هل النوم ينقض الوضوء

هل النوم ينقض الوضوء

هل النوم ينقض الوضوء هو من الأسئلة التي لا بدَّ للمسلم أن يبحث عنها حتى يجد الإجابة الشافية من أهل العم والتأويل، ولا يجب للمسلم الفطن أن يلتفت إلى أقوال عامة النَّاس بل باتت الآن سب البحث يسير بإذن الله، وعلى ذلك فإنَّ هذا المقال سيتناول الحديث مسألة نقض النوم للوضوء ومتى يكون ذلك ومتى لا، وكيف يكون الوضوء بعد النوم وغيرها من المسائل التي لا يسع المسلم جهلها والتفقه فيها.

هل النوم ينقض الوضوء

لقد اختلف أئمة أهل العلم الفقهاء في مسألة النوم ونقضه للوضوء على عدة مذاهب، والراجح في تلك المسألة أن النوم ينقسم إلى ثلاثة أقسام، وتفصيلها فيما يلي:

نوم المضطجع

النوع الأوَّل هو نوم المضطجع وهذا النوع من النوم يعد ناقضًا للوضوء سواء كان يسيرًا وكثيرًا وهذا الرأي عند الأئمة الأربعة وقد اجتمعوا عليه، وهو الراجح في تلك المسألة بإذن الله.[1]

نوم القاعد

النوع الثاني وهو نوم القاعد، إنَّ نوم القاعد لا يعدّ ناقضًا للوضوء وذلك في حال كان ذلك النوم يسيرًا يعني أنَّه لا يستغرق في النوم وهو قاعد ويقول أنَّ النوم جالسًا لا يُفسد الوضوء هذا يكون خطأ، وقد كان على هذا الرأي مذهب الإمام أحمد وكذلك أبو حنيفة وأيضًا الثوري وهو الراجح، أمَّا الشافعي فقد قال إنَّه لا يُنقض الوضوء عنده أي يقصد وضوء القاعد وحتى لو كثر نومه ما دام مفضيًا بمكان الحدث إلى الأرض.[1]

نوم الراكع والقائم والساجد

النوع الثالث وهو كل ما عدا هاتين الحالتين، وهو نوم الراكع والقائم والساجد، فهذا يُعد ناقضًا للوضء عند الإمام الشافعي وكذلك الإمام أحمد، أمَّا أبو حنيفة  لا ينقض نوم من كان على هيئة من هيئات المصلي، كالقائم والراكع والساجد والقاعد، سواء كان في صلاة أم لا، أمَّا أبو حنيفة فإنَّه قال أنَّ نوم الراكع أو الساجد أو حتى القائم أي على هيئة من هيئات المصلي فإنَّ نومه لا يُنقض وضوءه، وقد رأى أحمد في رواية أخرى أن نوم القائم وكذلك نوم الساجد لا ينقض الوضوء ، إلا إذا كثر نومه، وقد ذكر ابن قدامة في ذلك: “والظاهر عن أحمد التسوية بين القيام والجلوس لأنهما يشتبهان في الانخفاض واجتماع المخرج، وربما كان القائم أبعد من الحدث، لعدم التمكن من الاستثقال في النوم، فإنه لو استثقل لسقط، والظاهر عنه في الساجد التسوية بينه وبين المضطجع، لأنه ينفرج محل الحدث، ويعتمد بأعضائه على الأرض، ويتهيأ لخروج الخارج فأشبه المضطجع”.[1]

وقد اختلف الفقهاء وأهل العلم  في تحديد مسألة قلة النوم وكثرتها، فقيل في ذلك: إنَّ الكثير ما تتغير به هيئة النائم، ومن ذلك مثلًا: أن يرى حلماً في نومه ذاك، ولكنّ ابن قدامة قد خالف ذلك فقال: “والصحيح أنه لا حد له، لأن التحديد إنما يعلم بتوقيف ولا توقيف في هذا، فمتى وجدنا ما يدل على الكثرة مثل سقوط المتمكن وغيره انتقض وضوءه، وإن شك في كثرته لم ينتقض، لأن الطهارة متيقنة، فلا تزول بالشك”، والله -تعالى- في ذلك جميعه هو أعلى وأعلم.[1]

