من شروط ما يستجمر به

من شروط ما يستجمر به

من شروط ما يستجمر به، هو عنوان هذا المقال، ومعلومٌ أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- علَّم أصحابه كلَّ شيء، حتى أنَّه علَّمهم دخولَ الخلاءِ، ومن هذا المنطلقِ فإنَّنه سيتمُّ تخصيص الحديثِ في هذا المقالِ عن الاستجمارِ، حيث سيتمُّ بيان تعريفهِ وحكمه مع ذلكر الأدلة الشرعيةِ، كما سيتمُّ قبل ذبك بيان شُروطِ ما يتمُّ الاستجمارُ به.

من شروط ما يستجمر به

لقد وردت بعض شروطُ ما يُستجمرُ به في قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيث قال: “يا أبا هُرَيْرةَ أبغِني أحجارًا أستَطيبُ بِهِنَّ ولا تأتِني بعَظمٍ ولا رَوثٍ”،[1] وفيما يأتي ذكر كافةِ الشروطِ:[2]

  • أن يكون طاهرًا، فلا يجوز الاستجمارِ بالنجس، ودليل ذلك ما رُوي عن عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه- حيث قال: “أَتَى النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الغَائِطَ فأمَرَنِي أنْ آتِيَهُ بثَلَاثَةِ أحْجَارٍ، فَوَجَدْتُ حَجَرَيْنِ، والتَمَسْتُ الثَّالِثَ فَلَمْ أجِدْهُ، فأخَذْتُ رَوْثَةً فأتَيْتُهُ بهَا، فأخَذَ الحَجَرَيْنِ وأَلْقَى الرَّوْثَةَ وقالَ: هذا رِكْسٌ”.[3]
  • أن يكون مباحًا فلا يصحُّ الاستجمارُ بالمغصوبِ.
  • أن يكون منقيًا لا يجزئ بأملس من نحو زجاج إذا المقصود الإنقاء، ولا يحصل به لعدم حصول المقصود منه.
  • أن يكون صلبًا حيث لا يجزئ الاستجمار بشيء رخو، وندي ورطب لامتزاجه بالخارج فيزيد المحل نجاسة.
  • أن لا يكون طعامًا حيث نهى النبيُّ عن الاستجمارِ بالعظمِ لأنَّه طعامُ الجنِّ، وبذلك يحرم الاستجمارُ بطعامِ الإنسِ من بابٍ أولى.
  • أن يكون غير محترمٍ، فلا يجوز للإنسان الاستنجاءِ بكتب العلمِ وغيرها.

شاهد أيضًا: الفرق بين الاستنجاء والاستجمار وما حكم التطهر بهما

ما هو الاستجمار

يعرَّف الاستجمارُ في الاصطلاحِ الشرعي على أنَّه تطهيرُ منطقةِ القبل أو الدبرِ من البولِ أو الغائطِ بالأحجار أو بما يقوم مقامها من مناديلٍ وغيرها مما ينطبقُ عليها الشروطُ السابقةِ، أمَّا عدد المسحاتِ فيُشترطُ أن لا يقلَّ عن ثلاثِ مسحاتٍ، ولا بدَّ من التنبيه من جواز الاستجمارِ مع وجودِ الماءِ، وعدمه، ومعلومٌ أنَّ الجمعَ بين الاستجمارِ والماء هو الأفضلُ؛ إذ أنَّ ذلك أكمل في الأنقاء والطهارةِ.[4]

شاهد أيضًا: ما الحكمة من النهي عن الاستنجاء باقل من ثلاثة احجار

حكم الاستجمار

إنَّ الاستجمارَ يعدُّ جائزًا في الشريعةِ الإسلاميةِ لإزالةِ النجاسة من الخارج من السبيلين، وهذا الحكمُ أجمع عليه أهل العلمِ قاطبةً، وهناك جملةً من الأدلةِ الشرعية من السنة النبوية المطهرة، وفيما يأتي ذكر بعضها:[5]

  • قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “إذا ذهبَ أحدُكمْ إلى الغائطِ فليذهبْ معَهُ بثلاثةِ أحجارٍ يستطيبُ بهنَّ فإنَّها تُجزئُ عنهُ”.[6]
  • ما روي عن سلمان الفارسي -رضي الله عنه- حيث قال: “قالَ لنا المُشْرِكُونَ إنِّي أرَى صاحِبَكُمْ يُعَلِّمُكُمْ حتَّى يُعَلِّمَكُمُ الخِراءَةَ، فقالَ: أجَلْ إنَّه نَهانا أنْ يَسْتَنْجِيَ أحَدُنا بيَمِينِهِ، أوْ يَسْتَقْبِلَ القِبْلَةَ، ونَهَى عَنِ الرَّوْثِ والْعِظامِ وقالَ: لا يَسْتَنْجِي أحَدُكُمْ بدُونِ ثَلاثَةِ أحْجارٍ”.[7]

شاهد أيضًا: من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الطهارة

وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال والذي يحمل عنوان من شروط ما يستجمر به، والذي تمَّ فيه بيان هذه الشروطِ، كما تمَّ في هذا المقال بيانُ تعريفِ الاستجمارِ مع ذكر أقلِّ ما يُستجمرُ به، وفي ختام هذا المقال تمَّ ذكرُ حكمِ الاستجمارِ مع ذكر الأدلة الشرعية عليها من السنة النبوية المطهرة.

المراجع

  1. ^ نخب الأفكار، العيني، أبو هريرة، 524/2، إسناده صحيح على شرط البخاريحديث
  2. ^ حاشية الروض المربع، عبد الرحمن قاسم، ص140 , https://al-maktaba.org/book/12216/139 , 14/9/2021
  3. ^ صحيح البخاري، البخاري، عبدالله بن مسعود، 156، حديث صحيح
  4. ^ islamqa.info , ما هو الاستِجْمارُ , 14/9/2021
  5. ^ dorar.net , تعريف الاستجمار، وحكمه , 14/9/2021
  6. ^ صحيح أبي داوود، الألباني، عائشة أم المؤمنين، 40، حديث حسن
  7. ^ صحيح مسلم، مسلم، سلمان الفارسي، 262، حديث صحيح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *