من هو اول شهيد بالاسلام

من هو اول شهيد بالاسلام ؟ هو ما سيتناوله موضوع هذا المقال. فقد رفع الإسلام من رتبة الشهادة في سبيل الله، و كذلك جعل أهل الشهادة في الرفيق الأعلى من جنان الخلد، فقد قال تعالى في سورة البقرة: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً}.[1] ويهتم موقع محتويات بذكر اول شهيد بالاسلام ، و كذلك ذكر فضل الشهادة.

الشهادة في سبيل الله

إنّ الشهادة في اللغة تعني الحضور والمشاهدة. والشهادة كذلك الأمر قد تكون في بعض المواطن نقيض الغيب، كما في قوله تعالى من سورة الأنعام: {عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ}.[2] ولكن الشهادة في سبيل الله تعالى هي لفظٌ يطلق على من يقتل أثناء الجهاد في سبيل الله تعالى. ولكن القرآن الكريم كان قد آثر لفظ القتل على الاستشهاد، كذلك قال تعالى في سورة البقرة: {وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ}.[3] وقد جعل القرآن الكريم للشهيد فضلًا عظيمًا، و كذلك منزلةً عالية في الدّار الآخرة.[4]

من هو اول شهيد بالاسلام

إنّ اول شهيد بالاسلام هي سمية بنت خُبّاط أو خياط. وهي والدة الصحابي عمار بن ياسر رضي الله عنهما. حيث كانت سمية من السابقين الأولين في الدخول إلى الإسلام. فقد روى عبد الله في حديثٍ حسن الإسناد : “أوَّلُ مَن أظهَرَ إسلامَه سَبعةٌ: رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأبو بَكرٍ، وعَمَّارٌ، وأُمُّه سُميَّةُ، وصُهَيبٌ، وبِلالٌ، والمِقدادُ”.[5] وكذلك كونها سابعة سبع أظهروا الإسلام. كانت عرضةً للتعذيب من قبل المشركين وكفار قريش في بداية الدعوة الإسلامية. ممّا جعل من نصيبها أن تكون أول شهيدٍ في الإسلام.[6]

أول شهيد في الإسلام من الرجال

كذلك لا بدّ من ذكر أول شهيد في الإسلام من الرجال بعد بيان من هو اول شهبد بالاسلام على أنّها سمية بنت خياط. وقد ذكر في هذا الأمر روايتين:

• عمار بن ياسر: وهو ابن سمية بنت الخياط رضي الله عنهما. وقيل أنّه أوّل شهيد في الإسلام من الرجال، والله ورسوله أعلم.
• كذلك الحارث بن أبي هالة: حيث لمّا أمر الله سبحانه رسوله بأن يصدع بالدعوة الإسلامية، قام المشركين إلى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يريدون قتله، فهبّ فيهم الحارث بن أبي هالة وقاتلهم حتّى قتل. وكان اول شهيد بالاسلام ، والله ورسوله أعلم.[7]

شاهد أيضًا: من هو اول شهيد في الإمارات

سمية بنت خباط

إنّ بيان من هو اول شهيد بالاسلام يدفع إلى الحديث عن سمية بنت خباط رضي الله عنها. وهي صحابية جليلة من السابقين إلى الإسلام، هي وزوجها ياسر بن عمار، وابنهما عمار بن ياسر رضي الله عنهم أجمعين. لقبها وكنيتها أمّ عمار، وتعدّ سميّة بنت خباط من مشاهير الصحابيات.[8]

زواج سمية بنت خباط

كانت سمية -رضي الله عنها- أمةً لأبي حذيفة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم. والذي زوجها من الصحابي ياسر بن عمار العنسيّ. والذي كان عربيًا قحطانيًا مذحجيًا نت بني عنس. حيث كان ياسر بن عمار حليفًا لأبي حذيفة بن المغيرة. وتزوج من أمته أمّ عمار وأنجب منها عمار. وبعد أن جاءت الدعوة الإسلاميّة دخل ياسر وزوجته وأخيه عبد الله وابنه عمار في الدين الإسلاميّ.[8]

استشهاد سمية بنت خباط

كانت سمية بنت خباط قد بلغت من العمر عتيًّا لمّا أمر النبي محمد -صلّى الله عليه وسلّم- بأن يصدع بدعوة الإسلام للعلن. فكانت -رضي الله عنها- ممّن أظهروا إسلامهم لقريش. فبعد التعذيب الذي تعرضّت له من المشركين، نالت -رضي الله عنها- الشهادة بعد أن طعنها أبو جهل بحربةٍ في قلبها، فكان استشهاد سمية بنت خباط في السنة السادسة بعد البعثة، والسابعة قبل الهجرة. وكانت اول شهيد بالاسلام ، والله ورسوله أعلم.[8]

شاهد أيضًا: من هي أول شهيدة في الإسلام

فضل الشهادة في سبيل الله

كذلك بعد بيان من هو اول شهيد بالاسلام لا بدّ من الخوض في الحديث عن فضل الشهادة في سبيل الله الذي وعد به المؤمنين. وفيما يأتي ما جاء في رياض القرآن الكريم والسنّة النبوية الشريفة من فضائل الشهادة:[9]

• جنات النعيم في الآخرة. لما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “انْتَدَبَ اللَّهُ لِمَن خَرَجَ في سَبيلِهِ، لا يُخْرِجُهُ إلَّا إيمَانٌ بي وتَصْدِيقٌ برُسُلِي، أنْ أَرْجِعَهُ بما نَالَ مِن أجْرٍ أوْ غَنِيمَةٍ، أوْ أُدْخِلَهُ الجَنَّةَ، ولَوْلَا أنْ أشُقَّ علَى أُمَّتي ما قَعَدْتُ خَلْفَ سَرِيَّةٍ، ولَوَدِدْتُ أنِّي أُقْتَلُ في سَبيلِ اللَّهِ ثُمَّ أُحْيَا، ثُمَّ أُقْتَلُ ثُمَّ أُحْيَا، ثُمَّ أُقْتَلُ”.[10]
• و كذلك الجهاد في سبيل الله هو من أفضل الأعمال وأحبّها إلى الله. فقد روى أبو هريرة -رضي الله عنه- كذلك: “سألَ رجلٌ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أيُّ الأعمالِ أفضلُ؟ قالَ: إيمانٌ باللَّهِ، قالَ ثمَّ ماذا؟ فقالَ: الجِهادُ في سبيلِ اللَّهِ، قالَ: ثمَّ ماذا؟ قالَ: حجٌّ مبرورٌ”.[11]
• كما أنّ الجهاد في سبيل الله هو ذروة سنام الإسلام. قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “رأسُ الأمرِ الإسلامُ وعمودُهُ الصَّلاةُ وذِروةُ سَنامِهِ الجِهادُ في سبيلِ اللَّهِ”.[12]
• كذلك أنّ الشهيد الذي يغادر هذه الدنيا هو حيٌّ عند خالقه. قال تعالى في سورة آل عمران: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ}.[13]

من هو اول شهيد بالاسلام سؤالٌ تمّت الإجابة عليه فيما سلف من المقال. كذلك ذكر المقال مفهوم الشهادة في الإسلام، وأول الشهداء من الرجال والنساء. كما ذكر نبذة عن سمية بنت خباط. كذلك تحدّث عن فضل الشهادة في سبيل الله في ضوء القرآن الكريم والسنّة النبوية الشريفة.