شاهد أيضًا: هل لمس الفرج ينقض الوضوء

نواقض الوضوء

إنَّ نواقض الوضوء لا تكون شكلًا واحدًا بل تتخذ في ذلك عدة أشكال، وتفصيل هذا فيما يلي:[2]

  • ما يخرج من السبيلين: إنَّ ما يُنقض الوضوء هو كل ما يخرج من أحد السبيلين سواء كان ريحًا أم بولًا أم غائطًا، إلا خروج الريح عند المرأة من قُبُلها فإنه لا يعدّ ناقضًا للوضوء بأي شكل من الأشكال.
  • خروج الغائط وكذلك البول من غير مخرجهما .
  • ذهاب العقل وزواله: ويكون ذلك إما بزواله بشكل كامل مثل أن يرتفع العقل وذلك لا يكون إلا بالجنون، أو تغطية العقل لسبب من الأسباب يوجب ذلك لمدة محدودة وهذا مثل النوم أو الإغماء أو السكر و كل ما شابه ذلك.
  • مس الذَّكَر: وقد ورد في ذلك حديث شريف عن رسو الله -صلى الله عليه وسلم- مفاده أنَّ مًن مس ذكره فإنَّه عليه الوضوء.
  • تناول لحم الإبل: لحديث جابر بن سمرة أن أحدًا سأل الرسول صلى الله عليه وسلم عن مسألة الوضوء بعد أكل لحم الإبل فأجبه بالإيجاب وبأن عليه أن يتوضأ بعده.

شاهد أيضًا: هل سحب الدم ينقض الوضوء.

كيفية الوضوء بعد النوم وخروج الريح

إنَّ كيفية الوضوء بعد النوم هي نفسها الكيفية العادية للوضوء ولكن ورد عن بعض النَّاس أنَّ÷ على النائم أن يستنجي بعد أن يستيقظ من نومه وقبل أن يتوضأ، وقد أنكر كافة أهل العلم ذلك وأجابوا بأنَّ الوضوء يكفي بعد النوم ولا داعي للاستنجاء مطلقًا، حتى لو تأكد النائم أنّه قد خرج منه ريح سواء كان ذلك بصوت أم بدون صوت، إذ لا يجب الاستنجاء من الريح ولا بعد النوم بإجماع أئمة أهل العلم.

وقد ذكر النووي في كتاب المغني عن تلك المسألة: “وليس على من نام أو خرجت منه ريح استنجاء، ولا نعلم في هذا خلافًا قال أبو عبد الله: ليس في الريح استنجاء في كتاب الله ولا في سنة رسوله إنما عليه الوضوء، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم : “من استنجى من ريح فليس منا” رواه الطبراني في معجمه الصغير، وعن زيد بن أسلم في قوله تعالى : {إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ}،[3] إذا قمتم ولم يأمر بغيره، فدل على أنه لا يجب، ولأن الوجوب من الشرع ولم يرد بالاستنجاء ههنا نص ولا هو في معنى المنصوص عليه؛ لأن الاستنجاء إنما شرع لإزالة النجاسة، ولا نجاسة ههنا”.[4]

وفي ذلك يكون تمام الحديث عن مسألة هل النوم ينقض الوضوء وما الفرق بين أنواع النوم الثلاثة، وهل يُمكن أن يختلف حكم نوم النائم قاعدًا عن النائم واقفًا، وكيف يكون الوضوء بعد النوم بإجماع أئمة أهل العلم.

المراجع

  1. ^ islamweb.net , حالات النوم الناقض للوضوء , 29-4-2020
  2. ^ islamqa.info , نواقض الوضوء , 29-4-2020
  3. ^ سورة المائدة , الآية 6
  4. ^ islamweb.net , المنتبه من النوم هل يلزمه الاستنجاء قبل الوضوء , 29-4-2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *