مهد الحضارات التي انطلقت منها الهجرات

مهد الحضارات التي انطلقت منها الهجرات، فلكلّ حضارة ثقافةٌ تميّزها عن غيرها، ولكلّ بلدٍ حضارة بُنِيت عليها، ومعالمٌ تجعل منه بلدًا مُختلفًا عن غيره من البُلدان، من حيث العادات والتّقاليد، والثّقافة الخاصّة به، لذلك فإنّ الحضارات تختلف باختلافها مُقوّماتها التي قامت بها، ونشأت عليها، فما هي الحضارة؟ وما هي شروط قيامها؟

مفهوم الحضارة

الحضارة من حَضَرَ، يحضُر، حضْرًا، وهو الإقامة في الحضر وهو سُكنى المُدُن والقُرى، وهي في الاصطلاح كما عرّفها ادوارد تايلور، حيث قال” الحضارة هي الكلّ المّركب الذي يجمع بداخله جميع المعتقدات، والقيم، والتّقاليد، والقوانين، وأيّ عادات، أو سلوكات، أو إمكانات، يمكن أن يحصل عليها فرد ما في مجتمع ما”[1] والحضارة عند ابن خلدون أنّها مرحلة طبيعية من  المراحل العمْرية لأيّ مجتمعٍ، لا يصل إليها الإنسان إلّا إذا زادت حاجياته وكمالياته فوق ما يطلبه في حياته اليومية، فأي مُجتمع أو دولة لا بُدّ لها من المرور في مراحلٍ مُماثلة لمراحل الإنسان البشري، فهي لها أعمارٌ كالبشر.

وقد بيّن علماء التّاريخ أنّ أي حضارة لا تقوم إلّا على أمورٍ ثلاث، وهي الإنسان، والتّراب، والوقت، وأضاف بعضهم أنّ الحضارة تقوم على ثلاثة عوالم تصنع التّاريخ والذي بدوره يصنع الحضارة، وعي عالم الأشخاص، وعالم الأفكار، وعالم الأشياء، وكلّها مُرتبطة ببعضها البعض، فلا يّمكن أن يطغى جانبٌ على آخر، ولا يُمكن أن نُنقص من أيّ عالم لأنّه يُؤدي إلى الخلل، وأهم عالم عندهم هو عالم الأفكار لأنّه سبب نشوء أيّ مجتمع[2]، وسيتحدّث المقال عن الدّولة أو المنطقة التي تُعتبر مهد الحضارات التي انطلقت منها الهجرات.

مهد الحضارات التي انطلقت منها الهجرات

تُعتبر الجزيرة العربية هي مهد الحضارات التي انطلقت منها الهجرات، وانطلقت منها الحضارات القديمة، لموقعها الجغرافي المتوسّط في قلب الخريطة، وبسبب وجود مكّة المُكرّمة التي تُعتبر مركز الكرة الأرضية، التي اختارها الله -تعالى- لقيام حضارة إسلامية فيها، وأمّا أهمّ صفات بيئتها المُناخيّة، فقد كانت من أفضل البقاع للسُكنى فيها وقيام الحضارات ونشأتها، فقد كانت الجزيرة العربية أو شبه الجزيرة العربية ذات طقسٍ مُناسبٍ للعيش فيها، لوجود الأنهار فيها والمروج الممتدة بين جبالها، ولكثرة الأمطار فيها، وفي المُقابل كان الجزء الغربي من العالم تُغطيه الجليد، وهي قارّة أوروبا، وكانت قارّة أفريقيا تنتشر فيها المستنقعات، فلهذه الأسباب استقرّ الكثير من البشر على أراضي الجزيرة العربية، ونشؤوا عليها، وأسّسوا حضارت بقِيت خالدةً في تاريخ الحضارات العربية.[3]

وفي نهاية المقال فإنّ الجزيرة العربية أو كما يُطلق عليها شبه الجزيرة العربية هي مهد الحضارات التي انطلقت منها الهجرات.