هل يجوز للمرأة قتل مغتصبها

هل يجوز للمرأة قتل مغتصبها

هل يجوز للمرأة قتل مغتصبها من القضايا المهمة والحسّاسة التي يجب أن نكون على علم ووعي بها، حتى إذا تعرّضت إي فتاة لا سمح الله لمثل هذا الموقف تكون على دراية بالحكم، وفي مقالنا التالي سوف نتعرّف على فيما هل يجوز للمرأة قتل مغتصبها، وما هو حكم المُغتَصَب المُكره، وحكم انتحار المُغتصبة.

هل يجوز للمرأة قتل مغتصبها

إذا تعرّضت المرأة للإغتصاب عليها أن تقاوم المغتصب، وتدفع الأذى عن نفسها، حتى لو أدى ذلك إلى قتل المغتصب والقضاء عليه، فهو جائز شرعًا، فإذا قُتل المعتدي فهو في النار، وإذا قُتل المظلوم فهو شهيد، وإذا  وقد ثبت أن المدافع عن عرضه حتى الموت فهو في مقام الشهداء، ولو أنها قاومت واستفرغت حهدها في المقاومة ثم نال منها المغتصب، لا إثم عليها لأنها تكون قد أكرهت على هذا الفعل، وقد رفع الله تعالى عن أُمته ما استكرهوا عليه، وقال الدكتور الأستاذ عبدالفتاح إدريس: بوسع المرأة أن تدافع عن نفسها بقدر استطاعتها، حتى لو أنشبت أظافرها في وجه المغتصب، وحتى لو فقأت عينيّ المغتصب، أ, نحو ذلك من أساليب القتال، وإذا قُتلت وهي تدافع عن نفسها وعن عِرضها فهي شهيدة، قال الرسول صلى الله عليه: (من قُتِل دونَ دينِه فهو شهيدٌ ومن قتل دون دمِه فهو شهيدٌ ومن قُتِل دونَ مالِه فهو شهيدٌ ومن قُتِل دونَ أهلِه فهو شهيدٌ)[1].[2]

شاهد أيضًا: حكم الاغتصاب الزوجي

ما هو حكم المُغتَصَب المُكره

المُغتَصَب المُكره الذي عجز عن الدفاع عن نفسه لضعفه أو لصغر سنه أو غير ذلك، معذور ولا إثم عليه، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (إنَّ اللهَ تجاوزَ عَن أمَّتي الخطأَ والنِّسيانِ وما استُكرِهوا علَيهِ)[3]، وهو مظلوم مُبتلى وينتظر الأجر والثواب من الله تعالى رب العالمين، كما أن الظالم ينتظر العذاب والعقوبة من ربه، فدعوة المظلوم لا تردّ وليس بينها وبين الله تعالى حجاب، وأما تمكين المغتصب من النفس فهو أمر محرّم شرعًا، فالشخص يقاوم ما استطاع لذلك سبيلا، وأما إذا ترك الدفاع عن النفس، فهذا يعدّ نوع من التمكين المُحرّم.[4]

شاهد أيضًا: اهمية مادة الدفاع عن النفس في المدارس السعودية

حكم انتحار المُغتصبة

الإنتحار حرام شرعًا، لقول الله تعالى في تحريم قتل النفس: {ولا تَقْتُلوا أَنفسَكم إنَّ اللهَ كانَ بكمْ رحيماً}[5]، والإنتحار من أكبر الكبائر بعد الشرك بالله تعالى، ويقع على فاعله وزرٌ عظيم، وأعظم من وزر الذي يقتل نفسه بغير الحق، وقال الفقهاء: المُنتحر لا يُغسّل، ولا يُصلّى عليه، وقيل لا تُقبل توتبته تغليظًا عليه حتى لا يقع في هذا الإثم العظيم، وتدل بعض الأحاديث على خلود المنتحر في النار، وأما إذا انتحرت المسلمة لتعرّضها للإغتصاب فقد قامت بفعل محرّم، فالمفسدة المترتبة على الإنتحار تكون متحققة، ولكن مفسدة الأغتصاب كحدوث الحمل، هو أخف من قتل النفس التي حرّم الله تعالى، فتحمل المفسدة الثانية من مفاسد الإغتصاب أهون وأخف ضررًا من قتل النفس، لأن المحافظة على النفس ضرورة من الضرورات الخمس، بينما المحافظة على العرض  وما دون النفس من الحاجيات، لذا لا يجوز للمرأة أن تقتل نفسها إذا أُغتصبت.[6]

شاهد أيضًا: عقوبة الإتحار شرعا والصلاة على المنتحر

وفي نهاية المقال نكون قد تعرّفنا فيما هل يجوز للمرأة قتل مغتصبها، وهو من الأمور الجائزة إذا قُتل المُغتصب من من مغتصبه وذلك دفاعًا عن العِرض، وما هو حكم المُغتصب المُكره، وما هو حكم انتحار المغتصبة، وهو من الأمور الغير جائزة شرعًا، بل هو من الأمور المحرّمة، لأن المحافظة على النفس من الضروريات، وأما ما دون النفس فهو من الحاجيات.

المراجع

  1. ^ إرواء الغليل , سعيد بن زيد، الألباني، إرواء الغليل، 708، صحيح 
  2. ^ islamonline.net , انتحار المغتصبة اقرأ المزيد في إسلام أون لاين : https://fiqh.islamonline.net/%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%AD%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%BA%D8%AA%D8%B5%D8%A8%D8%A9/ , 10/01/2022
  3. ^ صحيح ابن ماجة , أبو ذر الغفاري، الألباني، صحيح ابن ماجه، 1675، صحيح
  4. ^ islamqa.info , هل له قتل من اغتصبه ؟ , 10/01/2022
  5. ^ النساء , 29
  6. ^ islamonline.net , انتحار المغتصبة اقرأ المزيد في إسلام أون لاين : https://fiqh.islamonline.net/%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%AD%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%BA%D8%AA%D8%B5%D8%A8%D8%A9/ , 10/01/2022

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *