هل يشعر الميت بالوقت

هل يشعر الميت بالوقت

هل يشعر الميت بالوقت ؟ من الأسئلة الشائعة التي تثير فضول بعض المسلمين، وفي هذا المقال سيتمُّ الإجابة على هذا السؤال المطروح، ثمَّ سيتمُّ ذكر قصةٍ تبيِّن مدى شعورُ الميِّت بالوقتِ، كما سيتمُّ الإجابة على سؤال هل يعذب الميِّت في قبره، وبيان الأدلة الشرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.

هل يشعر الميت بالوقت

نعم إنَّ الميت يشعرُ بالوقتِ لكن لا يشعرُ بالوقتِ على حقيقته، بل إنَّ الوقت يمرُّ عليه أسرع مما يمرُّ على الأحياء، وهذا ما دلت عليه النصوص القرآنية، حيث قال تعالى: {كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا}،[1] وقوله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلا سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ}.[2][3]

شاهد أيضًا: هل الميت يرى أهله في الدنيا ومتى يراهم ومتى يحجب عنهم

قصة عن شعور الميت بالوقت

ومما يدلُّ على أنَّ الميتَ يشعرُ بالوقتِ اليسير، قصة الرجلِ الذي أماته الله -عزَّ وجلَّ- مئةَ عامٍ ثم بعثه من جديد، وسأله كم لبثت، فأجاب بأنَّه لبث يومًا أو بعض يومٍ، وهذه القصة مذكورة في القرآن الكريم، وبالتحديد في الآية التي تحمل رقم مئتا وتسعةق وخمسون من سورة البقرة.

شاهد أيضًا: هل الأموات يتزاورون

هل يعذب الميت في قبره

إنَّ المتفق عليه عند أهل السنة والجماعة أنَّ الميِّت يعذب في قبره إن كان مستحقًا للعذاب، وينعَّم في قبره إن كان من أهل الصلاح والتقوى، وقد استدلوا على ذلك بعددٍ من الأدلة الشرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية، وفيما يأتي ذكرها:[4]

شاهد أيضًا: هل الميت يشعر بمن يبكي عليه

الأدلة من القرآن الكريم

  • ما قاله الله -عزَّ وجلَّ- في أخبار آل فرعون، حيث قال تعالى: {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ}،[5] فهي آية واضحة تدلُّ على أنَّ آل فرعون يعرضون على النار ويعذبون فيها رغم موتهم.
  • قوله تعالى: {وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ}،[6] والبرزخ هو الحياة الفاصلة بين الحياة الدنيا وبين الآخرة.

شاهد أيضًا: هل الميت يحس عند الغسل

الأدلة من السنة النبوية المطهرة

  • لقد ورد عن النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- أنَّ استعاذ من عذاب القبر، فلو كان عذاب القبرِ غيرَ موجودٍ لكان استعاذة النبيِّ منه عبثًا، وحاشى أن يتفوه رسول الله بالعبثِ، إذ كلَّ ما ينطقه إنمَّه هو وحيٌ يوحى.
  • ورد في فضل سورة الملكِ أنَّها تنجي من عذاب القبر.
  • ورد عن النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- أنَّه قال: عن صاحب قبرين: “يُعَذَّبَانِ، وما يُعَذَّبَانِ في كَبِيرٍ ثُمَّ قالَ: بَلَى، كانَ أحَدُهُما لا يَسْتَتِرُ مِن بَوْلِهِ، وكانَ الآخَرُ يَمْشِي بالنَّمِيمَةِ”.[7]

شاهد أيضًا: السورة المنجية من عذاب القبر

تنبيه: هناك عددٌ من الطوائف غير المعتبرة عند أهل السنة والجماعة ذهبوا إلى إنكار عذاب القبر حيث قالوا بعدم وجوده.

وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي يحمل عنوان هل يشعر الميت بالوقت، حيث تمَّت فيه الإجابة على هذا السؤال، كما تمَّ ذكر قصةٍ عن شعورِ الميتِ بالوقتِ اليسير، ثمَّ تمَّت الإجابة على سؤال هل يعذب الميتِّت في قبره مع ذكر الأدلة الشرعية من نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية.

المراجع

  1. ^ النازعات: 46
  2. ^ يونس: 45
  3. ^ islamqa.info , عدم شعور الميت بمرور الزمن لا يعني انتفاء عذاب القبر ونعيمه . , 1/8/2021
  4. ^ islamqa.info , عذاب القبر ونعيمه حق يقع على الروح والجسد معاً , 1/8/2021
  5. ^ غافر: 46
  6. ^ المؤمنون: 100
  7. ^ صحيح البخاري، البخاري، عبد الله بن عباس، 216، حديث صحيح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *