يستحب الإيمان بالملائكة، وأن لهم وظائف متعددة

يستحب الإيمان بالملائكة، وأن لهم وظائف متعددة ، هو عنوان هذا المقال، ومعلومٌ أنَّ الملائكة مخلوقاتٌ من مخلوقاتِ الله -عزَّ وجلَّ- لكن ما حكمُ الإيمانِ بهم؟ هل هو مستحبٌ؟ وكيف يُمكن للمسلمِ تحقيقِ الإيمانِ بهم؟ وما هي الوظائفِ الموكلةِ إليهم؟ كلُّ هذه الأسئلة سيتمُّ الإجابة عليها في هذا المقال.

يستحب الإيمان بالملائكة، وأن لهم وظائف متعددة

إنَّ الإيمان بالملائحة لا يعدُّ أمرًا مستحبًا، بل هو واجبٌ من الواجباتِ، وركنٌ من أركانِ الإيمانِ، وبناءً على ذلك فإنَّ العبارة الوارد في العنوانِ تعدُّ عبارةً خاطئةً، والدليل على ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “فأخْبِرْنِي عَنِ الإيمانِ، قالَ: أنْ تُؤْمِنَ باللَّهِ، ومَلائِكَتِهِ، وكُتُبِهِ، ورُسُلِهِ، والْيَومِ الآخِرِ، وتُؤْمِنَ بالقَدَرِ خَيْرِهِ وشَرِّهِ، قالَ: صَدَقْتَ”.[1]

شاهد أيضًا: حط حكم التسمية بأسماء الملائكة والأنبياء

كيفية الإيمان بالملائكة

يكون الإيمانُ بالملائكة بالاعتقاد الجازم بوجودهم، والتصديق التامِّ بما جاءت به النصوص الصريحة من القرآنِ الكريم أو السنة النبوية، في شأنهم، وصفاتهم والوظائف والأعمال الموكلون بها، وكل هذه الأعمال التي يقومون بها إنما هي طاعة لله تعالى، وبناء على ذلك فإن الإيمان بالملائكة يتحقق بعدد من الأمور، وفي هذه الفقرة من مقال يستحب الإيمان بالملائكة، وأن لهم وظائف متعددة، وفيما يأتي ذلك:[2]

• أن يتم التصديق بوجودهم، وبطبيعة المادة التي خُلقوا منها.
• أن يتمَّ التصديق الجازم بجميع النصوص التي جاءت بشأنهم وبيَّنت خلقهم وصفاتهم.
• أن يتمَّ التصديقَ بجميع الملائكة التي علَّمنا الله أسماءهم سواء في كتابه الكريم أو في سنة نبيَّه، على وجه الخصوص، والإيمان بجميع الملائكة إجمالًا.
• أن يتمَّ التصديق الجازم بالوظائف التي كلفهم الله -عزَّ وجلَّ- بها، والأيمان بأنَّهم قاموا بها على أكمل وجهٍ.
• أن يتمَّ الاعتقاد بأنَّهم مخلوقوقات من مخلوقات الله -عزَّ وجلَّ- وليس لهم من خصاصئ الألوهيةِ شيءٌ، ولا يجوز عبادتهم أبدًا.
• أن يتمَّ الكفر بكلِّ من عبدهم، والبراءةَ من عبَّادهم، وكذلك البراءة من كلِّ من أنكر وجودهم.
• أن يتمَّ الاعتقاد الجازم والتصديق التامِّ بمكانتهم عن الله، وما لهم من كرامةٍ عنده.
• أن يتمَّ تنزيههم مما زعم به المشركون من أنَّ الملائكة إناث، وأنَّهم بنات الله، تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا.

شاهد أيضًا: عدد الملائكة في غزوة بدر

ما هي وظائف الملائكة

لقد أوكلَ الله -عزَّ وجلَّ- لملائكتهِ بعضًا من الوظائفِ، وفي هذه الفقرة من مقال يستحب الإيمان بالملائكة، وأن لهم وظائف متعددة، سيتمُّ ذكر بعض هذه الوظائفِ، مع ذكر الدليل الشرعي، وفيما يأتي ذلك:[3]

• وظيفةِ الوحي: وكَّل الله -عزَّ وجلَّ- جبريل عليه السلامَ بهذه المهمة، ودليل ذلك قول اله تعالى: {قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ}.[4]
• وظيفةُ تصريف السحاب والمطر: وهذه الوظيفَ موكلة لميكائل، ودليل ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “الرعدُ ملَكٌ من الملائكةِ مُوكَّلٌ بالسَّحابِ بيدَيه أو في يدِه مِخراقٌ من نارٍ يزجرُ به السحابَ والصوتُ الذي يُسمعُ منه زَجْرُهُ السَّحابَ إذا زجَرَه حتى ينتهيَ إلى حيث أمرَه”.[5]
• وظيفةُ قبض الأرواح: وهذه موكلة إلى ملكِ الموتِ وأعوانه، ودليل ذلك قل الله تعالى: {قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ}.[6]
• وظيفةُ حفظ العباد: حيث وكَّل الله بعضًا من ملائكته لحفظ عباده في حلِّه وارتحاله، وفي نومه ويقظته وفي كلِّ حالاته، ودليل ذلك قول الله تعالى: {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّه}.[7]
• وظيفةِ كتابه أعمال العباد: فهولاء يكتبون أعمالَ البشرِ سواء أكانت خيرًا أم شرًا، ودليل ذلك قول الله تعالى: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}.[8]
• وظيفةِ سؤال الميت في قبره: ودليل ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “إذا قبرَ الميِّتُ – أو قالَ أحدُكم – أتاهُ ملَكانِ أسودانِ أزرَقانِ يقالُ لأحدِهما المنْكَرُ والآخرِ النَّكيرُ”.[9]

شاهد أيضًا: هل ابليس من الملائكة

وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي يحمل عنوان يستحب الإيمان بالملائكة، وأن لهم وظائف متعددة ، وفيه تمَّ بيان خطأ هذه العبارة، وأنَّ الإيمانَ بالملائكةِ ركنٌ من أركانِ الإيمانِ، كما تمَّ بيان كيفية تحقيق الإيمانِ بهم، والوظائف الموكلة إليهم، مع الدليل الشرعي.