من اول من لقب بامير المؤمنين

من اول من لقب بامير المؤمنين

من اول من لقب بامير المؤمنين هو الموضوع الّذي سيتحدّث عنه هذا المقال، فبعد وفاة النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام خلفه الصّحابة الكرام رضوان الله عليهم وحكموا الدّولة الإسلاميّة بتعاليم النّبيّ والقرآن الكريم فكانوا من خير الخلفاء وأعدلهم وأفضلهم والعهد الّذي حكم فيها أربعةٌ من خير الصّحابة يسمّى عهد الخلافة الرّاشديّة الّتي توسّعت فيها الفتوحات واتّسعت رقعة الدّولة الإسلاميّة ووصلت إلى أوج قوّتها وازدهارها.[1]

من اول من لقب بامير المؤمنين

عقد اجتماع مجلس الشّورى بعد وفاة النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام لاختيار خليفةٍ له ليترأس الدّولة الإسلاميّة ويقوم على أمورها وشؤونها وخوفاً من تشتّت المسلمين وتفكّك المجتمع الإسلاميّ فبايع المسلمون الصّحابيّ الجليل أبا بكرٍ الصّدّيق رضي الله عنه ليكون خليفة رسول الله عليه الصّلاة والسّلام وأُنشأت الخلافة الرّاشديّة ليبدأ المسلمون فيها عهداً جديداً بعد انتهاء عهد النّبيّ بوفاته وقد كان المسلمون ينادون أبا بكرٍ بخليفة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فحكمهم لمدّة ثمّ وافته المنيّة ولحق برسول الله إلى الرّفيق الأعلى فخلفه الصّحابيّ الجليل الفاروق عمر بن الخطّاب رضي الله عنه عندها احتار المسلمون بماذا سينادونه فهو خليفة خليفة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فاقترح المغير بن شعبة بأن ينادوه بأمير المؤمنين وشاع هذا اللّقب بينهم فأصبحوا ينادونه بأمير المؤمنين وقيل في رواياتٍ أخرى أنّ من لقّبه بهذا اللّقب هو عديّ بن حاتم ولبيد بن ربيعة، وبذلك قد تبيّنت إجابة سؤال من اول من لقب بامير المؤمنين وهي الخليفة عمر بن الخطّاب رضي الله عنه وأرضاه والله أعلم.[2]

عمر بن الخطاب رضي الله عنه

هو الصّحابيّ الجليل وثاني الخلفاء الرّاشدين عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزّى بن رباح بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي رضي الله عنه وأرضاه، وقد أسلم عمر في السّنة السّادسة للنّبوّة بعد أن عقد نيّته على قتل النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام فلمّا قرأ القرآن لان قلبه وأسلم بوقتها وذهب إلى النّبيّ ليعلّمه الإسلام وتشريعاته فأعزّ الله تعالى الإسلام والمسلمين به وضجّت مكّة المكرّمة بإسلامه وإسلام حمزة عمّ النّبيّ وصار المشركون أكثر عداءً وأذىً للمسلمين وعندما أسلم لقّبه النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بالفاروق لأنّه يفرّق بين الحقّ والباطل، وقد جهر بإسلامه أمام قريش وأهل مكّة وخرج مع النّبيّ وأصحابه وصلّوا جميعهم عند الكعبة المشّرفة أمام أنظار المشركين وعندما بدأت الهجرة إلى المدينة كان المهاجرون يخافون أن تفعل بهم قريشٌ فكانوا يسرعون ويهاجرون سرّاً خوفاً من أذاهم لكنّ عمر بن الخطاب لم يكن يهاب أحداً إلّا الله تعالى فعندما قرّر أن يهاجر خرج من بيته حاملاً سيفه وصلّى عند الكعبة والمقام وطاف سبعاً حولها ثمّ نادى بقريشٍ أنّ من أراد أن ييتم اأولاده أو أن تثكله أمّه فليحلق به عندما يخرج لطريق السّفر فلم يجرؤ أحدٌ على ملاحقته وذهب إلى المدينة المنوّرة وشارك مع النّبيّ وباقي الصّحابة الكرام في تأسيس الدّولة الإسلاميّة وتوفّي في المدينة المنوّرة سنة ثلاثٍ وعشرين للهجرة وقد ذكر سابقاً من اول من لقب بامير المؤمنين وهو عمر بن الخطاب رضي الله عنه والله أعلم.[3]

خلافة عمر بن الخطاب

ذُكرت فيما سبق إجابة سؤال من اول من لقب بامير المؤمنين وكانت أنّه الفاروق عمر رضي الله عنه وأرضاه وهو ثاني الخلفاء الرّاشدين حيث خلف الصّحابيّ الجليل أبا بكرٍ الصّدّيق بعد وفاته رضي الله عنه وقد كان يؤازره في خلافته وينصحه، ولُقّب بأمير المؤمنين وقد شهد المسلمون في خلافته صور العدل والرّحمة والقوّة والازدهار فقد كان عمر رضي الله عنه خير حاكمٍ وخير خليفةٍ بعد أبي بكرٍ متواضعاً حكيماً لا يخاف في الله لومة لائمٍ حازماً وقد كان أهلاً وكفؤاً للمسؤوليّة الّتي حملها على عاتقه مدركاً لخطورتها وعظمها فكان أميناً صادقاً متفانياً متّبعاً لتعاليم صاحبه وحبيبه النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام، وشهد المسلمون في عهده فتوحاتٍ عظيمةٍ لكثيرٍ من الأمصار والتّوسّعات لرقعة الدّولة الإسلاميّة ومان له الكثير من الإنجازات الإداريّة والسّياسيّة فهو أوّل عمل بالتّقويم الهجريّ وكتب الدّواوين كما اهتمّ ببناء مدنٍ جديدةٍ ووسّع المسجد النّبويّ وجدّده وغيرها الكثير من الإنجازات على جميع الأصعدة رضي الله عنه.[3]

شاهد أيضًا: من صفات الخليفة عمر بن الخطاب

حكمة أمير المؤمنين

من اول من لقب بامير المؤمنين هو الصّحابيّ الجليل عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الرّاشدين وأحد العشرة المبشّرين بالجنّة وصاحب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وقد وهبه الله تعالى الحكمة ورجاحة العقل وسداد الرّأي والعلم والفهم والفقه وكان له الكثير من المواقف الّتي أظهر فيها علمه وحكمته وأيّده الله تعالى في هذه المواقف بآياتٍ من القرآن الكريم ومنها:[4]

  • أنّه اقترح على النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام الحجاب لزوجاته لكثرة دخول الصّحابة إلى حجراتهنّ لرؤية النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام فنزلت الآية على النّبيّ تأمره بالحجاب لزوجاته ونساء المؤمنين أجمعين.
  • مات أحد المنافقين فغسّله المسلمون وصلّى عليه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال عمر للنّبيّ لماذا تصلّي على من كان منافقاً معادياً لدين الله عزّ وجلّ فنزلت آيةٌ تحثّ النّبيّ على ترك الصّلاة على المنافقين عند موتهم.
  • أبدى رأيه في مسألة أسرى غزوة بدرٍ بعد سأل الرّسول أصحابه واستشارهم كيف يصنع مع هؤلاء الأسرى فكان رأيه بأن يقتلوهم فأيّده الله تعالى ونزلت آيةٌ تشير إلى ذلك.
  • أشار على أبو بكرٍ الصّدّيق في خلافته بأن يجمع القرآن الكريم خشية ضياعه بعد أن استشهد الكثير من حفّاظ القرآن في معركة اليمامة وله غيرها الكثير والكثير من المواقف والمشاهد والّتي كانت فخراً عظيماً لعمر رضي الله عنه وقد بيّنت جانب الحكمة من شخصيّته الفريدة رضي الله عنه وأرضاه.

عدالة أمير المؤمنين

إنّ عمر بن الخطّاب هو أمير المؤمنين وثاني خلفائهم الرّاشدين بعد أبي بكر الصدّيق، أسلم في السّنة السّادسة لبعثة النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام، وفيه من الصّفات الحميدة والأخلاق الرّفيعة ما لا يوجد عند أحدٍ غيره ولعلّ أجلّ الصّفات وأعظم المناقب فيه أنّه عرف بالعدل حيث أنّه كان متمسكاً بالحقّ فلا يحيد عنه تحت أيّ ظرف ولأيّ سبب، ولم يكن عمر بن الخطّاب يفرّق بين ولاته ورعيّته عندما كان أميراً للمؤمنين بل جعلهم متساوون في الحقوق والواجبات، وقد كان إذا نهى المسلمين عن أمرٍ ما جمع أهل بيته فأعلمهم بهذا الأمر وشدّد عليهم بعدم إتيانه وإلا كانت عقوبتهم أشدّ من غيرهم، وكان من عدله أيضاً أنّه أقام الحدود على القويّ والضّعيف على حدٍّ سواء فلا يحابي أحداً لمكانته أو قوّته  ولا يظلم أحداً لضعفه، وكان في أحكامه لا يفرّق بين مسلمٍ وغيره فهو يقيم الحقّ دون التفاتٍ لشيئٍ غيره، وقد يتسائل البعض من أول من لقب بأمير المؤمنين والإجابة أن عمر بن الخطاب ثاني خليفةٍ لرسول الله صلى الله عليه وسلّم وأول من لقب بأمير المؤمنين.[5]

شاهد أيضًا: متى خرج الخليفة عمر بن الخطاب ولماذا

زهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه

يقول يونس بن ميسرة ليس الزّهد قي الدّنيا بترك الحلال ولا إضاعة المال ولكن أن تكون بما في يد الله أوثق منك بما في يدك، كان عمر بن الخطّاب زاهداً في دنياه وكان الزّهد في حياته أصلاّ من الأصول التي قام عليها دينه القويم وقد كان رضي الله عنه يعيش في جسده مع النّاس وعقله وقلبه مع الله سبحانه وتعالى،فقد ترك كلّ مالا ينفع في الدّنيا والآخرة وأخذ ما ينفعه في دينه ودنياه وآخرته، فكان مجتهداً مثابراً زاهداً في الرّاحة وقد كان طعامه الخبز والزّيت وهو أميرٌ للمؤمنين، فقد أخذ نفسه وأهله بحال التّقشّف وخشونة العيش حتى ساوى نفسه بالفقراء بل فضّلهم على نفسه، ففي حياته رضي الله عنه كان قدوةً حسنة للخاصّة والعامّة من النّاس وقد قال فيه عليّ رضي الله عنه أنّه عفّ فعفّت الرّعيّة ولو رتع لرتعوا معه فكان ملتزماً بما يدعو إليه زاهداً في الدّنيا وطالباً للآخرة رضوان الله عليه.[6]

شاهد أيضًا: كيف مات عمر بن الخطاب

من اول من لقب بامير المؤمنين هو الموضوع الذي تناوله هذا المقال، وقد ورد فيه تعريفٌ عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وحدّث المقال عن خلافة عمر بن الخطاب وفصّل في حكمة أمير المؤمنين، وتحدّث المقال عن عدالة أمير المؤمنين وزهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه في الدّنيا وطلبه للآخرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *