هل اتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا

هل اتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا

هل اتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا هو أحد الأسئلة الوجودية التي طرحها القرآن الكريم، والتي تتعلق بخلق الإنسان، وأصل وبداية وجوده، والتي تعدّ أحد المسائل التي تشغل فكر الكثير من الناس، وإنَّ في إجابته الكثير من العبر والموعظة التي على الإنسان التفكر بما تحتويه من معاني، ومن خلال هذا المقال سنوضّح معنى هل اتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا، كما سنذكر تفسير هذه الآية، ونتوقف عند سورة الإنسان ومقاصدها.

هل اتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا

قد اتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئًا مذكورًا، حيث مضى وقت لم يكن فيه الإنسان شيء يذكر، وكان معدومًا لوقت طويل، لا يذكره أحد، ولا يُفكر فيه أحد، ولا يتحدثُ عنه أحد، فقَبلَ أن يخلق الله عز وجل سيدنا آدم، وقبل أن يخلق فيه الروح، لم يكن أحد ممّا خلق الله تعالى حينها يذكر الإنسان، أو يعرف ما هو الإنسان، ثم بعد ذلك خلق الله تعالى الإنسان وأوجده من العدم، بعد أن لم يكن شيئًا مذكورًا، وعلى الإنسان التفكر في أصله وبدايته، وأن ينتهي عن التكبر والنظر باحتقار لغيره، فقد مضى حين لم يكن هو شيئًا ذا قيمة أو أهمية، وعلى الإنسان عبادة الله تعالى وحده، والتزام أوامره واجتناب نواهيه، فهو خالقه وبارئه من العدم، والله أعلم.[1]

شاهد أيضًا: الاقرار بان الله هو الخالق الرازق المدبر

تفسير هل اتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا

ورد في سورة الإنسان قوله تعالى: “هَلْ أَتَىٰ عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا”[2]، وهي الآية الأولى من سورة الإنسان، وقد جاءت بصيغة السؤال والاستفهام لتشويق السامع لتتمة الخطاب، ويُقصد بالإنسان البشر جميعًا، والدهر هو الزمن الطويل، وفي الآية الكريمة يوضح الله تعالى حال الإنسان، قبل أن يكون مخلوقًا، ويخبر الله تعالى الإنسان أنَّهُ قد مرَّ عليه زمانٌ طويل لم يكن موجودًا فيه، وكان معدومًا غير مذكور، وهذا الوقت والحين كان قبل أن يخلق الله تعالى آدم عليه السلام، فقد كان في ذلك الوقت شيئًا غير معروفًا ولا مذكورًا، والمقصود بنفي وجود الإنسان وعدم ذكره النفي بالنسبة للواقع والوجود، ويشمل جميع البشر بما فيهم الأنبياء والرسل، فقد مضى وقت كانوا جميعًا غير مذكورين، ولكن البشر في علم الله تعالى ومعرفته موجودون منذ الأزل، ومكتوب عن البشر كل شيء في اللوح المحفوظ، والله سبحانه أعلم.[3]

سورة الإنسان

تقع سورة الإنسان في الجزء التاسع والعشرين من القرآن الكريم، عدد آياتها واحد وثلاثون، وترتيبها السادس والسبعين بين سور المصحف الشريف، لم يتفق أهل العلم على مكان نزولها، ويُرجح معظمهم أن تكون مكية، والله أعلم، وسُميت بسورة الإنسان لكونها تتحدث عن خلق الإنسان وحاله، من تشكله في رحم أمه حتى يوم القيامة، وتسمى أيضًا بسورة الدهر وهل أتى والأمشاج، ومن فضل هذه السورة أنَّ نبي الله محمد -صلّى الله عليه وسلّم- كان يقرأ سورتي الفجر والإنسان في صلاة الفجر يوم الجمعة، وتحمل هذه السورة الكثير من المواضيع المهمة من خلق الإنسان، ووصف حال الأبرار والنعيم والثواب الذي يلاقوه في الآخرة.[4]

مقاصد سورة الإنسان

إنَّ سورة الإنسان ليست من السور الطوال أو القصار، ولكنها تضم بين آياتها الكريمة الكثير من المعاني العميقة والجامعة والمقاصد العظيمة، والتي يمكن تلخيصها في النقاط التالية:

  • التساؤل عن وجود الإنسان، وذكر أطوار الخلق، وشرح قدرة الله تعالى في خلق الإنسان وتكوينه.
  • ذكر نعيم أهل الجنة الدائم، وجزاء الأبرار والصالحين فيها.
  • ذكر أوصاف المؤمنين الصالحين، وأعمالهم الصالحة التي تكسبهم الجنة.
  • التأكيد على أنَّ القرآن الكريم فيه تذكرة وعبرة للمسلمين، والكثير من الخير والنفع.

شاهد أيضًا: الدهر كم سنة ومعنى الدهر في القرآن الكريم

وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال الذي بيّن معنى هل اتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا، وذكر تفسير هذه الآية الكريمة، كما ذكر فضل سورة الإنسان وأهم المقاصد التي تضمنتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *