من هو الصحابي الذي اتهم بحادثة الافك

من هو الصحابي الذي اتهم بحادثة الافك

من هو الصحابي الذي اتهم بحادثة الافك فالكثير منا يسمع عن حادثة الإفك، ولكن لا يعلم ما هي أحداثها أو أطرافها، أو من هو الصحابي الذي اتهم بها، حيث تعتبر هذه الحادثة من الحوادث المؤثرة في التاريخ الإسلامي، والتي اتهمت فيها السيدة عائشة زوجة الرسول رضي الله عنها، وعبر موقع محتويات سيتم التعرف على الصحابي الذي اتهم بحادثة الإفك.

من هو الصحابي الذي اتهم بحادثة الافك

الصحابي الذي اتهم بحادثة الإفك هو صفوان ابن المعطل السلمي ذلك الصحابي الجليل الذي مر بمحنة كبيرة تُعد من الشدائد التي نجاه الله -سبحانه وتعالى- منها هو والسيدة عائشة زوجة الرسول الكريم رضي الله عنها، وقد كان شاعرًا، ويقال إنه توفي في عهد الخليفة معاوية ابن سفيان رضي الله عنه.

وكانت تلك الحادثة بمثابة اختبار عظيم للصحابة الكرام، حتى يمتحن صبرهم على الشدائد، عندما تم الطعن في عرض الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام من قِبل مجموعة من المنافقين، فقابلوا ذلك الاتهام بالصبر، ولكن انتهت هذه الأيام الشديدة الكرب عندما أنزل الله تعالى براءة السيدة عائشة من تلك الحادثة.[1]

اقرأ أيضًا: صحابي مات وهو ساجد

نبذة عن حادثة الإفك

خرجت السيدة عائشة مع الرسول -عليه الصلاة والسلام- في إحدى الغزوات، وخلال رحلة الرجوع أراد الجيش الاستراحة لبعض الوقت، وكانت السيدة عائشة في هودجها، وخرجت السيدة عائشة لقضاء الحاجة وعند عودتها لم تجد حجابها الذي فُرض على نساء المسلمين قبل هذه الحادثة بعام واحد، فذهبت لتبحث عنه في الظلام، فلم تستطع إيجاده، وبينما تواصل البحث عنه سار الجيش بالهودج وهم لا يعلمون بعدم وجودها به وذلك لأنها لم تكن ثقيلة الوزن، فلم يلاحظوا عدم وجودها.

وعندما رجعت إلى المكان وجدت الجيش قد غادر فظلت في مكانها اعتقاداً منها أن الجيش سوف يعود إليها، فبقيت كذلك حتى نامت من التعب، وأثناء نومها مر عليها الصحابي صفوان ابن المعطل، فتعرف عليها؛ لأنه يعرف وجهها قبل فرض الحجاب، فقال (إنّا لله وإنّا إليه راجعون).

فعندما سمعت صوته أفاقت من نومها، وركبت على البعير الخاص به حتى قابلوا جيش المسلمين في وقت الظهيرة، فاستغل المنافقون ما حدث وأخذوا يتحدثون في عرض السيدة عائشة رضي الله عنها، والذي قام بنشر هذه الشائعة على نطاق واسع هو عبد الله ابن أبي ابن سلول زعيم المنافقين.

وعندما دعت السيدة عائشة إلى المدينة لم تدرك ما قيل عنها بسبب مرضها والتزامها بالفراش، واستمرت على هذه الحالة شهراً من الزمن، وفي يوم ما قصت عليها أم مسطح ما يدور من حديث عنها، فاسترجعت تصرفات الرسول الكريم معها في هذه الفترة فاستأذنته لكي تذهب إلى ديار أهلها للاستعلام بشكل أفضل عما تتداوله ألسنة الناس عنها.

فأذن لها بالذهاب لبيت أهلها، وحاول والدها ووالدتها التخفيف عنها، ولكنها ظلت تبكي حتى أتاها الرسول الكريم في بيت أهلها فقال إليه، (يا عَائِشَةُ، فإنَّه بَلَغَنِي عَنْكِ كَذَا وكَذَا، فإنْ كُنْتِ بَرِيئَةً فَسَيُبَرِّئُكِ اللهُ، وإنْ كُنْتِ ألْمَمْتِ بذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرِي اللهَ وتُوبِي إلَيْهِ؛ فإنَّ العَبْدَ إذَا اعْتَرَفَ بذَنْبِهِ ثُمَّ تَابَ، تَابَ اللهُ عليه).

فتحجرت الدموع في عيون السيدة عائشة وقالت، (إنِّي واللهِ لقَدْ عَلِمْتُ أنَّكُمْ سَمِعْتُمْ ما يَتَحَدَّثُ به النَّاسُ، ووَقَرَ في أنْفُسِكُمْ وصَدَّقْتُمْ به، ولَئِنْ قُلتُ لَكُمْ: إنِّي بَرِيئَةٌ -واللهُ يَعْلَمُ إنِّي لَبَرِيئَةٌ- لا تُصَدِّقُونِي بذلكَ، ولَئِنِ اعْتَرَفْتُ لَكُمْ بأَمْرٍ -واللهُ يَعْلَمُ أنِّي بَرِيئَةٌ- لَتُصَدِّقُنِّي، واللهِ ما أجِدُ لي ولَكُمْ مَثَلًا إلَّا أبَا يُوسُفَ إذْ قَالَ: {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ}.

فجاء الرد من الله -سبحانه وتعالى- من خلال الوحي الذي أكد على براءتها في سورة النور، وعندما طلبت منه والدتها أن تشكر الرسول الكريم قالت “لا واللهِ، لا أقُومُ إلَيْهِ، ولَا أحْمَدُ إلَّا اللهَ”، فما كان من الرسول إلا أن أقام إلى الناس، وتلا ما أنزل الله من آيات في سورة النور عن هذه الحادثة لتبرئة السيدة عائشة -رضي الله عنها- أمام الجميع.

وكان مصير من خاضوا في عرض السيدة عائشة من الصحابة وهم لا يعرفون ما يفعلون عندما تتناقل ألسنتهم هذا الكلام هو الجلد، وهم رجلان وسيدة واحدة، وهم مسطح ابن أثاثة، وحسان ابن ثابت، وحمنة ابنة جحش أخت السيدة زينب ابنة جحش رضي الله عنها، وقد أراد الرسول الكريم لهم هذا العقاب في الدنيا لتجنب العقاب العظيم في الآخرة، لذلك لم يجد عبد الله ابن سلول، حتى يكون عذاب الآخرة أعظم والله تعالى أعلى وأعلم.[2]

اقرأ أيضًا: توفي الحارث بن ربعي الأنصاري رضي الله عنه في

آيات البراءة من حادثة الإفك

تناولت عشرة آيات من سورة النور حادثة الإفك التي برأ فيها الله عز وجل السيدة عائشة رضي الله عنها مما نُسب إليها وهي: {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ ۚ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم ۖ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۚ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ ۚ وَالَّذِي تولى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ * لَّوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هذا إِفْكٌ مُّبِينٌ * لَّوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ ۚ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فأولئك عِندَ اللهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ * وَلَوْلَا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} إلى آخر الآيات.

والجدير بالذكر أن الصحابي أبو بكر الصديق قد توقف عن إعطاء المال لمسطح ابن أثاثة لأنه من بين من قاموا بنشر الفاحشة، ولكن بعد أن أنزل الله تعالى هذه الآية عاد أبو بكر للإنفاق على مسطح وهي، {وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللهِ ۖ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ ۗ وَاللهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}،[9] فقال أبو بكر رضي الله عنه: “بلى والله، إني لأحب أن يغفر الله لي”، فأعاد النفقة على مسطح ولم يقطعها.[3]

مقالات مقترحة

نرشح لكم بعض المقالات الآتية:

وفي النهاية نكون قد عرفنا من هو الصحابي الذي اتهم بحادثة الأفك حيث كانت هذه الحادثة فيها الكثير من الشدائد فالله سبحانه وتعالى كان يختبر بها مدى صبر النبي الكريم وزوجته السيدة عائشة على الكرب، وقد نجاهم منها في النهاية.

المراجع

  1. ^ /islamstory.com , حادثة الإفك .. دروس وعبر , 2023-04-29
  2. ^ islamweb.net , تفاصيل قصة الإفك , 2023-04-29
  3. ^ islamweb.net , صفوان بن المعطل , 2023-04-29

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *