هل يجوز دخول غير المسلمين المدينة

هل يجوز دخول غير المسلمين المدينة

هل يجوز دخول غير المسلمين المدينة هي من الأسئلة التي يطرحها المسلمون بشدة خاصة بعد الانفتاح الحالي ما بين الدول العربية والدول الأجنبية، وهل لو كان الإنسان يصطحب خادمه غير المسلم فإنّه يأخذ حكم القادم للتجارة أو لغير ذلك من الحاجة، وهل هناك فرق ما بين المرور والإقامة، وهل تأخذ مكة حكم المدينة في ذلك، كل هذه الأمور سيتم الوقوف معها في هذا المقال.

هل يجوز دخول غير المسلمين المدينة

لا يجوز دخول غير المسلمين إلى المدينة المنورة بقصد الإقامة فيها والسّكن، ولكن يجوز المرور فيها وذلك من أجل تبليغ رسالة أو إقامة تجارة أو غير ذلك كما رأى أكثر أهل العلم، وذكر أهل العلم أنّه لا يجوز تمكين الكافر من سكن أرض  الجزيرة العربية، واختلف أهل العلم في تحديد الجزيرة العربية ولكنّهم اتفقوا أجمعين أن المدينة من ضمنها، وقد ذكر في ذلك ابن قدامة رحمه الله: “ويجوز لهم دخول الحجاز للتجارة؛ لأن النصارى كانوا يتجرون إلى المدينة في زمن عمر رضي الله عنه وأتاه شيخ بالمدينة، فقال: أنا الشيخ النصراني، وإن عاملك عَشَّرَني -أي: أخذ مني العشر- مرتين، فقال عمر: وأنا الشيخ الحنيف، وكتب له عمر: أن لا يُعَشِّروا في السنة إلا مرة، ولا يؤذن لهم في الإقامة أكثر من ثلاثة أيام -على ما روي عن عمر رضي الله عنه- ثم ينتقل عنه، وقال القاضي: يقيم أربعة أيام حد ما يتم المسافر الصلاة”، والله تعالى هو أعلى وأعلم.[1]

شاهد أيضًا: متى فتحت المدينة المنورة

حكم المرور بمكة لغير المسلمين

ذهب جمهور الفقهاء من أهل العلم والمتخصصين إلى تحريم دخول الشخص الكافر إلى داخل حرم مكة المكرمة، ولو كان ذاك الرجل مجتازًا أو حتى مارًا، وقد ذهب الأحناف إلى جواز دخول أهل الذمة إلى حرم مكة، ولكن من غير إقامة، أمَّا المالكية فقد ذهبوا في رأيهم إلى أنّه يجوز مرور غير المسلم في الحرم المكي أو اجتيازه منه، وقد قال النووي رحمه الله: “يمنع كل كافر من دخوله، مقيمًا كان أو مارًا. هذا مذهبنا، ومذهب الجمهور”، وبذلك لا يخل الكافر مكة ولا يقترب منها ولو كان معه تجارة فالناس تخرج إليه والله أعلم[1]

شاهد أيضًا: دعاء دخول المدينة المنورة

آية تحريم دخول الكفار مكة

لقد أنزل الله الحكم الفصل في دخول الكافرين إلى مكة المكرمة في سورة التوبة حين قال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَٰذَا ۚ وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ إِن شَاءَ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}،[2] ومعنى قول الله جلّ في علاه لا تقربوا أي في ذلك نهي تام عن اقتراب المشركين الكافرين من دخول الحرم بكلّيته، وقد شدد أهل العلم في هذه المسألة وقالوا لو دخل مشرك إلى الحرم متخفيًا ومن ثم مات فإنّ قبره ينبش وعظامه تخرج، والله تعالى في ذلك كله هو أعلى وأعلم.[3]

شاهد أيضًا: الفرق بين حرم مكة وحرم المدينة

وبذلك نكون قد أنهينا الحديث عن مسألة هل يجوز دخول غير المسلمين المدينة وهل هناك فرق ما بين الذمي وغيره، وهل يختلف الحكم ما بين المرور والسكن، وهل يأخذ الحرم المكي حكم المدينة المنورة في الدخول والعبور.

المراجع

  1. ^ islamqa.info , هل يجوز دخول غير المسلم المدينة المنورة ؟ , 5-5-2021
  2. ^ سورة التوبة , الآية 28
  3. ^ islamweb.net , أحكام دخول الكفار لمكة والمدينة , 5-5-2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *