من اول من قال بسم الله الرحمن الرحيم

من اول من قال بسم الله الرحمن الرحيم يبدأ المسلمون خطبهم وعباداتهم الكثيرة بعبارة “بسم الله الرحمن الرحيم” وبنفس الطريقة، عندما يقرأ المسلم سور القرآن، يفتتحها بهذه العبارة، ويبدأ الواعظ من خلالها على المنبر بطلب العون من الله لإيصال أقواله وإيصال رسالته إلى الناس، وكذلك الحال مع الذي يأكل ويشرب؛ حيث يدعو الله تعالى ألا يقتسم الشيطان معه في الأكل والشرب، وكذلك إذا دخل بيته أو مسجده أو مكان فيه الناس، وبالمثل إذا كان يريد كتابة كتاب أو إرسال بريد وهلمّ جرًا.

من اول من قال بسم الله الرحمن الرحيم

إنّ أول من قال بسم الله الرحمن الرحيم هو: سليمان -عليه السلام- وهو من أنبياء بني إسرائيل، وقد قيل إنه خالد بن سعيد بن العاص في مكة المكرمة، حيث قال الله تعالى في محكم تنزيله: (قالت يا أيّها الملأ إنّي ألقي إليّ كتابٌ كريم، إنّه من سليمان وإنّه بسم الله الرّحمن الرّحيم)، وورد أيضًا عن بعض العلماء أن أول من كتب بسم الله الرحمن الرحيم هو الرسول -صلى الله عليه وسلم- بعد نزول قوله تعالى: (وقال اركبوا فيها باسم الله مجراها ومرساها)، ولكن الراجح هو سليمان -عليه السلام- والله تعالى أعلم وأحكم.[1]

شاهد أيضًا: من أول شخص قاتل بالسيف وأول من سلَّ سيفه في سبيل الله

قصة النبي سليمان عليه السلام

كان سليمان عليه السلام ممن أعطاهم الله ملكاً شيخاً وحكمة مثله، وبعد أن أعطاه الملك أربع سنوات، بدأ في بناء أورشليم وكان هذا بناءً على نصيحة والده واستمر في البناء لمدة سبع سنوات ، حيث بعد أن تولى السلطة لمدة أحد عشر عامًا أنهى البناء ثم بدأ أعمال بناء منزل ملكي في القدس واستمر في البناء لمدة ثلاثة عشر عامًا، وورد ذكره في القرآن الكريم، حيث يقول تعالى: (قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ*فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَـكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ*وَصَدَّهَا مَا كَانَت تَّعْبُدُ مِن دُونِ اللَّـهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِن قَوْمٍ كَافِرِينَ).[2]

شاهد أيضًا: هل سليمان عليه السلام ملك ونبي

الفائدة من قصة سليمان عليه السلام

إنّ النبي سليمان -عليه السلام- من الأنبياء الذين منّ الله عليهم بالعديد من المعجزات، ممّا يترتب على ذلك العديد من الفوائد والتي سيتمّ بيان بعض منها فيما يأتي:[3]

• الورع في الدين؛ في ذلك الوقت عرض الخيول التي حارب فيها في سبيل الله، فأشغلها وأعطاها صدقة، حيث قال تبارك وتعالى في محكم تنزيله: (فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ* رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالأَعْنَاقِ).
• أسس دولته على أساس الدين وعظمته، والتزم بشرع الله وطبقه في حياته وفي حياة الناس، وقدم لبني إسرائيل نموذجًا للدولة وحضارة فريدة فيها صفات كثيرة بدنياهم وانضباطهم مع جنود سليمان عليه السلام.
  إبلاغ جنوده بالانضباط والتنفيذ والطاعة لأوامرهم؛ حيث أمر جنوده بنظام دقيق.
• بيان عدل سليمان -عليه السلام- وتقواه ورحمته، في معجزاته النمل، ولا يدوسونه، وابتسامته في كلامه تدل على سعادته وقربه من الآخرة، وكلام الله الدليل على أن الله نصره بالإعجاز.
• الدعوة إلى الإيمان بالله تعالى؛ حيث تتراكم في كل حيوان غرائز معينة توجه بها إلى ما ينفعه وبعيدًا عما يضره، بالإضافة إلى الرحمة بالضعيف.
• المعرفة والحكمة؛ حيث يهتم الطائر بشرح وجهة نظره في الكتاب الذي يحمله وحقيقة أن هذا الموضوع لا يمكن استنتاجه إلا من قبل إنسان عظيم؛ كمعجزة سليمان عليه السلام.
• التشاور والمشاركة مع الآخرين؛ وذلك بعد أن دعا بلقيس ومن حولها واستشارهم في الكتاب الذي جاء إليه من سليمان.
• الملكة بلقيس، التي رأت في السلطان وسيلة للدعوة، لم تمنعها من الخضوع للحق، على الرغم من تمتعها بالسيادة والسلطة.
• أهمية المجلس في حياة الإنسان، وبناء الأمة يعتمد على القوة، ويجب أن يكون لأعضاء المجلس رأي.
• كان مقتضبًا في وصف المواقف، كما فعلت الأطواق عندما أخبروا سليمان بحالة ملكة سبأ الصعود للمسلم بغض النظر عن شؤون الدنيا.

أجبنا في هذا المقال على سؤال: من اول من قال بسم الله الرحمن الرحيم وتبيّن أنه نبي الله تعالى سليمان عليه السلام، هناك دروس وفوائد عظيمة يمكن تعلمها من قصص سليمان كالعدل والرحمة للضعيف، واستعباد السلطان من أجل إقامة الدين ونشره، واتباع الرعايا والجنود، ومعاقبة الظالم، والحذر في إصدار الأحكام.