ وَرَسولَهُ أُولـئِكَ سَيَرحَمُهُمُ اللَّـهُ).

شروط وجوب الزكاة

هناك عدد من الشروط يجب أن تتوفر في الشخص الذي يؤدي الزكاة وهي كما يلي:-

  • البلوغ والعقل: فالزكاة لا تجب على الصبي فإن وليه يخرجها عنه.
  • الإسلام: يجب على المسلم فقط الزكاة وغير واجبه على غير المسلم.
  • بلوغ النصاب: وهذا يكون في الذهب عندما يبلغ نصابه عشرون مثقال، والفضة مئتا درهم، والزرع والثمار ٦٥٣ كيلو، والغنم يبدأ من ٤٠ شاة، والإبل عند خمسة، والبقر نصابه عند الثلاثين.
  • الحرية: فالزكاة ليست واجبه على العبد، لأنه لا يكون مالك للمال.
  • الاستقلال في الملك: لأحد الأراضي وأيضًا القدرة على التصرف في الأموال.
  • المال الذي يكون قابل للنماء: مثل الذهب والفضة والعملات والزرع والثمار والأنعام.
  • خلو المال من الدين: وهذا شرط في المذهب الحنفي باستثناء الزرع والثمار، ولكن الحنابلة يرون وجوب خلوه في جميع الأموال.

شاهد أيضًا: لا يجوز اعطاء الزكاة لغير الاصناف الثمانية

الأموال التي تجب فيها الزكاة

من أهم الأموال التي يجب فيها الزكاة ما يلي:

  • الذهب والفضة الذي لا يستخدم في اللباس والتحلي: وتكون الزكاة فيه واجبة بعد بلوغه المقدار الشرعي وقد مرت عليه سنة قمرية كاملة ومقدارها 354 يومًا، ويكون نصاب الزكاة فيهما (الذهب 85 جرامًا تقريبًا، الفضة 595 جرامًا).
  • الأموال والسيولة من العملات باختلاف أنواعها سواء كانت تحت يده أو أرصده في البنوك: يحسب نصاب الأموال والعملات بما يقابله من الذهب، فإذا كان نصاب الذهب 85 جرام تقريبًا في وقت وجوب الزكاة، ويكون قد فات على المال سنة قمرية وهو في ملكه، فيخرج منه ٢.٥%.
  • عروض التجارة: مثل العقار والمباني والعمارات، أو عروض مثل المواد الغذائية والاستهلاكية، فيقوم الشخص بحساب قيمة جميع ما اتخذه للتجارة إذا مر عليه عام كامل، ويجب أن يكون بسعر السوق في  اليوم الذي يريد أن يزكِّي فيه، فإذا بلغ ذلك نصاب المال أخرج عنه ٢.٥%.
  • الخارج من الأرض من الزروع والثمار والحبوب: تكون الزكاة واجبة في أنواع محددة من المزروعات وليس جميعها، وهذا بشرط أن تبلغ القدر المحدد في الشرع، ويوجد فرق بين ما يسقى بالأمطار والأنهار وما يسقى عن طريق الأدوات والعمل، وذلك لمراعاة أحوال الناس، حيث قال الله تعالى:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْض).

حكم الزكاة

تعد الزكاة أحد أهم أركان الإسلام، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ رضي الله عنه (فأعْلِمْهُمْ أنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عليهم صَدَقَةً في أمْوَالِهِمْ تُؤْخَذُ مِن أغْنِيَائِهِمْ وتُرَدُّ علَى فُقَرَائِهِمْ)، وتعد من الضرورة في الدين، ولقد قام الله عز وجل بتشريعها لكي تكون عبرة للناس من جوانب كثيرة، مثل تطهير النفس من البخل ومساعدة الفقراء ومواساتهم.

مكانة الزكاة في الإسلام

إن للزكاة مكانة عظيمة جدًا في الإسلام، حيث جمعها الله عز وجل مع الصلاة في الكثير من المواضع في كتابه المجيد، وأيضًا قام النبي صلى الله عليه وسلم بذكرها كثيرًا في أحاديثه الشريفة، حيث قال تعالى “وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ”، وقوله سبحانه: “وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ “، وقوله تعالى:” فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ”، وقوله تعالى: “وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ”.

كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت”، وقد قام النبي صلى الله عليه وسلم بذكرها في العديد من أيامه مع الصحابة حيث قال “من حافظ عليها كانت له نوراً وبرهاناً ونجاة يوم القيامة ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة، وكان يوم القيامة مع فرعون وهامان وقارون وأبي بن خلف”.

شاهد أيضًا: هل يجوز إعطاء الزكاة للأخ المحتاج دون إبلاغه لتجنب الحرج

الحكمة من مشروعية الزكاة

لقد قام الله عز وجل بتشريع الزكاة لحكم عديدة منها الآتي:

  • أن يتم تطهير النفس من البخل والشح، والزكاة بالمال لكي تحل فيه البركة.
  • تعاون الناس في المجتمع لمساعدة الفقراء، ولكي يخلو من الحسد والحقد.
  • يعد أداء الزكاة مغفرة للذنوب والتجاوز عن زلات الإنسان، عن طريق الإنفاق مما يحب.
  • عدم بقاء المال في فئة واحدة في المجتمع وتكون الطبقة الغنية، ولكن يجب توزيعه أيضًا على الفقير.
  • تذكير العباد بمالك المال الأصلي وهو الله عز وجل.

وفي النهاية نكون قد عرفنا منزلة الزكاة وشروط وجوبها حيث أنه للزكاة مكانة عظيمة في الإسلام وقد شرعها الله تعالى على كل مسلم قادر بالغ عاقل، وذلك لتطهير أمواله من البخل والشح فالزكاة تطهر النفوس والأموال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *