حكم الانتحار في الاسلام وعقوبة المنتحر في الآخرة

حكم الانتحار في الاسلام من أكثر الأحكام صعوبة في تحديد مصيرها ومصير المنتحر في الآخرة، فهل كان المنتحر مخططًا لذلك الفعل أم إنه مريضًا نفسيًا وقد فقد صوابه؟! هذا ما سوف نتعرف عليه في هذا المقال عندما نتحدث عن حكم الانتحار في الإسلام بالتفصيل.

حكم الانتحار في الاسلام

يعتبر الانتحار (كبيرة من الكبائر) واجتمع العلماء على ذلك، كما ذكر في كتاب الله العزيز من دلائل على ذلك، وأيضًا في سنة نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ملك الله روح الإنسان له وليس للإنسان إذن التصرف والخلاص منها وقت ما يشاء واستعجال إنهائها.

وحرم الله قتل النفس بغير حق كما قال الله تعالى في القرآن الكريم: “وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً * وَمَن يَفْعَلْ ذلِكَ عُدْواناً وَظُلْماً فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَاراً وَكَانَ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً”.

فقد فسر المفسرين أن المنتحر أي القاتل لنفسه على إنه فاسق وظالم لنفسه، كما قال جندب بن عبد الله رضى الله عنه: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): “كان فيمن قبلَكم رجلٌ به جُرْحٌ فجزِعَ. فأخذ سِكِّينًا فجزَّ بها يدَهُ، فما رقَأَ الدمُ حتى مات، فقال اللهُ: بادَرَني عبدِي بنفْسِهِ، فحرَّمْتُ عليه الجنةَ”. رواه البخاري.

وتأتي الخطيئة هنا بعدم صبر صاحب البلاء على القدر وعدم توجهه إلى الدعاء والتضرع لله طالبا السند والمساعدة منه وحده، كما قال ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: “مَن تَرَدَّى مِن جَبَلٍ فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَهو في نَارِ جَهَنَّمَ يَتَرَدَّى فيه خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا، وَمَن تَحَسَّى سُمًّا فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَسُمُّهُ في يَدِهِ يَتَحَسَّاهُ في نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا، وَمَن قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ، فَحَدِيدَتُهُ في يَدِهِ يَجَأُ بِهَا في بَطْنِهِ في نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا”.
وتفسير ذلك الحديث باختصار أن من انتحر بأداة سينتحر بذات الأداة في نار جهنم، كما أن جميع الوسائل حرمت كونها بإلقاء النفس أو الحرق والغرق.

معنى الانتحار

الانتحار في اللغة العربية يعني إيذاء الإنسان لنفسه عن تعمد حتى الموت، ويكون الانتحار بطرق شتى بنفس الغرض وهو إنهاء الحياة.

كلمة انتحار تأتي من كلمة النحر وهو القتل بوسيلة ما لإهلاك الذات، يأتي الانتحار أيضًا بمعاني مختلفة؛ فيأتي بإتلاف عضو من أعضاء الجسد أو إفساده وأحيانًا تناول بعض الأشياء المؤذية للروح كالسم وتناول المسكرات والمخدرات.[1]

شاهد أيضًا: حكم من يعمل عمل ذي الوجهين

حكم الصلاة على المنتحر

حكم الانتحار في الإسلام كما ذكرنا من أشد الأحكام حيث أن الانتحار من الكبائر شديدة العذاب، ولكن ما حكم الصلاة على المنتحر كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم؟.

قيل أن رسول الله رفض أن يصلي على المنتحر وقد روى ابن داود عن جابر بن سمره؛ مرض رجل فصيح إليه فجاء جاره إلى رسول الله قال له: ” أنه قد مات، قال: “وما يدريك؟” قال: أنا رأيته قال إنه قد مات فقال النبي: “أنه لم يمت” قال فرجع، فصيح عليه، فجاء إلى رسول الله فقال: أنه قد مات فقال النبي: “أنه لم يمت” فرجع فصيح عليه فقالت أمراته: انطلق إلى رسول الله فأخبره، فقال الرجل: “اللهم العزة” قال ثم انطلق الرجل فرآه قد نحر نفسه بمشاق معه فانطلق إلى النبي فأخبره أنه قد مات، فقال: ما يدريك قال: رأيته ينحر نفسه بمقص معه، فقال “أنت رأيته؟ قال: نعم، قال: إذا لا أصلي عليه.

عقوبة المنتحر في الأخرة

أشارت الأحاديث النبوية والآيات القرآنية أن حكم الانتحار في الإسلام من أحكام الكبائر، وإليك عقوبة المنتحر في الآخرة:

• خالد في نار جهنم لا يخفف عنه العذاب.
• يعذب بذات الأداة التي قتل بها نفسه وأرهق بها روح خلقها الله.
• فإذا قتل نفسه بحديدة ستغرس في بطنه وهو في النار، ومن أخذ سماً سيكون شرابه في نار جهنم.[2]

شاهد أيضًا: حكم الاحتفال في عيد الحب وقصته كاملة

لماذا يعذب الله المنتحر

نهى الإسلام عن إيذاء النفس البشرية بشتى الطرق المجهدة  وحتى إذا كانت يسيرة بسيطة على الروح، حرم الانتحار كما حرم القتل ووضع له موانع وضوابط، كذلك وضع الله ضوابط تحرم الانتحار؛ لأنه يرهق النفس ويعرضها للمشقة وحيث ذلك لا يتم السلام والأمان بالمجتمع.

انتشر الانتحار في الفترة الأخيرة بين الناس لعدة ظروف اقتصادية واجتماعية وأمراض نفسية وأصبح ظاهرة سلبية، لذلك أصبح من الضروري ذكر حكم الانتحار في الاسلام وما سيحدث للمنتحر في الأخرة وذلك من خلال آيات من القرآن وذكر الأحاديث النبوية.