هل يجوز الصلاة بالسيارة .. حكم الصلاة في السيارة

هل يجوز الصلاة في السيارة ؟ من الأسئلة الهامّة التي يبحث عنها الكثير من الناس، فمن الجدير بالذّكر أنّ الصّلاة حكمها الوجوب، ممّا يعني عدم جواز تأخيرها، وتكمن أهمية الصلاة في أنّها سبب في استقامة العبد، حيث تنهي عن الفحشاء والمنكر، وهي من أفضل العبادات بعد الشهادتيْن عند الله، والمحافظة على أدائها تغسل الخطايا وتكفّر الذنوب، كما أنّها نور وهداية وحجة على صاحبها، وفي هذا المقال سيتمّ التعرف على حكم الصلاة في السيارة ولا سيّما الصلاة الواجبة، وسيتمّ التعرف على العديد من الأحكام المتعلقة بذلك.

هل يجوز الصلاة في السيارة

لا يجوز أداء الصلاة المكتوبة على حصان أو على الدّواب ونحوه؛ مثل السيارة والطائرة، وما في حكمها، إلا في ظروف معينة تتطلب ذلك، وذكر أصحاب هذا القول ما جاء في السنة، حيث قال الرسول -عليه السلام-: “أنَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُسَبِّحُ علَى الرَّاحِلَةِ قِبَلَ أَيِّ وَجْهٍ تَوَجَّهَ، وَيُوتِرُ عَلَيْهَا، غيرَ أنَّهُ لا يُصَلِّي عَلَيْهَا المَكْتُوبَةَ”،[1] وأما إذا خاف المسلم من تفويت الصلاة في الوقت المناسب، أو خشي توقف الرفقة إذا ترك دابته لأدائها، أو خاف على نفسه أو على ماله، في هذه الحالات، يجوز له على الحيوان أو في السيارة ونحوه، حتى لا تضيع صلاته، ويلزمه إعادة الصلاة عند بعض العلماء، وذهب آخرون إلى ذلك، أنّ الصّلاة لا تُعاد، وهذا هو الراجح، وإن كانت الإعادة أسلم، وكيفية صلاة الفريضة على حيوان قائم أو سيارة، تكون باستقبال المسلم القبلة، حيث يقوم ويركع ويسجد، والصلاة بهذه الطريقة كالصّلاة على الأرض.[2]

حكم اداء صلاة النافلة في السيارة

وبعد أن تمّ الإجابة عن سؤال: هل يجوز الصلاة في السيارة ، على أنها جائزة للضرورة ولا سيّما للفرائض، لا بدّ من بيان حكم صلاة النافلة في السيارة، حيث إنّ صلاة النافلة في السيارة مباحة بخلاف الصلاة الواجبة، كما قال بعض العلماء، حتى لو تمكن المسلم من النزول، ولا تشترط مواجهة القبلة، وأصحاب هذا القول استندوا على جابر بن عبدالله أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلم-: “كانَ يُصَلِّي التَّطَوُّعَ وهو رَاكِبٌ في غيرِ القِبْلَةِ”.[3][4]

حكم الصلاة في الطائرة والباخرة

يجوز الصلاة في الطائرة وفي الباخرة؛ لأنه من الواجب الشرعي القيام بذلك؛ ويكون ذلك إذا لم يستطع المسلم أن يأمر قبطان السفينة أو قبطان الطائرة بمنعه من النزول والصلاة؛ لذا، يجب أن يتم ذلك حتى لا يضيع وقت أداء الصلاة.[5]

حكم الصلاة بالحذاء

قد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه صلى بحذائه، وقد ثبت عن أنس بن مالك أنّه سُئل: “أَكَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُصَلِّي فِي نَعْلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ”،[6] ودعا الصحابة أن يفعلوا ذلك ضد اليهود، إلا أن عمل الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقضي بخلو حذائه من الشوائب الحسية، وقبول ذلك من حيث المبدأ، حيث كان مسجده -صلى الله عليه وسلم- مبنيًا من الحصاصير ونشارة النخيل؛ فيشترط في الحذاء الخلو التام من النجاسات؛ لأن ذلك مخالفًا لشروط الصلاة الصحيحة، ويقاس ذلك على طهارة الثوب، ولكن إذا نسي المصلي أن نعله نجس، ثم بدأ بالصلاة وهو في نعليه، وجب خلعه في حال تذكره مع العلم بوجوده.[7]

حكم صلاة الفريضة جالسا

وبعد أن تمّ بيان العديد من الأحكام المتعلقة بالصلاة كالإجابة على سؤال: هل يجوز الصلاة بالسيارة ؟ من الجدير بالذّكر أنّ العلماء أجمعوا على أن صلاة الفريضة لا تصح على المسلم إلا إذا صلاها قائمًا مع القدرة على ذلك لأن الوقوف ركن من أركانها، وعلى هذا الأساس من يجلس في صلاة الفريضة مع القدرة على القيام تكون صلاته باطلة، ولكن إذا كان مريضًا عاجزًا عن القيام، اتفق العلماء في هذه الحالة على جواز صلاته وهو جالس على ركبتيه وسجده إن أمكن، لأن رفع الحرج من أعظم مبادئ الشريعة الإسلامية، وقد قال الإمام النووي – رحمه الله – في هذا الموضوع: “أجمعت الأمة على الإذن بالجلوس في صلاة الفريضة دون الحاجة إلى إعادتها ، ولا ينقص أجر الجلوس من ثواب الخفة ؛ لأنه جلس لعذر”.[8]

إلى هنا نكون قد أجبنا في هذا المقال على سؤال: هل يجوز الصلاة بالسيارة ؟ كما بيّنا العديد من أحكام الصلاة المتعلقة بالفريضة والنافلة.