يدرس علم الآثار عمليات الأرض صح أم خطأ

يدرس علم الآثار عمليات الأرض صح أم خطأ حيث أن الآثار هي نتاج الحضارات الإنسانية السابقة لنا وما تركته من شواهد ودلائل توضح إنجازاتهم المتعددة التي دونوها على جدران المعابد والكهوف وغيرها، ويختص علم الآثار دون غيره بدراسة البقايا التي خلفها وجود الإنسان في العصور القديمة.

يدرس علم الآثار عمليات الأرض

الإجابة أن العبارة خاطئة؛ لأن علم الآثار يدرس كل ما له قيمة حضارية أو مادية في الحضارات القديمة، بينما العلم الذي يختص بدراسة عمليات الأرض وما حدث بها من تغيرات أو تكوينات هو علم الجيولوجيا، كذلك فإن علم الجغرافيا يهتم بدراسة مظاهر السطح والأرض.

ولكن تختلف تخصصات علم الآثار عن ذلك فهي تهتم بدراسة مخلفات القدماء من تراث مادي وذلك منذ الحضارة الفرعونية القديمة حتى الحضارة الإسلامية، ومن هذه الآثار الأدوات التي تركها الإنسان المصري القديم والمعابد والأهرامات وغيرها من المباني التي تدل على التقدم الهندسي للحضارات القديمة.

وأيضًا ما تركه القدماء من تماثيل وقطع فنية فريدة، كما يهتم علم الآثار بدراسة تطور البشرية في القدم، وكيف تمكن الإنسان القديم من إدارة شؤون حياته في العديد من الأوجه، فقد ساهم علم الآثار في وضع تصور لحياة الإنسان في هذه الحضارات من عادات يومية وحتى الأدوات والمنتجات وأنواع الأطعمة التي كانوا يأكلونها.

إلى جانب مناسباتهم واحتفالاتهم واكتشافاتهم العلمية وغيرها من التفاصيل الهامة، وأطلق على علم الآثار قديمًا اسم علم العاديات نسبة إلى قوم عاد الهالكون، ربما للدلالة على اهتمامه بدراسة كل ما هو قديم وما تبقى عنه من آثار بالرغم من زوال القوم أنفسهم أصحاب هذه الآثار والتراث الإنساني المتميز.

أهمية علم الآثار

يتمتع علم الآثار بأهمية كبيرة نظرًا للآتي:

• يعمل على الربط بين الماضي والمستقبل، فالذي بلا ماضي لا يكون له مستقبل، ولا يمكن فصلهما عن بعضهما البعض ولكن يُكمل أحدهما الآخر للمزيد من التقدم للأجيال القادمة.
• تُعد الآثار من أهم مصادر الدخل القومي لأي دولة، كما تعزز من وجود فرص العمل ورفع مستوى المعيشة للأفراد الذين يعملون في القطاع السياحي.
• تعزيز المشهد الحضاري للدولة من خلال جذب السياح لمشاهدة الآثار التي تدل على التقدم الحضاري والإنساني وبالتالي توطيد العلاقات بين الدول.
• تُعتبر الآثار من أهم عناصر التراث الحضاري للأمة لذلك يجب حمايتها من التعرض للنهب والسرقة والتخريب ووضع القوانين التي تُجرم ذلك.
• التعرف على شكل الإنسان المصري القديم، ولعل من أهم المفارقات أن القدماء كانوا طوال القامة وهو ما ميزهم عن الإنسان في العصر الحالي.
• الاستفادة من الهندسة المعمارية التي اتبعها القدماء والتعرف على أسرارها للسير على نهجها، والجدير بالذكر أن هناك بعض الألغاز المعمارية التي تُعتبر محل دراسة إلى الآن.
• معرفة السوك البشري في مجالات الحياة المختلفة، ومنها التجميل فقد اهتمت المرأة القديمة بصنع منتجات التجميل من المواد الطبيعية والتي أكسبتها جمالًا من نوع خاص، كذلك التميز في صناعة العطور، كما توصل القدماء لاستخدام الأعشاب في علاج بعض الأمراض.

شاهد أيضًا: ماذا نستفيد من التاريخ

أنواع الدلائل الأثرية

هناك العديد من أنواع الدلائل الأثرية وتتمثل فيما يلي:

• الآثار المنقولة: وهي التي يمكن ننقلها من منطقة إلى أخرى، وتشمل ناتج ما عثرنا عليه من أدوات ومنتجات الزينة والأواني المستخدمة للطعام والشراب حتى الألواح الطينية.
• والآثار الثابتة: وهي الشيء الثابت الذي لا يمكن نقله من مكانه وتتضمن منازل القدماء ومقابرهم، والمعابد والقنوات التي ظلت ثابتة في نفس المكان.
• الآثار الطبيعية: وهي التي نجدها بشكل طبيعي وليست نتاج صنع الإنسان، ونذكر منها البذور وعظام الحيوانات وغيرها من الآثار الطبيعية.[1]

نشأة علم الآثار

كانت بداية ظهور علم الآثار في دولة الولايات المتحدة باعتباره فرع من أفرع علم الإنسان، فقد كان علم الإنسان علماَ شاملًا يتضمن كل ما يتعلق بالإنسان من تاريخ وآثار، وشكل علم الآثار في بدايته نموذج لفهم الحضارات الإنسانية المادية من خلال ما تبقى منها بصرف النظر عن التاريخ، فقد تم اكتشاف بعض المخطوطات التي فُقدت في بريطانيا منذ العصور الوسطى، كما عُثر على بعض الآثار في نيويورك ومنها مقبرة ترجع للقرن 18، وأطلق عليها المقبرة السوداء

أسس علم الآثار

يعتمد علم الآثار على 2 من القواعد الرئيسية التي لا يمكن الاستغناء عنهما، وهما كالتالي:

المنهج العلمي الميداني: والذي يعتمد على التنقيب على الآثار وإخراجها من مناطق العثور عليها واستنباط المعلومات الخاصة بها، وعمل صيانة لهذه الآثار، وعرضها بالشكل الملائم بالمتاحف، كما يتضمن وضع الفروض والأسئلة التي يُلقيها العلماء المتخصصون في الآثار.

وأيضًا الاعتماد على الأدلة والبراهين لتحديد الموقع المثالي للحفر من خلال أحدث التقنيات العلمية في علم الآثار، ولعل أهم جزء في هذا المنهج هو عملية التنقيب التي تُعتبر الأساس في البحث الأثري لتحليل طريقة حياة القدماء.

المنهج الأكاديمي والنظري: وهو يهتم بالدراسة والتحليل لكل قطعة يتم العثور عليها من الآثار للتعرف على نوعية الحياة في الحضارات القديمة عبر استخدام الطرق البحثية والأكاديمية للحصول على المزيد من التفاصيل عن الأثر محل الدراسة.

إلى جانب تطور الحياة الإنسانية في هذا الوقت والأنشطة التي كان يقوم بها الإنسان القديم وكيفية تفاعله مع البيئة من حوله، أما الآن يتضمن علم الآثار الجانب الأكاديمي والتطبيقي للحضارة الإنسانية من خلال دراسة ما تبقى من آثار تنم عن الممارسات الإنسانية في وقت معين.

شاهد أيضًا: من أبرز المؤلفات التاريخية لابن الأثير كتاب الكامل

تطور علم الآثار

كان لتطور علم الآثار في القرن 20 وما تلاه أثرًا واضحًا على المساعدة على اكتشاف العديد من الحفريات ومنها، الحفائر التي تم اكتشافها في باكستان والتي دلت على وجود حضارة أطلق عليها اسم اندوس تعود للعصور قبل التاريخية.

وأيضًا ما أسفرت عنه من نتائج في مدينة آن يانغ الصينية تدل على وجود حضارة صينية في العصور ما قبل التاريخية، إلى جانب الكشف عن بقايا لوجود بشري قديم لما يزيد عن 2 مليون عام في تنزانيا، بالإضافة للعديد من الاكتشافات في الولايات المتحدة والتي كان لعلم الآثار أثرًا كبيرًا في اكتشافها.

من هم علماء الآثار

علماء الآثار هم الأشخاص المتخصصون في دراسة علم الآثار، ويهتمون بدراسة جميع الدلائل والعلامات التي تُشير إلى وجود حياة قيمة في مكان ما، وليس الحضارات القديمة فقط بل الحضارات المعاصرة أيضًا، ويعتمد علماء الآثار في دراستهم بالمدن القديمة وما تبقى بها من آثار قليلة ولكنها تدل على ملامح معيشة الإنسان في هذا الأوان.

ويهتم علماء الآثار بالتعرف على أماكن المواقع الأثرية محل الدراسة، وقد تكون هذه المواقع أسفل الأرض أو فوق الأرض عبر استخدام التقنيات الحديثة التي تساعدهم على ذلك، مما يُسهل عليهم أبحاثهم ودراستهم للتوصل إلى نتائج صحيحة في النهاية.

أهم الآثار القديمة

تعكس الآثار التقدم الحضاري للعديد من الأمم، والدليل على ذلك الآثار المصرية التي توضح مدى تطور الإنسان في هذا الوقت، وهناك مجموعة متميزة من الآثار القديمة ومن أهمها:

• أهرامات الجيزة وأبو الهول.
• سور الصين العظيم.
• حدائق بابل المعلقة.
• تاج محل بالهند.
• البتراء في الأردن.[2]

وفي النهاية نكون قد عرفنا أنه لا يدرس علم الآثار عمليات الأرض وما بها بل أنه يقوم بدراسة كل ما له قيمة حضارية كما تحدثنا عن علم الآثار وما يختص بدراسته، كما تعرفنا على تعريفه وأهميته، ووضحنا المقصود بعلماء الآثار وأنواع الدلائل التي يستخدمها العلماء في علم الآثار والأسس التي يرتكز عليها، وأهم الآثار التي ما زالت باقية حتى اليوم.