من الذي نادى الى حج بيت الله

من الذي نادى الى حج بيت الله ،قد يسأل سائل هذا السؤال، ففريضة الحج لها مكانتها ومحبتها في قلوب المسلمين جميعًا، ووما هو معروف أن بيت الله الحرام موجود من لدن آدم عليه السلام، وقد قيل أن آدم هو من وضع قواعده أصلًا، وجاء إبراهيم ليرفع البيت على تلك القواعد بمساعدة إسماعيل عليهم جميعًا أفضل الصلاة والسلام.[1]

تعريف الحج وحكمه

قبل الإجابة عن سؤال: من الذي نادى الى حج بيت الله ، فمن الجيد أن نعرّف الحج في اللغة وفي الاصطلاح، فأمّا لغة فالحجّ هو القصد أو إتيان الشيء المعظّم، أمّا في الاصطلاح الشرعيّ فالحجّ هو قصدُ المسلمين لبيت الله الحرام والمشاعر المقدسة وإتيانها، ويكون له وقت مخصوص في السنة ويُؤدى على وجه مخصوص، كما أنّ الحج في الشرع عبارة عن إحرام وتلبية ووقوف بعرفة ثم طواف ببيت الله الحرام، ثم السعي بين الصفا والمروى، ورمي الجمرات وما يتبع ذلك من مناسك مشروعة فيه، أمّا عن حكم الحجّ في الشريعة الإسلاميّة، فالحج أحد أركان الإسلام الخمسة، وأحد مبانيه العظيمة، وفيه اختصّ الدين الحنيف، كما أنّ فيه سرّ التوحيد، وجاء فرضه على المسلمين في قوله تعالى في سورة آل عمران: “وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ”[2]، وقد سُمي من ترك الحج وهو يستطيعه كافر، وذلك يدل على أهميته وقداسته.[3]

من الذي نادى الى حج بيت الله

في الإجابة عن السؤال: من الذي نادى الى حج بيت الله ، فإن الله تعالى أمر نبيه إبراهيم -عليه السلام- أن ينادي إلى حج البيت الحرام بعد أن انتهى من بنائه، وكان ذلك في قوله تعالى في سورة الحج: “وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ”[4]، وجاء في تفسير ابن كثير لهذه الآية أنّ الله أمر إبراهيم أن يدعو الناس للحج، فأجاب إبراهيم أنّ صوته لن يصل إلى كل الناس، فردّ عليه الله تعالى أن نادِ وعلينا البلاغ، فقام إبراهيم وقال: “يا أيها الناس إن ربكم قد اتخذ بيتاً فحجوه” فجاءته الإجابة من البشر والشجر والحجر: “لبيك اللهم لبيك”، والله أعلم بحقيقة ما كان ولكنّ متما لا شكّ فيه أن إبراهيم -عليه السلام- هو من أذن بالناس ليحجوا بيت الله الله الحرام.[5]

الحكمة في تشريع الحج وفوائده

بعد الإجابة عن سؤال: من الذي نادى الى حج بيت الله ، من الجميل أن نذكر الحكمة من تشريع فريضة الحج، فإنّ شعيرة الحج ذات أمر عظيم، ولها فوائد جمّة وحكم كثيرة، ويُعرف ذلك من التأمل في آيات كتاب الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم، وقد جُعلت هذه الفريضة لما فيها من المصالح للناس من تعارف وتعاون في فعل الخير والتواصي في الحق والإجلال للدين والثقة به، كما أنّ فيها إعلاء لكلمة التوحيد الخالص ومن رحمة الله بعباده أنّ هذه الفريضة فرضت على الناس جميعًا في شرق الأرض وغربها، ولكنّها مقرونة باستطاعة الإنسان لها، ومن رحمة الله بعباده أيضًا أنّه فرضها مرةً واحد في العمر وبشرط الاستطاعة وجاء على لسان عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنّه قال: “خطبنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال: يا أيها الناسُ كُتِبَ عليكمُ الحجُّ قال: فقام الأقرعُ بنُ حابسٍ فقال: أفي كلِّ عامٍ يا رسولَ اللهِ فقال: لو قلتها لوجَبَتْ ولو وجبَتْ لم تعملوا بها ولم تَستطيعوا أن تَعملوا بها الحجُّ مرةٌ فمن زاد فهو تطوُّعٌ”[6]، وأعظم فوائد الحج أنّ جزاءه الجنّة وغفران الذنوب وهذه هي الفائدة التي لا تُقاس بغيرها.[7]

وهكذا نكون قد تعرفنّا على ركن مهم من أركان الإسلام الخمسة وهو حجّ بيت الله الحرام، وتعرفنا من الذي ادى الى حج بيت الله ، كما ذكرنا الحكمة الإلهيّة التي وجدت في تشريع الحج، وما يحدث فيه من إعلاء لكلمة الله تعالى وتوحيده، ومن تعارف بين الناس.