هل يجوز تهنئة الكفار باعيادهم

هل يجوز تهنئة الكفار باعيادهم
هل يجوز تهنئة الكفار بأعيادهم

هل يجوز تهنئة الكفار باعيادهم ، هو عنوان هذا المقال، ومعلومٌ أنَّ المجتمع به المسلم وبه الكافر وبه اليهودي وبه النصراني، ولكلٍّ منهما شعائره الخاصة، لكن هل يجوز في الشرع الحنيف تهنئةِ الكفارِ في أعيادِهم؟ وهل تباينت آراء أهل العلمِ في الحكمِ أم اتفقَ أهلُ العلمِ فيه؟ وما هي الأدلة الشرعية على ذلك؟ كلُّ هذه الأسئلة سيجد القارئ الإجابة عليها في هذا المقال.

هل يجوز تهنئة الكفار باعيادهم

تبيانت آراء أهلِ العلمِ في حكمِ تهنئةِ الكفارِ في أعيادهم، فذهب بعضهم إلى جوازِ ذلك، وذهب بعضهم الآخر إلى حرمة ذلك، وفي هذه الفقرة من هذا المقال سيتمُّ بيان أدلة كلِّ فريق، وفيما يأتي ذلك:

شاهد أيضًا: حكم تهنئة المسلمين لبعضهم برأس السنة الميلادية

المجيزين

إنَّ الشرع الحنيف حضَّ المسلمينَ على الإحسانِ إلى غيرِ المسلمينَ في حال عدم مبارزة المسلمينَ العداءَ والحربَ، وأنَّ معاملتهم إنَّما تكون بالعدل والإحسان إليهم، ومن هذا المنطلق فقد أجازَ بعضًا من أهلِ العلمِ تهنئةَ غيرِ المسلمينَ في أعيادهم، وفيما يأتي بعض الأدلة الشرعية:[1]

  • قال الله تعالى: {لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَم يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}.[2]
  • قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “ألا مَن ظلمَ مُعاهدًا، أوِ انتقصَهُ، أو كلَّفَهُ فوقَ طاقتِهِ، أو أخذَ منهُ شيئًا بغَيرِ طيبِ نفسٍ، فأَنا حَجيجُهُ يومَ القيامةِ”.[3]

شاهد أيضًا: ما هو حكم الاحتفال بالكريسماس ورأس السنة

غير المجيزين

إنَّ تهنئة غير المسلمين غير جائزٍ في الشريعة الإسلامية؛ إذ أنَّ هذه الأعياد من خصائص دينهم الباطلِ، وقد قال ابن القيم -رحمه الله: “وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق، مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم، فيقول: عيد مبارك عليك، أو تهنأ بهذا العيد ونحوه، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات، وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب، بل ذلك أعظم إثماً عند الله، وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الفرج الحرام ونحوه. وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك، ولا يدري قبح ما فعل، فمن هنأ عبداً بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه”.[3]

شاهد أيضًا: حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية للمسلمين

وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي يحمل عنوان هل يجوز تهنئة الكفار باعيادهم، وفيه تمَّ بيانُ أنَّ أقوال أهل العلم قد تباينت في ذلك، وقد تمَّ بيانَ أقوالهم في ذلك بشيءٍ من التفصيل.