هل يجوز التحدث مع الحبيبة في رمضان

هل يجوز التحدث مع الحبيبة في رمضان هو من الأحكام الشرعية التي يجب على كل مسلم أن يكون عارفًا بها وأن يكون المسلم على علم بالرأي الشرعي الصحيح لهذا الحكم حتّى لا يقع المسلم في الأمور المحرمة بسبب جهله بالأحكام الشرعية، ومن خلال هذا المقال من موقع محتويات سوف نمر على هذا الحكم الشرعي بالتفصيل وسنلقي الضوء على هل الكلام مع البنات يبطل الصيام وسنمر على بعض الأحكام الشرعية المهمة التي تتعلق بهذا الموضوع أيضًا.

هل يجوز التحدث مع الحبيبة في رمضان

أشار أهل العلم والفقه أنّه لا يجوز للمسلم التحدث مع فتاة لا تربطه بها علاقة شرعية رسمية في رمضان وفي غير رمضان، حيث يجب على المسلم أثناء الصيام أن يصوم عن كل الذنوب والآثام إضافة إلى صيامه عن المفطرات، قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في الحديث: “رُبَّ صائمٍ ليس له من صيامِه إلا الجوعُ ، و رُبَّ قائمٍ ليس له من قيامِه إلا السَّهرُ” [1] والمقصود من الحديث هو الصائم الذي يكثر من فعل الذنوب والآثام والأمور التي حرمها الله تعالى، والذنوب والآثام تذهب أجر الصيام، ومنها التحدث عن الفتيات التي لا تربط المسلم بهنّ علاقة شرعية رسمية، والله تعالى أعلم.

شاهد أيضًا: هل يجوز قول كلمة احبك في رمضان

هل الكلام مع البنات يبطل الصيام

أجمع أهل العلم على أنّ الكلام مع البنات محرم شرعًا ولكن لا يبطل الصيام، فمبطلات الصيام في الإسلام معروفة والكلام مع البنات أثناء الصيام ليس من المفطرات، ولكنه من الذنوب والمحرمات التي تنقص من أجر الصائم في رمضان، ولأنّ الكلام مع البنات معصية، وبحسب قول جمهور أهل العلم فإنّ المعاصي لا تفسد الصيام في الإسلام، والأولى أن يبتعد المسلم عن المعاصي أيّا كانت في نهار الصيام، وفي غير الصيام حتّى يتمثل أوامر الله تعالى ويجتنب نواهيه، قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في الحديث الشريف الذي رواه الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه: “مَن لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ والعَمَلَ به، فليسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ في أنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وشَرَابَهُ” [2]، وقد أباح الله تعالى الكلام مع الخطيبة والزوجة، فمن أراد أن يفعل مثل هذه الأفعال فليحصن نفسه بالزواج، فهو أدرأ للفتنة والله تعالى أعلم. [3]

حكم كلمات الغزل مع الخطيب أثناء الصيام

إذا كان بين الخطيب وخطيبته عقد شرعي رسمي يوافق شروط العقد الشرعي فلا حرج على الطرفين لو تبادلا كلمات الغزل أثناء الصيام، وله أن يفعل مع خطيبته التي كتب بينهما العقد الشرعي ما شاء إلّا الجماع، فله أن يقبلها وأن يحضنها وأن يباشر، ولكن لا يجوز له أن يجامع في نهار الصيام لأنّ الجماع من المفطرات التي تلزم القضاء والكفارة،  أمّا إذا لم يكن يربط الخطيبان عقد شرعي، فلا يجوز أن يتبادلا كلمات الغزل، فهذا أتقى للفتنة وأبعد عن الشبهات، وجديرة بالقول إنّ الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى قال في هذه المسألة الفقهية المهمة:

قبيل الرجل امرأته ومداعبته لها ومباشرته لها بغير الجماع وهو صائم، كل ذلك جائز ولا حرج فيه، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبِّل وهو صائم ويباشر وهو صائم. لكن إن خشي الوقوع فيما حرم الله عليه لكونه سريع الشهوة، كره له ذلك، فإن أمني لزمه الإمساك والقضاء ولا كفارة عليه عند جمهور أهل العلم. أما المذي فلا يفسد به الصوم في أصح قولي العلماء، لأن الأصل السلامة وعدم بطلان الصوم، ولأنه يشق التحرز منه والله ولي التوفيق

شاهد أيضًا: هل يجوز سماع الأغاني في رمضان بعد الفطور

هل يجوز التكلم مع الفتاة قبل الخطبة

أجمع أهل العلم أنه لا يجوز للمسلم أن يتكلم ويدردش مع أيّ فتاة لا يربطه بها عقد شرعي إسلامي يحلّ له الكلام معها، وقد قال الشيخ الفوزان في هذه المسألة الفقهية المهمة: “خاطبة الشباب للفتيات لا تجوز لما في ذلك من الفتنة؛ إلا إذا كانت الفتاة مخطوبة لمن يكلمها، وكان الكلام مجرد مفاهمة لمصلحة الخطوبة، مع أن الأولى والأحوط مخاطبة وليها بذلك”، وإذا أراد المسلم أن يحادث امرأة لا يربطه بها عقد شرعي فيجب أن يكون الحيدث بدون خلوة، وأن يكون الحديث ضمن موضوع مباح، وأن يكون الحديث في اتقاء الفتنة بين الطرفين، وألّا تخضع المرأة للرجل بالقول، وأن تكون المرأة محتشمة وأن تكون مرتدية اللباس الشرعي الكامل، وأن يكون الحديث بقدر الحاجة إليه فقط، والله تعالى أعلم. [4]

إلى هنا نصل إلى ختام هذا المقال الذي سلّطنا فيه الضوء على هل يجوز التحدث مع الحبيبة في رمضان ومررنا فيه على هل الكلام مع البنات يبطل الصيام وتحدّثنا عن حكم كلمات الغزل مع الخطيب أثناء الصيام بالإضافة إلى الحديث عن هل يجوز التكلم مع الفتاة قبل الخطبة.