من سأل كاهناً فصدقه بما يقول فحكمه

من سأل كاهنا فصدقه بما يقول فحكمه

من سأل كاهناً فصدقه بما يقول فحكمه أنه قد تخطى حدًا من حدود الله تعالى، وعليه التوبه والرجوع عن عمله وطلب المغفرة منه سبحانه وتعالى، وموضوع مقالنا التالي سوف يكون عن حكم من أتى كاهنًا فصدقه، وحكم من أتى كاهنًا ولكنه لم يصدقه.

من هو الكاهن؟

الكهنة هم: العرّافين، والرّمالين، والسحرة، والحجابين، والفتّاحين وغيرهم ممن يدّعون علم الغيب، إما عن طريق استراق السمع، أو التنجيم، ويدّعون امتلاك الضرر أو المنفعة لأي شخص، والكاهن هو: الذي له صاحب من الجن، يخبره عن أمور غيبيّة لا يعلمها إلى الله تعالى، ويسمّى هذا الجن الذي يجلب الأخبار الرائي، والكهّان وغيرهم لا يصدّقون ولا يُسألون، لأنهم يدّعون علم الغيب، ويدّعون وجود أشياء لا صحة لها، وحكم الكهان أنه يجب تعزيرهم، والقضاء عليهم، ومنعهم من مزاولة مثل هذه الأعمال الضارة المخرجة من الملة.[1]

شاهد أيضًا: ادعاء معرفة الأمور الخفية كالمسروقات والضوال وغيرها

من سأل كاهناً فصدقه بما يقول فحكمه

جاء في الحديث النبوي الشريف عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:(من أتى عرَّافًا أو كاهنًا فَصدَّقَهُ بما يقولُ فقد كفرَ بما أنزلَ على محمَّدٍ)[2]، فمن جاء عرافًا وصدّقه فقد كفر بما أنزل على محمد، وفي حديث آخر عن عمران بن الحصين عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:(ليس مِنَّا من تَطيَّرَ أو تُطُيِّرَ له ، أو تَكهَّنَ أو تُكُهِّن له ، أو سَحَرَ أو سُحِرَ له)[3].ومعنى الحديث أنه ليس منا أيّ ليس من دين الإسلام، وليس من أتباع الرسول صلى الله عليه وسلم من يفعل ذلك، وهذا وعيد لكل مسلم يأتي عرافًا ، لذا يجب الحذر من هذه الأمور حتى لا ننقع في الشرك، فلا يجوز لأي إنسان أن يفعل هذا الفعل ولا يجوز أن يرضى لغيره أن يقوم بهذا الفعل لأجله، فالتكهّن هو سؤال الجن والشياطين، أو تعلّم علم النجوم والأبراج، فالسحر كله منكر، وكله مما يجب الحذر منه، فسؤال الكاهن أو تصديقه كله منكر ، فالأفضل أن يبتعد المسلم عن مجيء العرافين أو تصديقهم، وأن يؤمن بأن الله تعالى هو الذي يعلم الغيب وليس عند هؤلاء السحرة أي علم.[4]

شاهد أيضًا: حكم من أتى كاهنًا فصدقه بما يقول

حكم من أتى كاهنًا ولم يُصدقه

وفي الحديث النبوي الشريف عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (من أَتَى عَرَّافًا فسأله عن شيءٍ ، لم تُقْبَلْ له صلاةٌ أربعينَ ليلةً)[5]، وأما حكم مَن أتى كاهنًا ولم يصدقه، وكان معتقدًا أنه لا يعلم الغيب، وأنه يأخذ أخباره من الجن اللذين يسترقون السمع، أو يأخذها من القرين المصاحب للإنسان، فاختلف العلماء في حكم هذا، فقال بعضهم: كفر أقل من الكفر، وكبيرة من الكبائر، وإذا صلى خلال فترة إيتائه للعراف لا يعتبر تاركًا للصلاة، وإنما لا يؤجر على صلاته، فإذا مات يعتبر ممن ماتوا على الصلاة، وبحسب الإمام النووي: فمعنى عدم قبول صلاته، فمعناه أنه لا ثواب له في صلاته لمدة 40 يومًا من بعد إتيانه للعراف.[6]

شاهد أيضًا: حكم السحر شرك أصغر لا يخرج من ملة الإسلام

هل تقبل توبة من أتى كاهنًا؟

لقدجاءت جميع الأحاديث النبوية بالنهي عن إتيان الكهنة والعرافين، فمن جاء عراف وكان مصدقًا لما يقول، ومعتقدًا أنه يعلم الغيب فقد كفر كفرًا يخرجه من ملة الإسلام، وأما إذا لم يكن مصدقًا أو معتقدًا بصدقه، فلا يكفر، وفي جميع الأحوال، فباب التوبة مفتوح أمام جميع المسلمين وفي كل الأوقات والأحوال، فالله تعالى يقبل توبة العبد ما لم يغرغر، أيّ ما لم تبلغ الروح الحلقوم، وكل ذنب يتوب منه الإنسان، فإن الله تعالى يتوب عليه، وأيّ ذنب يقه فيه المسلم ثم تاب منه تقبل توبته حتى الشرك.[7]

وفي نهاية مقالنا نكون قد تعرفنا إلى حكم من سأل كاهنًا فصدقه بما يقول فحكمه ، ومن هو الكاهن، وحكم من أتي كاهنًا ولم يصدقه، وفيما إذا تقبل توبة من أتى كاهنًا.

المراجع

  1. ^ binbaz.org , 32 باب ما جاء في الكهان ونحوهم , 27/12/2021
  2. ^ المهذب , أبو هريرة، الذهبي، المهذب، 6/3228، إسناده صحيح
  3. ^ السلسلة الصحيحة , عمران بن الحصين، الألباني، السلسلة الصحيحة، 2195، صحيح بمجموع طرقه
  4. ^ binbaz.org , 32 باب ما جاء في الكهان ونحوهم , 27/12/2021
  5. ^ صحيح الجامع , بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، الألباني، صحيح الجامع، 5940، صحيح
  6. ^ islamweb.net , حكم من أتى عرافا ومات قبل مضي أربعين يوما , 27/12/2021
  7. ^ islamqa.info , ذهب إلى عراف ، ويسأل هل له من توبة ؟ وكيف يتوب ؟ , 27/12/2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *