من اسباب القطيعه وفساد ذات البين

اسباب القطيعه وفساد ذات البين

من اسباب القطيعه وفساد ذات البين هو الموضوع الذي سيتناوله هذا المقال، وحيث أنّ الإنسان أخو الإنسان فكلّ البشر أولاد آدم عليه السّلام والأخوّة رابطةٌ متينة لا تنقطع وتنشأ لعدّة أسباب كالنّسب والرّضاع وغيرها، وفي الإسلام الأخوّة رابطةٌ شرعيّة وثيقةٌ دائمةٌ تجمع المسلم مع كلّ المسلمين أساسها الإسلام وجوهرها الإيمان حيث أمر الله تعالى المسلمون بأن يكونوا إخوةً فيما بينهم فهي رابطةٌ أنشأها الله وشرّعها.[1]

فساد ذات البين

إنّ الحياة فيها من المتغيّرات الشّيء الكثير وفيها من اسباب القطيعه وفساد ذات البين ما يعجز المرئ عن عدّه، حيث أنّ الإسلام حثّ على الأخوّة الإسلاميّة وشرّعها فالمسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يحقره، وبالتّالي فإنّ على المسلمين أن يكونوا عباد الله إخواناً لما في ذلك من أثرٍ إيجابيٍّ على المجتمع والنّاس، ولا ريب أنّ السّعي للإفساد بين النّاس وخاصّةً المسلمين وتحريض بعضهم على بعض وإفساد ذات بينهم من أعظم المنكرات هي كبيرةٌ من كبائر الذّنوب، وقد قيل أنّ فساد ذات البين من شأنها أن تحلق اللّين وتستأصله كما ورد في حديث أبي هريرة الّذي رواه عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم حين قال: “إياكم وسوءَ ذاتِ البينِ ؛ فإِنَّها الحالِقَةُ”،[2] وقد قيل أنّ فساد ذات البين  والتّسبّب بالخصام والشّجار بين رجلين وإحداث فرقةٍ وفسادٍ بينهما فهي حالقةٌ أي ماحيةٌ للأجر مؤدّية للعقاب ولا يفرح بها إلّا الشّيطان.[3]

من اسباب القطيعه وفساد ذات البين

إنّ العلاقات بين البشر أصبحت مهتزّةً فسادت القطيعة والبغضاء بين الشّعب الواحد وحتّى الأسرة الواحدة وذلك أغلبه لدوافع دنيويّةٍ أو صفاتٍ سيّئةٍ بمن تعاشره كالكذب والبخل والحماقة والجبن والفسوق وأصحاب هذه الصّفات لا يصاحبون، لكن من اسباب القطيعه وفساد ذات البين  غير ذلك في الحقيقة أبداً فمثلاً:[4]

  • إذا كانت القطيعة بين الزّوج وزوجته فإنّ تسلّطها سيكون سبباً قويّاً لفساد ذات البين بينها وبين زوجها، فلبعض النّساء حبّ التّسلّط والسّيطرة وذلك يحدث مشكلةً مع الزّوج الّذي يملك درجة القوامة فإذا خسرها مع حقدٍ في القلب فسيصير الحال سيّئاً.
  • وإنّ السّبب الثّاني من أسباب فرقة المسلمين هو الحرص على الدّنيا فمن أحبّ الدّنيا خرجت محبّة الله من قلبه وهذا سببٌ قويٌّ للتّقاطع بين المسلمين.
  • وذلك يقود إلى السّبب الثّالث وهو إرضاء  النّاس بسخط الله وهنا يقوم صنفٌ من المسلمين فيهم الجبن والشّحّ يحبّون أنفسهم ويبغضون النّاس فإذا أرضوا النّاس على حساب دينهم جعل الله قلوب النّاس تسخط عليهم.
  • أمّا السّبب الرّابع فهو الحكم على النّاس بالهوى فالهوى مضلٌّ للرّأي وصادٌّ عن الخير وضالٌّ عن سبيل الله فحين يصبح الباعث على الحكم فالحكم عندها يبتعد عن الصّواب ويسعّر نيران العداوة والبغضاء فيبغض الأخ أخيه والصّديق صديقه.
  • أمّا سوء الظّنّ فهو السّبب الخامس فبعض النّاس يكون أسير هواجسه الّتي تجعله في شكٍّ دائمٍ وتجعله يبتعد عن الجميع وقد قيل أنّ معاشرة الأشرار تورث سوء الظّنّ بالأخيار.
  • ولا يجب أن يهمل الحسد فالحسد سببٌ قويٌّ للتّقاطع والتّباغض فالحاسد عدوّ نعمة الله في خلقه وهو ساخطٌ على قسم الأرزاق في عباده.

ما الضرر المترتب على القطيعه وفساد ذات البين

إنّ الفرقة بين المسلمين له ضررٌ كبيرٌ وخطرٌ جسيمٌ على المسلمين ككلّ فشرّ الفرقة دائماً يكون ظاهراً ينهش في جسد الأمّة الإسلاميّة، فالفرقة تعطّل الجهاد في سبيل الله وتسلّط أعداء الأمّة عليها فالجهاد سنام الإسلام فإذا تعطّل سيكون ذلك وبالاً على المسلمين وعلى الأمّة لأنّه بتعطّل الجهاد جُلبت المهانة والذّلّة، وأيضاً من الأضرار المترتّبة على القطيعة ذهاب قوّة المسلمين لأنّ القطيعة تسبّب التّناحر والتّقاتل بين الأفراد والجماعات المسلمة وذلك يؤدّي إلى ضياع قوتها وذهاب عزيمتها، فكلٌّ منهم يريد الغلبة لنفسه وتحقيق مصالحه والسّيادة لحكمه، ثمّ بعد ذلك تحدث الهزيمة والفشل وذلك لا بدّ منه لجماعةٍ متفرّقةٍ متناحرةٍ فكيف لها أن تنتصر أو تصيب في أمرها وهي منشغلةٌ في البغض والفرقة فالنّصر والنّجاح لا يأتيان إلّا بالإجتماع على أمر الله سبحانه وتعالى والوحدة بين المسلمين.[5]

إصلاح ذات البين

بعد الخوض في الحديث عن اسباب القطيعه وفساد ذات البين لا بدّ من الخوض في الحديث عن إصلاح ذات البين، وممّا لا شكّ فيه أنّ تشتيت المسلمين وتفريقهم من أخطر الأمور وأهمّ الأسباب الّتي تحدث الصّدوع والشّروخ في المجتمع الإسلاميّ وتمزّقه إلى قطعٍ وأجزاءٍ تعادي بعضها البعض، ومن الصّعب إعادة تجميع الأجزاء بعد تفرّقها لاختلاف الآراء والأفكار والعقول بين المسلمين وإنّ الدّين الإسلاميّ الحنيف قد سعى للإصلاح بين الملمسن في جميع الميادين المتفرّقة والمتعادية بطرقٍ عديدةٍ مدروسةٍ وممنهجةٍ ليتمّ الصّلح بين المسلمين بشكلٍ تامٍّ وصحيح، وقد حثّ الإسلام المسلمين على نبذ أسباب التّفرقة الاقتتال فيما بينهم، كما عمل على علاج مسألة الاقتتال والتّفرق من جذورها وصولاً لإزالة آثارها من الواقع والمجتمع الإسلاميّ وإنّ من أصلح بين متخاصمين له المكانة العالية والرّفيعة عند الله عزّ وجلّ والله أعلم.[6]

ثمرات إصلاح ذات البين

إنّ المجتمع الإسلاميّ بحاجةٍ شديدةٍ لمن يسعى في إعادة توحيده بعد الفرقة والتّمزّق الّذي آل إليه حاله فذلك ناتجٌ عن القطيعة والفساد والتّخاصم بين النّاس ومن اسباب القطيعه وفساد ذات البين الجبن والحماقة والتّسلّط والكذب، لكنّ السّعي المستمرّ لإصلاح ذات البين بشكلٍ سليمٍ ونيّةٍ خالصةٍ لوجه الله تعالى وفضّ النّزاع يأتي بثمارٍ وفوائد عظيمةٍ على الفرد المسلم والمجتمع الإسلاميّ كاملاً ومن هذه الفوائد:[7]

  • توحيد المجتمع الإسلاميّ و نبذ البغض والحسد والضّغينة والخصومة منه.
  • تقوية الرّوابط الأخويّة بين المسلمين.
  • نشر المحبّة والتّآلف والمودّة بين المسلمين.
  • حقن الدّماء وتوفير الأموال المهدورة عند الخصومة والاقتتال.
  • تحقيق التّرابط والتّكافل والتّضامن بين المسلمين في السّرّاء والضّرّاء.

من اسباب القطيعة وفساد ذات البين مقالٌ تحدّث عن فساد ذات البين وذكر العديد من اسباب القطيعه وفساد ذات البين وما الضرر المترتب على القطيعه وفساد ذات البين  كما تحدّث عن إصلاح ذات البين وثمرات ذات البين ومن وسائل إصلاح ذات البين.

المراجع

  1. ^ alukah.net , تعريف الأخوة في الإسلام , 28/12/2020
  2. ^ الجامع الصغير , السيوطي/أبو هريرة/2897/صحيح
  3. ^ islamweb.net , فساد ذات البين هي الحالقة التي تحلق الدين , 28/12/2020
  4. ^ alukah.net , أسباب تفرق المسلمين , 28/12/2020
  5. ^ dorar.net , ضرر الفرقة على المجتمع المسلم , 28/12/2020
  6. ^ saaid.net , [ إصلاح ذات البين] , 28/12/2020
  7. ^ alukah.net , الإصلاح بين الناس , 28/12/2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *