هل غسل ليلة القدر يجزئ عن الوضوء

هل غسل ليلة القدر يجزئ عن الوضوء

هل غسل ليلة القدر يجزئ عن الوضوء هو سؤال يدور في أذهان كثير من المسلمين من الذين اعتادوا أن يغتسلوا في ليالي العشر الأواخر الفردية تيمّنًا بما كان يفعله السلف الصالح قديمًا، وهذا المقال عبر موقع محتويات سيجيب عن هذا السؤال مع تسليط الضوء على بعض الأمور التي تتعلق بمسألة الغسل.

تعريف الغسل

الغُسل لغة هو مصدر الفعل غَسَلَ، ومنه يُقال لما يُغسل به الشعر عادة من الصابون ونحوه “غِسل”، وأصل الغُسل في اللغة هو التطهير، ومنه قول العرب إذا ما أرادوا الدعاء لبعضهم: “غسلَ الله حوبَتَك”، وأمّا اصطلاحًا فهو كما عرّفه الفقهاء: “اسْتِعْمَال مَاءٍ طَهُورٍ فِي جَمِيعِ الْبَدَنِ عَلَى وَجْهٍ مَخْصُوصٍ بِشُرُوطٍ وَأَرْكَانٍ”.[1]

شاهد أيضًا: متى تبدأ ليلة القدر ومتى تنتهي.

هل غسل ليلة القدر يجزئ عن الوضوء

لقد ورد عن بعض السلف الصالح أنّهم كانوا يحبّون أن يغتسلوا في الليالي العشر الأواخر من رمضان، وأن يرتدوا كذلك فاخر الثياب، ويتطيّبون للقاء الله -تعالى- بأبهى حلّة عليهم،[2] فهنا قد يدور في ذهن المسلم سؤال هو: هل غسل ليلة القدر يجزئ عن الوضوء؟ وحقيقة للإجابة عن هذا السؤال ينبغي العلم أنّ السؤال يكون عن الاغتسال المستحب، وليس الاغتسال الذي يكون من أجل رفع حدث أو نحوه، فلا خلاف بين أهل العلم أنّ الغُسل الذي يكون للتطهر من الحدث الأكبر -للرجل أو المرأة- يجزئ عن الوضوء، وقال بعض العلماء إنّه ينوي رفع الحدثين معًا، فبذلك يُجزئه الغسل عن الوضوء.[3]

ولكن لو أراد الاغتسال لإزالة رائحة عرق أو للنظافة أو للتبرّد من الجو الحار، فهذا غسله لا يجزئه عن الوضوء، بل يجب عليه أن يتوضّأ بعد الاغتسال، ولكن قد أشار بعض العلماء أنّه لو نوى رفع الحدث الأصغر، وتوضّأ في بداية الغسل، ورتّب ذلك فإنّ غسله يجزئه عن الوضوء، وبذلك يعلم القارئ أنّ الغسل في ليلة القدر وغيرها يجزئ عن الوضوء في حال كن الغسل واجبًا لرفع الحدث، ولكن في حال كان الغسل مستحبًّا فعليه أن ينوي رفع الحدث الأصغر، وأن يتوضّأ أوّلًا، والله أعلم.[3]

شاهد أيضًا: دعاء مستجاب في ليلة القدر مكتوب.

دعاء ليلة القدر

لقد ثبت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- أنّه قد أوصى أمّ المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق -رضي الله عنهما- يوم سألته ماذا تدعو إن صادفت ليلة القدر، فقال صلى الله عليه وسلم: “قولي اللَّهمَّ إنَّكَ عفوٌّ تحبُّ العفوَ فاعفُ عنِّي”،[4] فالعفو إذا كان من العزيز الرحمن فإنّ كلّ ما يرجوه المسلم بعده يكون هيّنًا، فيعقّب الحافظ ابن رجب الحنبلي -رحمه الله- على هذا الحديث ليبيّن الأسرار التي فيه فيقول: “وإنما أمر بسؤال العفو في ليلة القدر -بعد الاجتهاد في الأعمال فيها وفي ليالي العشر- لأنّ العارفين يجتهدون في الأعمال ثم لا يَرَون لأنفسهم عملًا صالحًا ولا حالًا ولا مقالًا، فيرجعون إلى سؤال العفو، كحال المذنب المقصر”، والله أعلم.[5]

وهكذا يكون قد تمّ مقال هل غسل ليلة القدر يجزئ عن الوضوء بعد أن أُجيب فيه عن هذا السؤال وتبيان الفرق بين الاغتسال الواجب لرفع الحدث وبين الاغتسال المستحب، وقبله أضاء المقال على معنى الغسل وتعريفه، وختم المقال بالحديث على الدعاء المستحب ليلة القدر.

المراجع

  1. ^ al-maktaba.org , الموسوعة الفقهية الكويتية , 23/03/2024
  2. ^ saaid.net , عظيم الأجر في اغتنام العشر , 23/03/2024
  3. ^ ar.islamway.net , هل الغسل المستحب يغني عن الوضوء؟ , 23/03/2024
  4. ^ الأذكار , النووي، عائشة أم المؤمنين، الرقم: 247، حديث إسناده صحيح.
  5. ^ saaid.net , وقفات تربوية مع دعاء ليلة القدر , 23/03/2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *