هل يجوز اكل الضبع

هل يجوز اكل الضبع

هل يجوز اكل الضبع سؤال شرعي من الأسئلة المهمة في الإسلام، وذلك لأنَّ الإسلام حدَّد بدقَّة الأطعمة التي يجوز للمسلمين أكلها والأشياء التي لا يجوز أكلها في الشرع، وإنَّما تناولُ الطعام المباح وتحديدُهُ بدقَّة إلهية تكريم من الله -سبحانه وتعالى- للناس أجمعين، ولأنَّ ما يتغذّى به بدن الإنسان يؤثِّر في طباعهِ كانَ الشَّرع الإسلامي جادًّا ومنطقيًا في اختيار الأطعمة المباحة والأطعمة المحرمة، وفي هذا المقال ستتم الإجابة عن السُّؤال القائل هل يجوز اكل الضبع إضافة إلى الحديث عن اللحوم المحرم أكلها في الإسلام.[1]

الأطعمة المباحة في الإسلام

الأطعمة المباحة أو الغذاء المُباح في الإسلام هو الطعام والشراب الذي لم يردْ في حقِّه أي نص شرعي يحرِّم على المسلم تناوله، وجدير بالقول إنَّ الأصل في جميع المأكولات الإباحة، فليس من المأكولات شيء محرَّم إلَّا ما نزل تحريمه بالنصوص الشرعية، قال الإمام الغزالي: “والحيوانات والجمادات أكثر من أن تحصى، لكن الأصل فيه الإباحة”، فجميعها مباح إلَّا ما استُثني بشكل حصري، وبناءً على هذه القاعدة يمكن تعريف الغذاء المباح أو الطعام الحلال بأنَّه الطعام الذي لم يرد في تحريمه نص صريح، والذي وافق ضوابط الطعام المباح في الإسلام، وهذه الضوابط هي:[1]

  • ألَّا يسبب الطعام ضررًا للإنسان: فليس من المنطقي أن يبيح الإسلام أكلَ ما فيه ضرر وأذى لبدن الإنسان، قال تعالى في محكم التنزيل: “وَلا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا”[2].
  • عدم نجاسة الطعام أو خبثه: فالنجاسة في الإسلام محرَّمة على البدن وقد أمر الإنسان بإزالتها، فكيف سيحل له أن يدخلها في جوفه، لذلك من البدهي أن يكون الطعام الذي فيه شيء من النجاسة محرّمًا.
  • عدم التحريم: أي ألَّا يكون قد نزل في تحريم هذا الطعام أي نص شرعي في القرآن الكريم أو في صحيح السنة النبوية.

اقرأ أيضًا: هل يجوز اكل التمساح والضفدع في الاسلام

هل يجوز اكل الضبع

في الإجابة عن سؤال هل يجوز اكل الضبع في الإسلام ذهب أهل العلم إلى رأيين اثنين، منهم من حرَّم أكل الضبع واستدلَّ على رأي بأدلَّة معينة، ومنهم من أباح أكل الضبع واستدلَّ أيضًا بأدلة معينة، وفيما يأتي تفصيل في قول المبيحين والمحرمين:

المحرمون أكل لحم الضبع

ذهب إلى هذا القول أتباع المذهب الحنفي، واستدلُّوا في هذا القول بأنَّ الضبع من الحيوانات التي لها ناب، وجاء في صحيح الإمام المسلم عن أبي ثعلبة الخشنيِّ -رضي الله عنه- ما يأتي: “أنَّ رَسولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- نَهَى عن أَكْلِ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ، وفي رواية : نَهَى عن كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السَّبُعِ”[3] والله تعالى أعلم.[4]

المبيحون أكل لحم الضبع

والقول الراجح في الإجابة عن السؤال القائل: هل يجوز اكل لحم الضبع في الإسلام هو أنَّ الإسلام أباح أكل لحم الضبع، وهذا ما قال به أكثر علماء المسلمين، وقد جاء هذا القول صريحًا عن النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- في صحيح السُّنَّة النبوية، حيث ورد في رواية جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- ما يأتي: “قُلْتُ لِجابرٍ: الضَّبُعُ أَصَيْدٌ هيَ؟ قال: نَعَمْ، قُلْتُ: آكُلُها؟ قال: نَعَمْ، قُلْتُ: أَقَالهُ رسولُ اللهِ؟ قال: نَعَمْ”[5] وردَّ أصحاب هذا الرأي على من قالوا بحرمة أكل لحم الضبع بقولين اثنين، هما:[4]

  •  قال بعضهم بأنَّ الأحاديث الصحيحة خصَّصتِ الضبع من عموم حديث التحريم الذي ورد في كلِّ ذي ناب من السباع، أي يحرم أكل كلِّ ذي ناب من السِّباع إلَّا الضبع.
  • قال آخرون إنَّ الضبع لا يشمله حديث التحريم لأنَّه في الأصل ليس من السباع، لذلك فأكله حلال، والله تعالى أعلم.

اللحوم المحرم أكلها في الإسلام

إنَّ القاعدة المعروفة في الأحكام الشرعية هي الإباحة طالما لم يردْ ما يُحرِّم الحكم من دليل صريح من القرآن الكريم والسُّنَّة النبوية أو القياس، وعليه يمكن القول إنَّ الأصل في اللحوم إباحة أكلها إلَّا ما حرَّمه دليل شرعي صريح، والحيوانات التي حَرَّم الشرع أكلها هي: الخنزير والحُمر الأهلية والبغال وكلُّ ذي ناب من السبع، وحُرِّم أكل الميتة والموقوذة والمتردية والنَّطيحة وما أكل السبع، قال تعالى في سورة المائدة: “حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ…”[6] وعن المقدام بن معدي كرب أنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: “ألا إنِّي أوتيتُ الكتابَ ومثلَهُ معهُ، لا يُوشِكُ رجُلٌ شبعانٌ على أريكتِهِ يقولُ عليكُم بِهذَا القُرآنِ فما وجدتُم فيهِ مِن حَلالٍ فأحلُّوه وما وَجدتُم فيهِ مِن حرامٍ فحرِّمُوه، ألا لا يحلُّ لكُم لحمُ الحِمارِ الأهليِّ، ولا كلِّ ذي نابٍ من السَّبُعٍ، ولا لُقَطةِ معاهَدٍ، إلَّا أن يستَغني عَنها صاحبُها، ومَن نزل بقومٍ فعليهِم أن يُقْرُوه، فإن لَم يُقْرُوه فله أن يُعْقِبَهُمْ بمثلِ قِرَاه”[7] والله تعالى أعلم.[8]

اقرأ أيضًا: هل يجوز اكل الاضحية كاملة وكيفية توزيعها بالتفصيل

بهذه الكلمات وهذا التفصيل وهذه المعلومات الدقيقة، نكون قد أكملنا الحديث عن حكم اكل الضبع في الإسلام، وسلَّطنا الضوء على المحرمات من لحوم الحيوانات وعلى الطعام المباح والمحرم في الشرع.

المراجع

  1. ^ ar.islamway.net , الغذاء المباح , 11-08-2020
  2. ^ سورة النساء , الآية 29
  3. ^ صحيح مسلم , مسلم، أبو ثعلبة الخشني، 1932، حديث صحيح
  4. ^ islamqa.info , حكم أكل الضبع , 11-08-2020
  5. ^ إرواء الغليل , الألباني، جابر بن عبد الله، 2494، حديث صحيح
  6. ^ سورة المائدة , الآية 3
  7. ^ صحيح أبي داود , الألباني، المقدام بن معدي كرب، 4604، حديث صحيح
  8. ^ www.islamweb.net , المحرمات من الحيوان والطير والسباع , 11-08-2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *