هل الاضحية واجبة على المقتدر وحكمها لغير المقتدر

هل الاضحية واجبة على المقتدر وحكمها لغير المقتدر، سؤالٌ قد يجول في خاطر الكثير من النّاس مع قدوم عيد الأضحى المبارك، وقبل الخوض في الإجابة على هذه التساؤلات لا بدّ من بيان مفهوم الأضحية ومشروعيّتها، فالأضحية في الاصطلاح هي ما يكون من ذبحٍ بهيمة الأنعام في أيّام عيد الأضحى المبارك، ويكون ذلك تقرّبًا لله -سبحانه- وتعالى، وعبر موقع محتويات سيتم التعرف على إجابة السؤال المطروح.^[1]

مشروعية الاضحية

الإجابة على التساؤلات التي يطرحها عنوان المقال “هل الأضحية واجبة على المقتدر وحكمها لغير المقتدر”، يقتضي في بادئ الأمر بيان ما نصّت به الشريعة الإسلاميّة بخصوص الأضحية، فقد شرّع الله تعالى ذبح الأضاحي وتقديمها في سبيل التقرّب إليه في كتابه الكريم، فقد قال تعالى في سورة الكوثر: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ}،^[2] كما قال تعالى في سورة الحج: {وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ}،^[3] والأضحية هي إحياءٌ لسنّة إبراهيم الخليل -عليه الصلاة والسلام- في حادثة ذبح ولده إسماعيل عليه السلام.^[4]

اقرأ أيضًا: متى يبدأ التكبير المقيد وما هو فضله وصفته ووقته

هل الاضحية واجبة على المقتدر

كلّ عامٍ مع قدوم عيد الأضحى المبارك تبدأ التساؤلات تُثار بين عامّة المسلمين، هل الأضحية واجبة على المقتدر؟ هل هي واجبةٌ على الغنيّ؟ أم هي سنّةٌ مؤكّدة؟ والإجابة هي أنّ من أهل العلم من أقرّ بوجوبها في كلّ عامٍ لمن كان عنده المقدرة، وذلك استنادًا للحديث المرفوع أو الموقوف، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “من وجدَ سعةً فلمْ يذبحْ فلا يقربنّ مُصلانا“،^[5] وأمّا الرأي الآخر فهو أنّها سنّةٌ مؤكّدة في كلّ عام وهو قولٌ جمهور أهل العلم.^[6]

اقرأ أيضًا: ايهما افضل التكبير ام قراءة القران في عشر ذي الحجه

هل الاضحية واجبة على الغني

إنّ الإجابة على هذا السؤال متعلّقةٌ بجواب ما قبله “هل الاضحية واجبة على المقتدر”، فإنّ وجوب ذبح الأضاحي عند بعض أهل العلم وسنيّتها المؤكدة لدى البعض الآخر يقتضي شرط المقدرة والغنى للمضحي، فالغنيّ يكون ثمن الأضحية زائداً عن حاجته واحجة آل بيته في الحالات العامّة، وهو ما يشرّع له وجوب أو سنيّة الأضحية، وقد رُوي عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في الحديث الضعيف: “يا أيُّها النَّاسُ إنَّ على أهلِ كلِّ بيتٍ في كلِّ عامٍ أُضحيةً وعَتيرةً”،^[7] وهو ما يُستأنس به على وجوب الأضحية على الغنيّ في كلّ عام، والله ورسوله أعلم.^[8]

اقرأ أيضًا: فضل عشر ذي الحجة

حكم الاضحية لغير المقتدر

بعد الإجابة على سؤال هل الاضحية واجبة على المقتدر، كان لا بدّ من الخوض في بيان حكم وجوبها من عدمه لغير المقتدر، فليس كلّ المسلمين قادرين على شراء ما أوجبته الشريعة الإسلاميّة للأضاحي، وحكم الأضحية لغير المقتدر هي سنّة، ويرى أهل العلم أنّه لا حرج أن يشتري المرء أضحيته بالدّين ليضحي بها في عيد الأضحى، ولكن ضمن شروطٍ وضوابط شرعيّة، وأهمّها أن يكون المرء قادرًا على إيفاء دينه فيما بعد، ومن لم يجد، فقد ضحّى عنه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وذلك ما جاء في الحديث الصحيح عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: “شهدتُ مع رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- الأضحَى بالمُصلَّى فلمَّا قضَى خُطبتَهُ نزلَ من منبرِهِ، وأَتَي بكبشٍ فذبحَهُ رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- بيدِه وقال بسمِ اللهِ واللهُ أكبرُ هذا عنِّي وعمَّن لم يُضَحِّ من أمتي”،^[9] والإشارة هنا لمن ليس لديه القدرة على الاضحية.^[10]

هل الاضحية واجبة على المقتدر وحكمها لغير المقتدر مقالٌ تناول بيان مفهوم الاضحية بالاصطلاح ومشروعيتها، وقد تمّت الإجابة على التساؤلات التي طرحها المقال حول الاضحية في حقّ المقتدر والغنيّ، وحكمها لغير المقتدر.