هل الصديق السحري حرام

هل الصديق السحري حرام

هل الصديق السحري حرام فقد انتشر في الآونة الأخيرة بين بعض أفراد المجتمع عبارة الصديق السحري، حيث أنه عبارة عن صديق يوجد في مخيّلة الإنسان وتفكيره فقط، فما هو الصديق السحري؟ وهل الصديق السحري حلال أم حرام؟ هذا سوف يكون موضوع مقالنا التالي.

ما هو الصديق السحري

الصديق السحري هو: أو ما يُعرف بالتولبا، هو عبارة عن مخلوق وهمي، يكون في داخل عقل الإنسان، وهذا المخلوق لا يكون من البشر ادة، ومن الممكن أن يكون من عالم الخيال والأساطير أو قد يكون حيوان غير مرئي، وهذه الظاهرة لا تبدأ فجأة بالظهور عند الشخص، بل يقوم بخلقها داخل عقله عن طريق استخدام خطوات محددة، وهناك نوعان من الأصدقاء السحريين وهم: الصديق أو التولبا المحدود والذي يبقى في داخل العقل المستضيف، والنوع الثاني: وهو الصديق الغير محدود، والذي يمكن أن يغادر عقل المستضيف، وقد يُخرجه عن السيطرة في بعض الأحيان، ويمكن أن يتخذ قرار وأفعال دون أن يشعر الشخص به.[1]

هل الصديق السحري حرام

هل الصديق السحري حرام  بحسب علماء الدّين والفقه فإن ما يُسمّى بالصديق السحري حرام ولا يجوز، فقد حرّم الله تعالى أي فعل أو قول ينتج عنه ضرر بالإنسان، سواءًا كان هذا الضرر جسدي أو نفسي أو عقلي، ولأن الصديق السحري يؤثر على القوى العقليّة للشخص، ويُضعف من تركيزه، ويجعله يتصرّف بعض التصرفات الخارجة عن المألوف فقد تم تحريمه، فالصديق السحري هو تخيّل أشخاص وهميين لا وجود لهم على أرض الواقع، فنتعامل معهم وكأنهم موجودين على الحقيقة، ونأخذا برأيهم، ونتحدّث معهم، وقد يصل الأمر في بعض الحالات إلى درجة اتخاذ القرارات والتنفيذ، بحيث يصبح الشخص مغيّب تمامًا وغير مدرك لما يحصل معه، وقد يصل هذا بالإنسان إلى حدّ الجنون أو حتى الوقوع بالمحرّمات، وقد يؤدي هذا أيضًا إلى إلحاق الضرر بالنفس وبالآخرين، وقد نهانا الإسلام عن إلحاق أي ضرر بالنفس أو بالغير، بل دعانا إلى حفظ النفس والعقل.[2]

شاهد أيضًا: كل ما تخسره في سبيل سلامك النفسي

وجوب حراسة الخواطر والتخيّلات وعدم الاسترسال فيها

الأصل في الإنسان الاستقامة في جميع الأفعال والأقوال، والابتعاد عن الاسترسال في الخيّلات لأنها غير مأمونة العواقب، لأن الإنسان لا يأمن من كيد الشيطان إذا اتبع خطواته، مع التأكيد على أنه إذا غلبت بعض هذه التخيلات على النفس دون إرادة من الشخص، فلا ينبغي إهمالها، بل يجب مدافعتها حتى لا تؤدي إلى فساد وفتنة، لذا من الواجب على كل مسلم حراسة خواطره وحفظها، والحذر من إهمالها والاسترسال معها، لأن التخيلات هي بذرة الشيطان في أرض القلب، فإذا تمكّن بذرها تعهّد الشيطان بسقايتها مرة تلو أخرى، حتى تصير إيرادات، ثم يسقيها حتى تكون عزائم، ثم يسقيها حتى تثمر عن الشر والفساد والفتن، لذا وجب الحذر من حراسة الخواطر والابتعاد عن الاسترسال.[3]

شاهد أيضًا: كيف شكل الشيطان

كيفيّة علاج خواطر الشيطان ووساوسه

يجب أن نعلم أولاً أن جميع الخواطر التي تؤذي الإنسان كلّها من الشيطان، فهو يردي أن يشوّش على الإنسان حياته بطل الوسائل والطرق، وخاصة إذا وجد منه استقامة وصلاح، والتخيلات والوساوس والخواطر الشيطانيّة يجب محاربتها بذكر الله تعالى، والاستعداد للقائه، وأن نعلم أنها جميعها من الشيطان الذي تعهّد بإغواء الإنسان ما استطاع لذلك سبيلا، فينبغي ترك كل الخواطر المنحرفة التي تقض المضاجع، والحذر منها، والإقبال على قراءة القرآن الكريم، فهو الدواء الشافي لعلل القلوب والأبدان، والإكثار من ذكر الله تعالى، والاشتغال بكل ما ينفع من خير في الدنيا والآخرة، وما يبعد هذه الوساوس والخواطر هو العمل والمكسب ومصدر الرزق، مع الإقبال على الله تعالى، والإكثار من تلاوة القرآن الكريم، والدعاء إليه بأن يبعد عنه شر الشيطان وشركه، ومما يُلقيه في النفس من أو هام وتخيلات، ومن خطرت له هذه الوساوس الشيطانية عليه أن يقول: آمنت بالله ورسله، وأعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وليدعها وليشتغل بالذكر وقراءة القرآن.[4]

شاهد أيضًا: الفائدة من ضرب الامثال في القران الكريم

في نهاية مقالنا تعرفنا على هل الصديق السحري حرام نعم حرام ولا يجوز، فقد حرّم الله تعالى أي فعل أو قول ينتج عنه ضرر بالإنسان، سواءًا كان هذا الضررر جسدي أو نفسي أو عقلي، وتعرفنا على وجوب حراسة التخيلات وعدم الاسترسال بها، وكيفية علاج خواطر الشيطان ووساوسه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *