هل تجوز الرحمة على الكافر

هل تجوز الرحمة على الكافر؟ هو أحد الأسئلة التي يطرحها العديد من الناس، حيث انتشر في الآونة الأخيرة الترحم على الكافرين والمشركين، بأن يدعو لهم المسلم بأن يرحمهم الله تعالى ويدخلهم الجنة، فهل يجوز أن نطلب للكافر الرحمة؟ هذا سوف يكون موضوع مقالنا التالي.

هل تجوز الرحمة على الكافر

الترحّم على الكافر والصلاة عليه محرّم شرعًا، لقوله تعالى: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ} [1]، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: “ومن الاعتداء في الدعاء أن يسأل العبد ما لم يكن الرب ليفعله، مثل أن يسأله منازل الأنبياء وهو ليس منهم، أو أن يسأله الرحمة للمشركين ونحوه”، وموضوع الرحمة على الكافر خطير جدًا لأنه مخالف للشرع، وقال بعض أهل العلم بتكفير فاعله، قال القرافي: “الدعاء هو الطلب من الله تعالى له حكم باعتبار ذاته، من حيث هو طلب من الله تعالى وهو الندب، لاشتمال ذاته على خضوع العبد لربه، وافتقار ذلته إلى ربه، فهذا النوع من الدعاء مستحب بل ومأمور به، وقد يعرض له من متعلقاته ما يوجبه أو يحرّمه، والتحريم قد يصل إلى درجة الكفر، وقد لا لدرجة الكفر”.[2]

شاهد أيضًا: قصص استجابة الدعاء في قيام الليل

طلب الرحمة على الكافر التي تؤدي إلى كفر المسلم

فكما ذكرنا سابقًا فإن طلب الرحمة على الكافر حرام وقد تصل إلى درجة الكفر في عدد من الحالات ومنها: أن يطلب الداعي نفي ما دل السمع القاطع من الكتاب والسنة على ثبوته، ومن أمثلته أن يقول: اللهم لا تعذّب من كفر بك، أو اغفر له، وقد دلّت جميع الدلائل الصوتيّة والسمعيّة على تعذيب من مات على الكفر، وهو يشرك بالله تعالى، فالله تعالى لا يغفر أن يُشرك به، ويكون طلب الرحمة للكافر نوع من الكفر، لأنه طلب لتكذيب الله تعالى فيما أخبر به، وطلب ذلك كفر، وهذا الدعاء كفر، وجاء في الموسوعة الفقهيّة: “اتفق الفقهاء على أن الاستغفار للكافر ممنوع ومحظور شرعًا، بل قال بعض الفقهاء: “أن الاستغفار للكافر يقضي كفر فاعله، لأن فيه تكذيبًا للنصوص الشرعيّة الواردة التي تدلّ على أن الله تعالى لا يغفر أن يشرك به وإن مات على كفره، فهو من أهل النار”، والتكفير له شروط وموانع، يعرفها أهل العلم، وهم الذين يحكون، فليس كل من وقع في عمل مكفر حكم بكفره، فالتكفير المطلق يختلف عن تكفير شخص معين، وعلى المسلم أن يبذل جهده في التفقّه في دينه، والحذر من المكفرات وكبائر الذنوب لنجاة نفسه والبعد عن الشبهات.[3]

شاهد أيضًا: الفرق بين الاستعانة والاستغاثة والدعاء

استحباب الدعاء بالأدعية الجامعة لخير الدنيا والآخرة

الجوامع من الدعاء هي الأدعية الجامعة لخيري الدنيا والآخرة، وهي ما كان لفظه قليلاً ومعناه كثيرًا، مثل دعاء “اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النا”، ومثل الدعاء بالعافية في الدنيا والآخرة، وقال على القاري: “الأدعية الجامعة: “هي الأدعية التي تجمع الأغراض الصالحة، أو تجمع الثناء على الله عز وجل، وأما لأدعية الغير جامعة: هي الأدعية التي يطلب بها أمور جزئية خاصة بالشخص مثل طلب الزواج، وطلب العمل، فالأولى للعبد أن يطلب من ربه أن يرزقه ما فيه خير الدنيا والآخرة وأن يعمم في دعائه”، ومن الأدعية الجامعة المستحبة لخيري الدنيا والآخرة هو دعاء: “اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني، ودنياي، وأهلي، ومالي، اللهم استر عوراتي، وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي، ومن خلفي، وعن يميني، وعن شمالي، ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي”.[4]

شاهد أيضًا: دعاء بعد صلاة الفجر وفضل الدعاء بعد صلاة الفجر

في نهاية المقال تعرفنا على هل تجوز الرحمة على الكافر لا يجوز الترحّم على الكافر، وهو أمر محرّم شرعًا، وقد وصل الأمر ببعض الفقهاء بأن كفّروا من يفعل ذلك، وتعرفنا على الأدعية الجامعة واستحباب الدعاء بها، والرحمة على الكافر التي تؤدي إلى كفر صاحبها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *