هل ابر الانسولين تفطر وما حكم أخذ إبر الأنسولين خلال الصيام

هل ابر الانسولين تفطر

هل ابر الانسولين تفطر لمريض السكري، من الأسئلة الهامة التي سيتم الإجابة عليها في هذا المقال، فمن الجدير بالذّكر أن شهر رمضان المبارك هو من أهم شهور السنة عند الله -سبحانه- وتعالى، كونه الشهر الذي أنزل فيه القرآن الكريم رحمة بالعباد، كما أن فيه الليلة التي تتنزل فيها الملائكة وهي ليلة القدر، ولأن شهر رمضان من أعظم أشهر السنة، ففيه أحكام خاصة لا بُد من بيانها، وفيما يأتي عبر موقع محتويات تفصيل ذلك.

هل ابر الانسولين تفطر

إن إبر الأنسولين لا تفطر الصائم في نهار رمضان، لأن الأمر لا يتعلق بالطعام أو الشراب، ولا بمعنى الأكل والشرب، والأصل أن الصوم صحيح، فلا حسم في زوال هذا الأصل إلا بالدليل، فيصح صومها ولكن إذا تأثر الصائم بالصيام سلبًا؛ مما يترتب على صحته ضرر بإخطار طبيب موثوق، فإنه يقطع الصيام، ويطعم مسكينًا عن كل يوم، ودليل ذلك قوله تعالى في سورة البقرة: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ}، والدليل من السنة النبوية الشريفة: قال ابن عباس رضي الله عنهما: “نزلت رخصة للشيخ الكبير، والمرأة الكبيرة لا يستطيعان الصيام، فيطعمان مكان كل يوم مسكينًا”.[1]

شاهد أيضًا: متى يفطر مريض السكري في رمضان

حكم أخذ إبر الأنسولين خلال الصيام

لا بأس للإنسان في أخذ إبرة الأنسولين نهارًا للعلاج، ولا قضاء عليه وإن تيسر أخذها ليلاً بدون مشقة عليه فهو أولى، لأنه كما بينا سابقًا أنها لا تدخل في حكم الطعام والشراب، فهي من ناحية علاجية فقط.[2]

حقن الأنسولين لا تفسد الصوم لكنها قد تقتل الصائم

وبعد أن أجبنا على سؤال: هل إبر الأنسولين تفطر من الجدير بالذكر أنه قد انتشرت فتاوى في المواقع الإلكترونية والإذاعات تسمح لمرضى السكر باستخدام حقن الإنسولين أثناء فترة الصيام بدعوى صيامهم صحيح ومقبول متجاهلين خطورة هذه المسألة على صحة الإنسان أثناء فترة صيامه، وهذه الفتاوى قد تؤدي إلى الوفاة لمرضى السكر نتيجة استخدام إبر الإنسولين أثناء الصيام، مع القلق حول ما إذا كان يفطر أم لا، وتتكرر نفس المشكلة في الفتاوى المتاحة للاستخدام وكذلك الحقن المضادة للقيء، حيث تعتبر خطرة على الإنسان إذا تم تناولها أثناء فترة الصيام، لذلك حتى من أجاز أخذ إبر الأنسولين في نهار رمضان قال بأن أخذها بعد الإفطار أفضل.

شاهد أيضًا: هل كريم واقي الشمس يفطر الصائم

ما هي مبطلات الصيام في شهر رمضان

هناك مبطلات متفق عليها بين العلماء، وأخرى مختلف فيها، وفيما يأتي بيانها:

مبطلات الصيام المُتَّفق عليها

وفيما يأتي بيان مبطلات الصيام التي اتفق عليها العلماء:[3]

  • الجماع: ودليل ذلك من القرآن الكريم قوله تعالى: (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ)، وأما بالنسبة للدليل من السنة النبوية الشريفة، قول الرسول صلى الله عليه وسلم: “(بيْنَما نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، إذْ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يا رَسولَ اللَّهِ هَلَكْتُ. قَالَ: ما لَكَ؟ قَالَ: وقَعْتُ علَى امْرَأَتي وأَنَا صَائِمٌ).
  • التعمد بالاستقاءة: تعرَّف الاستقاءة بأنها: قيء يخرج من المعدة؛ تعمد إزالة ما في الجوف والمعدة، وذهب جمهور العلماء من المالكي والشافعي والحنبلي إلى أن التقيؤ يفسد صيام رمضان، ولا بد من قضاء هذا اليوم، واستدلّوا على قولهم بما رُوي عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، أنّه قال: (مَنْ ذرعَهُ القيءُ فليس عليه قضاءٌ، ومنِ استقاء عمدًا فلْيقضِ)، وأما الحنفية، فقد أوضحوا بطلان الصوم بطلب الإذن، ووجوب تداركه وذكروا أن الصائم تعمد أن يتقيأ، ويذكر الصوم، وأن القيء كان لفظا أو أكثر.
  • تناول الطعام أو الشراب متعمدًا: اتفق العلماء على أن تعمد الأكل والشرب في نهار رمضان من مبطلات الصيام، ومن فعل ذلك يذنب، وعليه أن يبطل بقية يومه، ويلحق به دون أن يدفع كفارة، وأما الأكل والشرب كرها في نهار رمضان فلا يفسد الصوم ولا كفارة عليه، لِما ثبت عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، أنّه قال: (مَن نَسِيَ وَهو صَائِمٌ، فأكَلَ، أَوْ شَرِبَ، فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ، فإنَّما أَطْعَمَهُ اللَّهُ وَسَقَاهُ)، بالرغم من أن الأكل أو الشرب دون قصد لا يعتبر مفطراً للصيام، إلا أن من رأى شخصاً يأكل أو يشرب بالخطأ في نهار رمضان عليه أن ينبهه ويحذره من فطرة، وإنها مسألة تعاون في البر والتقوى، ولكن إذا ابتلع الصائم طعامًا عالقًا بين أسنانه بغير قصد، ولم يبطل الطعام قليلًا مع اللعاب، فلا يبطل صومه بهذا، وهذا جدير بالاهتمام من يبتلع عمداً ما لا يؤكل عادة، مثل المعادن والعملات والحبال، ويعتبر من المفطرات بإجماع المذاهب الأربعة.
  • دخول شيء إلى الجوف من المنافذ المعروفة كالأذن والأنف: وهذا متفق عليه بين المذاهب الأربعة؛ الشافعية والحنفية والمالكية والحنابلة، واستدلّوا على ذلك بما ورد في الأثر عن عددٍ من الصحابة -رضي الله عنهم-، ومنهم: ابن عباس -رضي الله عنه-، وعليّ بن أبي طالب -رضي الله عنه-؛ إذ قالوا: “الفطر ممّا دخل، وليس ممّا خرج”.
  • الارتداد عن الدين الإسلامي: ومن الناحية اللغوية، تُعرَّف الردة بأنها: انسحاب الشيء واختلافه. وأما في اصطلاح الشريعة فهي: ابتعاد المسلم عن دينه وأجمع العلماء على أن ردة الإسلام مبطلة للصوم.
  • النفاس والحيض: وقد استدلّ فقهاء أهل العلم على إبطال صيام الحائض والنّفساء بما صحّ عن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: (ما بَالُ الحَائِضِ تَقْضِي الصَّوْمَ، ولَا تَقْضِي الصَّلَاةَ. فَقالَتْ: أحَرُورِيَّةٌ أنْتِ؟ قُلتُ: لَسْتُ بحَرُورِيَّةٍ، ولَكِنِّي أسْأَلُ. قالَتْ: كانَ يُصِيبُنَا ذلكَ، فَنُؤْمَرُ بقَضَاءِ الصَّوْمِ، ولَا نُؤْمَرُ بقَضَاءِ الصَّلَاةِ).

مُبطلات الصيام غير المتّفق عليها

وفيما يأتي بيان مبطلات الصيام غير المتفق عليها:[4]

  • الغيبوبة وفقدان العقل: أجمع العلماء على أن الإغماء مبطل للصيام ووجوب قضائه، وقد خالفهم الإمام الحسن البصري كما قال بأنه ليس من الضروري القضاء ودفع الكفارة بسبب الغيبوبة؛ لأن اختفاء العقل بسبب الغيبوبة يمنع الالتزام بالأداء، والالتزام بالقضاء عليه يقوم على الالتزام بالأداء.
  • الوقوع بالجنون: إن مسألة المجنون مجمع عليها بين الفقهاء بأن المجنون يفسد صيامه؛ لأنه لم يكن مدركًا، ولم يكن أهلًا للصيام، حيث رُوي عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، إذ قال: (يا أميرَ المؤمنين، أما علِمتَ أنَّ القلمَ قد رُفِع عن ثلاثةٍ؛ عن المجنونِ حتَّى يبرأَ، وعن النَّائمِ حتَّى يستيقظَ، وعن الصَّبيِّ حتَّى يعقِلَ)، وقال ابن تيمية -رحمه الله- تعالى: “وأمّا المجنون الذي رُفع عنه القلم؛ فلا يصحّ شيء من عبادته، باتّفاق العلماء”.
  • الحجامة: اتفق جمهور العلماء الحنفي والمالكي والشافعي على أن الصوم يصح لصوم المحجوم، مع اختلافهم في قرار الشفط للصائم ذهب الحنفية للجواز إذا لم يضعف الصيام، وبغضه إذا أضعف، وأما المالكية، فقد ذهبوا إلى قدسية المصاص للأسرع إذا ظن أنها ستضعفه على الأرجح، ولم يستطع الاستمرار في الصوم بسبب ذلك، كما قال ابن قدامة -رحمه الله-: “الحجامة يفطر بها الحاجم والمحجوم”.

شاهد أيضًا: هل مشاهدة الافلام الاباحية تبطل الصيام

أركان الصيام

الصيام واجب على كافة الناس في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وهذا يتضمن عدة أركان، وفيما يأتي بيانها:[5]

  • انعقاد النية في القلب: لما رُوي عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (من لم يبيِّتِ الصِّيامَ قبلَ الفَجرِ، فلا صيامَ لَهُ)، وقال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (إنَّما الأعْمالُ بالنِّيّاتِ، وإنَّما لِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى).
  • الامتناع عن كافة المفطرات: والتي تم ذكرها سابقًا كالطعام والشراب والجماع وغيرها، ويكون ذلك من طلوع الفجر الثاني إلى وقت الغروب، قال الله -تعالى-: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ).

إلى هنا نكون قد بينا وأجبنا على سؤال: هل ابر الانسولين تفطر ؟ بالإضافة إلى العديد من الأسئلة المتعلقة بمسائل الصوم؛ كالمسائل المتفق عليها والمختلف فيها بين العلماء.

المراجع

  1. ^ islamweb.net , هل حقن الانسولين تفطر الصائم , 09/03/2024
  2. ^ islamway.net , إبرة السكر في نهار رمضان , 09/03/2024
  3. ^ وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، كتاب الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 268-269، جزء 5. بتصرّف , 09/03/2024
  4. ^ حسن بن عمار بن علي الشرنبلالي المصري الحنفي (1425 هـ - 2005 م)، مراقي الفلاح شرح متن نور الإيضاح (الطبعة الأولى)، مصر: المكتبة العصرية ، صفحة 254. بتصرّف , 09/03/2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *