ماهي عاصمة تركيا

ماهي عاصمة تركيا ؟ هذه الدولة العريقة والساحبة بين قارتي آسيا وأوروبا عبر مضيقيّ البوسفور، والدردنيل وبحر مرمرة ، والتي حملت اسمها نسبةً إلى مؤسسها، وصانع نهضتها الحديثة عام 1923 م، كمال أتاتورك (أب تركيا)، بعد انهيار الدولة العثمانية. كما وتتميز بإطلالتها على ثلاثة بحار هي: البحر الأبيض المتوسط، وبحر إيجة، والبحر الأسود. كذلك وتقدر مساحة تركيا بنحو 783.562 كيلو مترًا مربعًا. بينما يقدر عدد سكان تركيا بحوالي 80.274.604 مليون نسمة.

ماهي عاصمة تركيا

عاصمة تركيا الحالية هي مدينة أنقرة، التي تعد بعد إسطنبول، ثاني أكبر مدينة تركية. كما وتعدّ أنقرة مركز التجارة، والسياسة، والصناعة، والاستثمارات، والأعمال، في تركيا. [1]

شاهد أيضًا: عدد سكان تركيا 2021

موقع أنقرة عاصمة تركيا

إن من يتتبع خريطة تركيا، لمعرفة موقع أنقرة التي ماهي إلا عاصمة تركيا، يجد أنها من المدن الداخلية، كونها تتوسط تركيا، حيث تقع على الحافة الشرقية لهضبة الأناضول. بذلك تشكل عقدة مواصلات، تربط الأقاليم والمدن التركية مع بعضها البعض. وتحديدًا بين فرعيّ نهريّ كيزيليرماك وسكاريا. كما ويجاورها من جهتها الغربية مقاطعات أسكي شهير، ومن جهتها الشمالية كانكيري، وبولو، ومن جهتها الشرقية، كيركالي وقرشهير. في حين تحدها من جهة الجنوب مدينتيّ قونية، وأكساراي. [1] [2]

أصل تسمية أنقرة

تسمّت أنقرة التي هي عاصمة تركيا بهذا الاسم، على عدة مراحل من تاريخها، حيث تغيّر الاسم في ثلاث فترات على الشكل التالي: [1] [2]

• الفترة الأولى: كانت تعرف باللغة اليونانية باسم أنقورا، والتي معناها مرساة السفينة، وتعود هذه التسمية إلى إحدى الأساطير الإغريقية، المحفوظة في مخطوطةٍ، في متحف الأناضول.
• الفترة الثانية: عرفت في العالم الغربي، باسم أنجريا وأنقريا.
• والفترة الثالثة: بعد وصول الأتراك إلى أراضي الأناضول، أسموها أنجورو، أو أنجوريا.
• أما الفترة الرابعة: فعرفت بأنقرة، في القرن السادس عشر، في زمن الدولة العثمانية.

نبذة تاريخية عن أنقرة

أنقرة هي عاصمة تركيا، وقد تأسست في العصور الغابرة، كما أن أول استيطان بشري فيها يعود إلى فترة العصر الحجري والبرونزي، وسكنها الحثّيون عام 2000 قبل الميلاد، وأطلقوا عليها اسم (أنكواش)، وفي القرن العاشر قبل الميلاد، حكمها الفريجيون، ثمّ توالى على حكمها الليديون، والفرس، والمقدونيون، وبعدهم الغلاطيون الذين جعلوها عاصمةً رسميّة لأول مرة في تاريخها، وغيّروا اسمها إلى (أنكيرا) التي تعني المرساة. كذلك وقد سقطت في يد إسكندر المقدوني في عام 333 قبل الميلاد. ولم تسلم من هجمات العرب والبربر والفرس. وعندما احتلها الرومان، في عهد أغسطس قيصر، الذي ضمّها إلى الإمبراطورية الرومانية، في عام 25 قبل الميلاد، زادت أهميتها وأصبحت بالإضافة إلى أنها العاصمة، تحوّلت إلى مركزٍ تجاريٍّ، وفنيٍّ، وثقافيٍّ بارزٍ. بينما خضعت أنقرة لحكم السلاجقة الأتراك، في عام 1073 م، لتسقط مجددًا في عام 1101 م تحت حكم الإمبراطورية البيزنطية على يد القائد ريمون تولوز، الذي لم يتمكن من الحفاظ على المدينة، لتكون أنقرة محط صراع بين البيزنطيين والسلاجقة الأتراك لأعوام حتى عام 1143 م، حيث استقر بها المطاف في يد السلاجقة، الذين تناحر أمراؤهم وتنافسوا فيما بينهم على حكمها. ومع بداية عهد الدولة العثمانية، في عام 1354 م، قام السلطان أورخان باحتلال أنقرة، في عام 1360 م، وأتبعها بالدولة العثمانية. وفي عام 1403 م، أصبحت المدينة مركزًا تجاريًا بارزًا، بسبب موقعها الاستراتيجي الهام، على طريق القوافل التجارية القادمة من وإلى الشرق فيما يعرف بطريق الحرير. [1] [2]

تاريخ أنقرة الحديث

يبدأ تاريخ أنقرة الحديث التي هي عاصمة تركيا، بعد الحرب العالمية الأولى، حين اتخذها الزعيم التركي مصطفى كمال أتاتورك، لتكون منطلقًا لحركة المقاومة الشعبية، التي انتفضت في وجه السلطان العثماني وسياساته، وأمام الاجتياح اليوناني للمنطقة. كما أنه في عام 1919 م، جعلها أتاتورك مقرًا له. بينما اختيرت لتكون عاصمة دولة تركيا الحديثة، بتاريخ 13 من شهر أكتوبر/ تشرين الأوّل عام 1923 م. [1] [2]

شاهد أيضًا: اين تقع مرمريس في تركيا

معلومات عن عاصمة تركيا أنقرة

بعد أن تعرفنا على ما هي عاصمة تركيا في وقتنا الحالي، والتي هي مدينة أنقرة، نعرض فيما يلي بعض المعلومات المتعلقة بها وبخصائصها: [1] [2] [3]

• يبلغ ارتفاع أنقرة عن مستوى سطح البحر حوالي 938 مترًا. كما وتقدر مساحتها بحوالي 2.516 كيلو مترًا مربعًا.
• تقسم أنقرة التي هي عاصمة تركيا إداريًّا إلى خمسة وعشرين منطقة إدارية.
• تتميز أنقرة بمناخها المعتدل والقاري، الحار صيفًا، والجاف والبارد شتاءً، حيث يتراوح المعدل السنوي لدرجات الحرارة بين 11.6 -0.0 درجة مئوية. كما ويبلغ معدل الهطولات المطرية السنوي حوالي 383 ميليمترًا.
• يمر بأنقرة عاصمة تركيا ثلاثة أنهار: وهي النهر الأحمر، من جهتها الشرقية، ونهر سقاريا من جهتها الغربية، اللذان يشكلا مصدر المياه العذبة الرئيسي في أنقرة. بينما النهر الثالث فهو نهر تشاي، الذي يمر في وسط المدينة. كما وتقع في جنوبها بحيرة الملح (توز غولو)، ثاني أكثر البحيرات ملوحة في العالم بعد البحر الميت.
• يقدر عدد سكان أنقرة 2021 بحوالي 5.279.350 مليون نسمة. كما وأن 50% من سكانها، هم تحت عمر 32 سنة. كذلك ويتميّز سكان أنقرة بأن نسبة كبيرة منهم حاصلون على تعليم عالي، خصوصًا من حملة شهادتي البكالوريوس، والدراسات العليا.
• اللغة الرسمية المتداولة في أنقرة هي اللغة التركية. كذلك والبعض من سكانها يتكلمون اللغة الكردية، بالإضافة إلى اللغات الفرنسيّة، والإنجليزيّة، والألمانيّة. ومعظم سكان أنقرة هم من المسلمين السنّة، وهناك أقلية علويّة.

السياحة في أنقرة

تعد السياحة في أنقرة – التي ماهي إلا عاصمة تركيا – وجهة سياحية ممتازة، يقصدها السياح من مختلف دول العالم، كونها تضم العديد من المعالم والمواقع السياحية، والتاريخية المميزة، ومن أبرز مواقعها الأثرية: [1] [2] [3]

• قلعة أنقرة: التي تعدّ أبرز رموز المدينة، وتقع في منطقة كالي ماهاليسي، ويعود بناؤها لأكثر من ألفي عام وهي من أقدم القلاع الموجودة في تركيا. كما وتتألّف القلعة من قسمين: قلعة داخلية وفيها 42 برجًا، على شكل مخمّسات، وقلعة خارجية وفيها عشرين برجًا مستطيلة الشكل، تتراوح ارتفاعاتها بين 14 – 16 مترًا.
• معبد أغسطس: ويتميز ببابه المزخرف بالنقوش، الذي يفتح نحو الداخل. كما ويضمّ 8 أعمدة على حواف جدرانه القصيرة، و 15 عمودًا تقع على حواف جدرانه المرتفعة الجانبية.
• المسرح الروماني: الذي اكتشفته بعثة التنقيب عام 1982 م، ويعود بناؤه إلى أوائل القرن الثاني قبل الميلاد، وفي وقتنا الحالي لم يتبقى منه سوى أجزاء من قاعدته، وبعض الجدران، والقسم المخصص للجمهور، ومجموعة من التماثيل والمنحوتات.
• الحمام الروماني: وهو من آثار الحضارة الرومانية، وقد بناه الإمبراطور الروماني كاركالا، في القرن الثالث للميلاد.
• متحف الحضارات الأناضولية: وهو متحف من عدة أقسام، ففيه ساحة الاحتفالات، وطريق الأسود. كما وتعرض فيه قطع أثرية نادرة وقيّمة، من الآثار التي تعود إلى الحضارات، التي توالت على بلاد الأناضول. منذ العصر الحجري، وحتى الفترة العثمانية.
• عمود جوليانوس: الذي يعود بناؤه لعام 362 قبل الميلاد. وشكله دائري، وينتصب على قاعدة شكلها مربع. كما ويبلغ طول ارتفاعه إلى حوالي 15 متر. كذلك تمّ بناؤه من الطوب المتراصف، والمتوضّع فوق بعضه.

أبرز الأماكن السياحية في أنقرة

تزخر أنقرة عاصمة تركيا بالمرافق السياحية التي تفضلها العوائل كالفنادق والمطاعم والمتنزهات والمقاهي وأماكن الترفيه ومن أبرز الأماكن الموصى بزيارتها: [1] [2]

• ضريح أتاتورك: يضم قصر مؤسس الدولة التركية الزعيم كمال أتاتورك، وبعض مقتنياته الشخصية. كما ويقع ضريحه في قاعة الشرف.
• جسر أك كوبرو: ويقع في حيَ فارليك على نهر أنقرة، ويصلها مع منطقة غرب الأناضول. كما ويتميز بتصميمه على شكل 7 أقواس، مع القطع البازلتية، وهو أقدم الجسور في أنقرة، حيث يعود تاريخ بنائه إلى عام 1222 م.
• متحف الإثنوغرافيا: الذي تعرض فيه التقاليد الشعبية من التراث التركي، ويؤرشف للأحداث التي شهدتها المنطقة منذ أيام عصر السلاجقة وإلى يومنا الحالي.
• بازار سولو هان التاريخي: ويقع في حي دوغان، وقد بناه الشيخ محمد أمين بك، عام 1685 م. كما ويضم مجموعة من المحلات التجارية التي تتوزع في ثلاثة أقسام، حيث يتألف القسم الأول من طابقين، والقسم الثاني الذي يقع في طرفه الجنوبي عبارة عن طابق واحد، أما قسمه الأصغر مساحةً والثالث، والذي يقع في طرف البازار الغربي، فهو عثماني التصميم. وهو من أبرز الأسواق في انقره التي يقصدها السياح.
• حديقة بلاد العجائب: التي تقدر مساحتها بنحو 320 فدانًا، وهي من أكبر حدائق قارة آسيا. كما وتضم العديد من الملاعب الرياضية، والمتنزهات، ومسارات التزلج، وفيها مدرجات تتسع لخمسة آلاف شخص. كذلك توجد فيها عدة برك مائية، وتنتشر حولها مجسمات يحبها الأطفال لشخصيات الأفلام الكرتونية.
• مدينة ملاهي أوراسيا في بلاد العجائب: ويعود افتتاحها إلى عام 2019 م في أنقرة عاصمة تركيا. كما وتأتي بعد ديزني لاند في المرتبة الثانية عالميًا، بعدد الدوارات.

مساجد أنقرة

تزخر مدينة أنقرة التي هي عاصمة تركيا بالمساجد التي تعود لفترات مختلفة، وكل منها له طرازه المعماري والهندسي الفريد، ومن هذه المساجد: [2]

• مسجد كوكاتيب: أكبر المساجد الموجودة في أنقرة عاصمة تركيا. وهو تحفة فنية معمارية رائعة. كما ويعود بناؤه لعام 1967 م، ويتميز بمآذنه الأربع، وبقبّته الرئيسة، وبالقباب النصفيّة، وبمحرابه وجدرانه الرخامية المزخرفة، وتُلاحظ فيه المشغولات من السيراميك. لاسيما تلك المغشّاة بالمعادن الثمينة، والمطلية بالذهب، والزجاج المعشّق.
• مسجد السلطان علاء الدين: وهو أقدم مساجد أنقرة. كما ويعود بنائه إلى أواخر القرن الثاني عشر الميلادي.
• ومسجد كوجاتيبي: الذي يقع في منطقة كيزيلاي، في كولتور ماهاليسي. كما أنه واحدٌ من أكبر المساجد في تركيا، المشيّدة على الطراز المعماري العثماني، وله أربع مآذن.
• كذلك مسجد حاجي بايرام: الذي يتميز بشكله المستطيل، وبزخارفه المحفورة على الخشب، وبسقفه القرميدي. كما ويعود بناؤه إلى القرن الخامس عشر.

مميزات أنقرة

تعدّ أنقرة التي هي عاصمة تركيا ثاني أكبر المراكز الاقتصادية في البلاد بعد إسطنبول، وذلك يعود لعدة أسباب منها: [1] [2]

• قربها من أسواق دول الشرق الأوسط، والاتحاد الأوروبي، ودول شمال آسيا، والأسواق الروسيّة، وشمال إفريقيا.
• بنيتها التحتية، الحديثة منها والمطوّرة.
• ارتفاع أعداد فئة الشباب من السكان في مجتمع أنقرة عاصمة تركيا، مما يزيد من الأيدي العاملة.
• جذبها لرؤوس الأموال الأجنبيّة، والشركات الاستثمارية الدولية، التي تجاوز عددها 2300 شركة استثمارية في مختلف الميادين.
• انتشار المصانع التي توفّر السلع ذات الجودة العالية والرخيصة التكاليف في أنقرة عاصمة تركيا. خصوصًا التي تنتج الألبسة والمنسوجات، والمشروبات الروحية، ودقيق القمح، والسكر، والمعكرونة، ومنتجات الألبان، والبسكويت، والأغذية المعلّبة، والإسمنت، ومواد البناء، والفسيفساء، والسيراميك، والجرارات الزراعية والعدد الصناعية.

وفي النهاية قد يختلط على البعض ماهي عاصمة تركيا إسطنبول أم أنقرة. التي هي في الواقع العاصمة الحالية للدولة التركية. في حين كانت إسطنبول عاصمة تركيا سابقًا. أما سبب نقل العاصمة من إسطنبول إلى أنقرة، فكان في عهد مصطفى أتاتورك، الذي لجأ لهذا الإجراء، من فرط محبته لمدينة إسطنبول، وخوفًا عليها من محاولات القوى الاستعمارية الكبرى السيطرة عليها.