هل يجوز السفر للعزاء

هل يجوز السفر للعزاء

هل يجوز السفر للعزاء ؟ قد أمر الله سبحانه وتعالى العباد أن يشاركوا بعضهم البعض في كافة الأحزان المختلفة والمصائب التي تصيبهم، حيث يجب القيام بالتعزية، وأن يُلهم المسلم أخيه المصاب بالصبر والرضا بقدر الله سبحانه وتعالى وقضائه، هذا على وجه العموم، لكن هل يمكن السفر بقصد العزاء، هذا ما سيتم التعرف عليه فيما يأتي.

هل يجوز السفر للعزاء

أفتى العديد من العلماء بأنه لا يجوز السفر بقصد التعزية ولا سيّما إذا كان يشتمل على البدع؛ لأنه لا يوجد مراسيم خاصة للعزاء؛ كالذبائح والسفر ونحو ذلك، والقصد من ذلك أنه يوجد العديد من الوسائل التي يمكن من خلالها تغزية الشخص المصاب؛ كالهاتف والفاكس وغيرها من الوسائل، ولكن مع ذلك لا بأس من السفر إذا كان المصاب قريب جدًا.[1]

حكم العزاء في الإسلام

إن المقصود بالتعزية هو أن يجتمع أهل الميت في مكان محدد، بحيث يتم قصدهم في العزاء ولكن مع ذلك لم تحدد الشريعة الإسلامية مراسيم معينة للعزاء؛ كتقديم الطعام والشراب ونحو ذلك، حيث يمكن للتعزية أن تحصل في أي مكان بقصد مواساة أهل الميت، ومن الجدير بالذكر أنه لا يجوز صنع الطعام والتبذير من أجل إطعام الأشخاص المعزين، حيث يُعدّ ذلك من أعمال الجاهلية، أما إذا جاء المعزون بالطعام والشراب لمواساة أهل الميت؛ فلا حرج من ذلك، لأن الميت يكون بأمس الحاجة للمواساة، ودليل ذلك قول جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه: “كنا نعد الاجتماع إلى أهل الميت وصنعة الطعام بعد الدفن من النياحة”.
ومن الأدلة التي وردت بأن المعزين هم أولى بإحضار الطعام لأهل الميت قول الرسول صلى الله عليه وسلم عندما أتى لتغزية جعفر بن أبي طالب في معركة مؤتة، حيث قال عليه الصلاة والسلام لأهله: “اصنعوا لآل جعفر طعامًا فقد أتاهم ما يشغلهم “، وحكم إرسال الطعام لأهل الميت مستحب في الشريعة الإسلامية.[2]

شاهد أيضًا: عبارات عظم الله أجركم وأحسن الله عزاكم وغفر الله لميتكم

ماذا يقال في العزاء في الإسلام

تبين سابقًا أن التعزية من الأمور الواردة في السنة النبوية الشريفة، حيث يذهب الناس ويدعون لهم بالربط على قلوبهم وإلهامهم بالصبر والسلوان وطول البقاء بطاعة الله سبحانه وتعالى من بعد ما فقدوا، وهنالك العديد من الألفاظ التي يمكن الاستعانة بها في العزاء، والتي وردت عن الرسول صلى الله عليه وسلم، عندما قام بتعزية إحدى بناته بموت ابنها حيث قال لها: “إن لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى، فلتصبر ولتحتسب”.

يمكن للمعزي أن يرد جزاك الله كل خير و رضي الله عنك وأرضاك ورزقك طول العمر في طاعته و رحمته وغفرانه، والخلاصة أنه يجوز للمسلم أن يعزي أخاه المسلم بجميع الألفاظ التي لا تخالف القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، كما يمكن للمعزى أيضًا بالرد على هذه التعزية بأي لفظ من الألفاظ التي لم تخالف الشريعة الإسلامية.[2]

شاهد أيضًا: هل البكاء على الميت يعذبه

رأي الإسلام في التعزية

إن التعزية حق جليل للمسلم الذي فقد غاليًا على قلبه، مما يعني أن التعزية مشروعة في تعاليم الإسلام، مما يترتب على ذلك الأجر والثواب في الدنيا والآخرة، لما فيها من جبر القلوب والمواساة، ومن الجدير بالذكر أن التعزية متفق على مشروعيتها بين فقهاء الشريعة الإسلامية، حيث تعدوا بابًا من أبواب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي هو واجب شرعي، مع التزام بالألفاظ الغير مخالفة للشريعة الإسلامية كما بينا سابقًا، كما يمكن صنع الطعام من أجل مواساة أهل الميت كما أمر الرسول عليه الصلاة والسلام، فهي عادة من العادات المشروعة التي لها تأثيرًا كبيرًا.

أجبنا في هذا المقال على سؤال هل يجوز السفر للعزاء ؟ وتبين أنه لا يوجد مراسيم معينة للعزاء حيث يمكن للمسلم أن يعزي أخاه المسلم بالعديد من الطرق سواء كان عبر الهاتف أو المنزل وهلم جرًا، والله تعالى أعلم وأحكم.

المراجع

  1. ^ islamway.net , حكم السفر لأداء العزاء , 19/12/2021
  2. ^ alukah.net , التعزية المشروعة , 19/12/2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *