هل الغفوة تنقض الوضوء .. أركان الوضوء بالتفصيل

هل الغفوة تنقض الوضوء .. أركان الوضوء بالتفصيل
هل الغفوة تنقض الوضوء

هل الغفوة تنقض الوضوء ؟ سؤال كثير ما يتم طرحه على العلماء، فمن المعروف عند المسلمين أنّ النوم ينقض الوضوء، ولكنّ هل يختلف بطلان الوضوء باختلاف درجة النوم بين العميق أو الغفوة، هذا ما سيجيب عنه هذا المقال، فعلى المسلمين أن يعرفوا الإجابة الدقيقة في جلّ امور دينهم.[1]

مفهوم الوضوء

قبل الإجابة عن السؤال: هل الغفوة تنقض الوضوء من الجيد أن نعرف ما هو مفهوم الوضوء في اللغة وفي الاصطلاح، فالضوء في اللغة من الوضاءة وهي النظافة والحسن والبهاء، فيقال رجل وضيء والمقصود بها أنّه حسن الهيئة، أمّا في الاصطلاح فالوضوء كما عرّفه أهل المذهب الحنفي هو “غسل الأعضاء الثلاثة ومسح ربع الرأس”، وتعريفه في المذهب المالكي هو “هو غسل ومسح في أعضاء مخصوصة لرفع حدث”

وتعريف الوضوء عند أهل المذهب الشافعيّ هو ” استعمال الماء في أعضاء مخصوصة مفتتحًا بنية”، وتعريفه عن أهل المذهب الحنبلي هو “استعمال ماء طهور في الأعضاء الأربعة على صفة مخصوصة”، ومن الملاحظ أنّها تعريف متشابهة تصبّ في معنى واحد.[2]

أركان الوضوء

قبل الإجابة عن سؤال: هل الغفوة تنقض الوضوء فمن الجيد أن نتعرّف أركان الوضوء، والأركان في أفعال يؤديها المسلم وإذا ما فُقدت تلك الأركان جميعها أو أحد منها فالوضوء باطل وغير صحيح، وبالضرورة فالصلاة به بَطُلت، وأركان الوضوء هي كالآتي:[1]

  • غسل الوجه بالماء مرّة واحدة، وذلك من منبت الشعر حتّى أسفل الذقن طولًا، ومن الأذن حتّى الأذن عرضًا.
  • غسل اليدين حتّى المرفقين، والمرفق هو الكوع، أيّ من بداية أطراف الأصابع إلى عظمتي الكوع مرّة واحدة.
  • مسح الرأس أو جزء منه يكون بمقدار ربع إصبع على الأقل.
  • غسل الرجلين حتّى الكعبين مرّة واحدة، وذلك من بداية أطراف الأصابع حتّى عظمتي الكعبين ، وقد جاء ذكر الأركان الأربعة السابقة في سورة المائدة في قوله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ”.[3]
  • النيّة هي أحد الأركان والشروط المختلف بها بين الفقهاء بأنّها تجب حتى يصحّ الوضوء، وقالوا بأنّها ضروري ليتم تمييز الوضوء عن غيره من الأفعال.
  • الترتيب في الأفعال أيضًا من الشروط حيث أن البداية من غسل الرأس ثم اليدين ثم الرجلين لأنّ هذه الأركان ذكرت بترتيبها في الآية الكريمة التي سبق ذكرها.

هل الغفوة تنقض الوضوء

في الإجابة عن سؤال هل الغفوة تنقض الوضوء، فإنّ الغفوة يقصد بها نوم الإنسان مع إدراكه لأقواله وأفعاله وهذا النوم لا ينقض الوضوء وتكون غالبًا والإنسان في وضعية الجلوس، وهذا النوم لا ينقض الوضوء لأنّ الإنسان يبقى عاقلًا لما يحدث معه وحوله.

أمّا النوم الذي ينقض الوضوء ويلزم إعادته هو النوم العميق الذي يفقد الإنسان معه إدراكه بما يحدث من حوله، وهذا النوم يلزم إعادة الوضوء من بعده وقد جاء في حديث صفوان بن عسال عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: “كان يَأمُرُنا إذا كنَّا سَفْرًا، أو مُسافِرينَ ألَّا نَنزِعَ خِفافَنا ثلاثةَ أيَّامٍ ولياليهنَّ، إلَّا مِن جَنابةٍ، ولكنْ مِن غائطٍ، وبَولٍ، ونَومٍ”[4]، والله أعلم.[5]

وهكذا نكون قد عرفنا ما هو الوضوء وما هي أركانه الأساسية التي لا يصح الوضوء بدونها، ففي حال نقض أحد هذه الأركان أو كلّها فسيبطُل الوضوء وتبطل معه الصلاة، كما أجبنا عن سؤال هل الغفوة تنقض الوضوء، وفرقنا بينها وبين النوم العميق الذي ينتقض معه وضوء المسلم.

المراجع

[3]سورة المائدةالآية 6
[4]تخريج المسندصفوان بن عسال،شعيب الأرناؤوط،18095، حديث صحيح