شرح اسماء الله الحسنى بالتفصيل

شرح اسماء الله الحسنى بالتفصيل
شرح اسماء الله الحسنى

جدول المحتويات

شرح أسماء الله الحسنى كاملة بالترتيب ومعانيها مقالٌ فيه سيتمّ ذكر الشرح المختصر والوافي لأسماء الله الحسنى التي ذكرت في القرآن الكريم، ولكن قبل ذلك لا بدّ من الإشارة إلى أنّ العلم والعمل بأسماء المولى سبحانه تدفع إلى زيادة الإيمان لدى المسلم، وكلّما زاد اليقين والتفكر في مضمون معانيها لا بدّ من الاستشعار أكثر بمراقبة الله وعبادته كما لو كان المرء يراه.[1]

أسماء الله الحسنى كاملة بالترتيب ومعانيها

قبل الخوض في شرح أسماء الله الحسنى لا بدّ من التعريف بدايةً بهذه الأسماء وذكر عددها، فأسماء الله الحسنى هي ما كان من الأسماء التي تحمل بين جنباتها المدح والثناء والعظيم والتمجيد والشكر والحمد للخالق سبحانه، وكذلك تشير إلى عظيم صفاته سبحانه وإلى كماله وجبروته، وكذلك إلى أفعاله ورحته وعدله، والإيمان بهذه الأسماء هو أصلٌ من أصول التوحيد في الدّين الإسلامي، وقد ورد ذكرها في القرآن الكريم كما في سورة الأعراف، قال تعالى: {وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}،[2] وإنّ عدّد هذه الأسماء هو تسعٌ وتسعون اسماً، وذلك ما روي في الحديث الصّحيح عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: “أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: إنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وتِسْعِينَ اسْمًا مِئَةً إلَّا واحِدًا، مَن أحْصَاهَا دَخَلَ الجَنَّةَ”،[3] وإنّ معرفة هذه الأسماء والتعمّق في معرفة شرحها وما تحمله من المعاني يزيد المؤمن خشوعاً ومحبةً للخالق سبحانه.[4]

شرح معاني أسماء الله الحسنى بالترتيب

إنّ أسماء الله الحسنى هي من الأسماء التي سمّى الخالق سبحانه بها نفسه في الكتب السماويّة، أو ما كان من الأسماء التي وصفه بها أحدٌ من رسله، أو ما استأثر بها المولى سبحانه في علم الغيب عنده، ولا يكون لمثله فيها أحد، ولا يعلمها كاملةً إلا الله عزّ وجلّ، ونزولًا عند بيان أنّ معرفة أسماء الله الحسنى والتعمّق في شرحها يزيد الإيمان والخشوع لدى المسلم، كان لا بدّ من شرح أسماء الله الحسنى كما جاء عن أهل العلم والاختصاص، وسيتمّ ذكر شرح الأسماء تباعًا فيما سيأتي من المقال.

شرح اسم الله

إنّ شرح أسماء الله الحسنى لا بدّ أن يبدأ من أعظم الأسماء على الإطلاق كما قيل، يقول تعالى في سورة طه: {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى}،[5] واسم الله مشتقٌّ من أله، والذي يعود في أصله إلى الإله، والمعنى الذي يحمله هذه الاسم هو أنّ الخالق ذو ألوهيةٍ لا تنبغي أن تكون لسواه، وهو المألوه المعبود ومستحقّ العبادة، وهو كما قيل فيه أنّه الجامع لصفات الكمال التي يتّصف بها الخالق.[6]

شرح اسم الله الأول والآخر والظاهر والباطن

وهذه الأسماء الأربعة وردت في سورة الحديد في قوله تعالى: {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}،[7] ولعلّ شرح هذه الأسماء لا يخرج عمّا أخبر به النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في الصّحيح من الحديث، عندما قال: “اللَّهُمَّ أَنْتَ الأوَّلُ فليسَ قَبْلَكَ شيءٌ، وَأَنْتَ الآخِرُ فليسَ بَعْدَكَ شيءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فليسَ فَوْقَكَ شيءٌ، وَأَنْتَ البَاطِنُ فليسَ دُونَكَ شيءٌ”.[8]

شرح اسم الله البر

وكذلك اسم الله البر ذكر في القرآن الكريم في سورة الطور، قال تعالى: {إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ}،[9] والبَرّ هو اسم الفاعل من البِرّ، ومعناه الإحسان والخير الكثير في الدّنيا والآخرة، فالخالق سبحانه برٌّ بخلقه، يحسن إليهم في دنياهم وآخرتهم ويعطف عليهم ولو كانوا من العصاة.[10]

شرح اسم الله الوهاب

إنّ شرح أسماء الله الحسنى يقتضي الخوض في شرح كافّة أسمائه سبحانه، ومن أسمائه الوهاب، قال تعالى في سورة آل عمران: {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ}،[11]  والوهاب هو المعطي، فالله هو من أعطى عباده التوفيق والثبات على الدين، ووهبهم نعمة التصديق، وهو من وهب من شاء من خلقه السلطان والحكم والنبوة، ويهب الجود والعطاء والنعم والعطايا والكثير الكثير من الهبات ممّا تقتضي فيها حكمته الإلهية.[12]

شرح اسم الله التواب

وكذلك من اسماء الله الحسنى التواب، ولقد ورد ذلك في مواطن عديدة من القرآن الكريم، منها قوله تعالى في سورة التوبة: {أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}،[13]  والتواب مشتقٌّ من التوبة، والتي تدلّ على الرجوع والإنابة، والتّواب هو من يقبل رجوع عباده إليه وتوبتهم، والتواب هو من يعود على عباده بألطافه فيتوب عليهم ليتوبوا إليه، فإن تابوا إليه قبل توبتهم.[14]

شرح اسم الله الحسيب

والحسيب من أسماء الله الحسنى التي ذكرت في القرآن الكريم، قال تعالى في سورة النساء: {إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا}،[15] والحسيب يكون هو من خسب للشيء كافّة الحسابات، وقد يكون من أحسب الشيء إذا كفا به، فكفى بالخالق سبحانه حافظًا لأعمال عباده ومحاسبًا لهم عليها.[16]

شرح اسم الله الحافظ والحفيظ

وكذلك شرح اسماء لله الحسنى يقتضي شرح اسمي الحافظ والحفيظ، يقول تعالى في سورة يوسف: {فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ}،[17] وكذلك الحفيظ ورد في قوله تعالى من سورة سبأ: {وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ}،[18] فالحفيظ بمعنى أن الله هو الذي يحفظ محلوقاته ويحيط بهم، كما أنّه هو من يحفظ أولياءه ويعصمهم من الوقوع في المعاصي، ويحصي أعمال خلقهم ويجازي بها، والخالق سبحانه هو الحافظ لمخلوقاته ممّا يكرهون بالعموم والخصوص.[19]

شرح اسم الله الحق

وأمّا عن اسم الله الحق فهو أيضًا قد ورد في القرآن الكريم في قوله تعالى: {وَرُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ}،[20] فالحقّ هو الخالق سبحانه، حقّت له العبادة، وبطلت لدونه، والحقّ ما يكون على نقيض الباطل، فكلّ الأشياء من عنده، وكلّ الأشياء عائدةٌ إليه، فالمولى هو الحقّ في ذاته ووجوده وصفاته وأمره ونهيه ووعده ووعيده.[21]

شرح اسم الله الحكم والحكيم

شرح اسماء الله الحسنى يطول ويطول، والحكم والحكيم من أسمائه الحنسى التي وردت في القرآن الكريم، والحكم بمعنى الحكم على كل شيء فهو أحكم الحاكمين لا يوجد أعدل منه ولا أصدق وأوفى منه سبحانه.[22]

شرح اسم الله الحليم

وهو من الأسماء التي ورد ذكرها في القرآن الكريم، قال تعالى في سورة البقرة: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ}،[23] والحليم هو من كان حلمه واسعٌ حتّى الكافرين والعاصين والفاسقين، وأخّر عقابهم ليتوبوا إليه، والحليم هو من يتنعّم على خلقه بالنعم الظاهرة والباطنة.[24]

شرح اسم الله الحميد

يقول الله تعالى في سورة البقرة: {وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ}،[25] ومعنى الحميد هو من يكون محمودًا عند خلقه، وذلك لما أفاض عليهم من النعم والفضائل، وهو المحمود بكل لسان والمستحق بالحمد لأفعاله.[26]

شرح اسم الله الحي والقيوم

لطالما اقترن اسم الله الحي بالقيوم، كما جاء في سورة البقرة: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ}،[27] والحيّ ما كان من حياته الكاملة بتمامها وكمالها، والقيوم هو ما دلّ على الكمال في الغنى والقدرة، فالخالق سبحانه غنيٌّ بنفسه عمّن سواه.[28]

شرح اسم الله الجبار

وكذلك الجبار من أسماء الله الحسنى التي ذكرت في القرآن الكريم، قال تعالى في سورة الحشر: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ}،[29] ومعناه أنّ الخالق هو من يصلح الأمور لعباده وخلقه، ويصرفهم فيها لما فيه من صلاحهم، وتدلّ في معناها أيضًا على الحبروت والعظمة.[30]

شرح اسم الله الجميل والجواد

فالجميل هو من الأسماء التي ذكرها النبيّ محمّد صلّى الله عليه وسلّم في أحاديثه، ومعناه يشرح نفسه باسمه، فالمولى سبحانه جميل بذاته وصفاته وأسمائه وفضائله على العالمين، وكذلك اسم الجواد ورد في الأجاديث، ومعناه يشير إلى محبّة الله على العطاء والكرم والسخاء مع كافّة المخلوقات.[31]

شرح اسم الله الحيي والستير

وكذلك شرح اسماء الله الحسنى يمرّ باسمي الحيي والستير، وهما من الأسماء الواردة في السنّة، فالله سبحانه حييٌّ وستير يستحي أن يفضح عباده وخلقه، بل يسترهم آملاً أن يتوبوا إليه.[32]

شرح اسم الله الخالق والخلاق والبارئ والمصور

إنّ شرح اسماء الله الحسنى الخالق والخلاق والبارئ والمصور هو أنّ الخالق من يكون مبدعٌ في خلقه، والخلّاق ما كان من الإكثار أو كثرة خلق المولى سبحانه، وهما من الأسماء التي أقرّت بهما جميع الأمم المؤمنة والكافرة، وأمّا البارئ أو الباري فهو المنشئ للأعيان من اللا شيء إلى حتمية الوجود، وكذلك المصور فهو من جعل لكلّ مخلوقٍ صفات يختصّ بها عن دونه من المخلوقات.[33]

شرح اسم الله الديان والرب

وأمّا الدّيّان هو مالك يوم الدّين والمجازي بالأعمال، فلا يضيع أجر من أحسن عملاً، ولا يضيع عاقبة من أساء العمل، وقيل أنّ الدّيّان هو القهار وهو الحاكم القاضي، وأمّا الرّب فهو اسم التمجيد والتقديس، فالرّبُّ هو المالك لكلّ شيء والمتصرّف بكل شيء.[34]

شرح اسم الله الرحمن والرحيم

شرح اسماء الله الحسنى يقتضي شرح اسمي الرحمن والرحيم، والتي ورد ذكرها في مواطن عديدة من القرآن الكريم، منها ما جاء في سورة البقرة، في قوله تعالى: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ}،[35] والاسمان مشتقان من الرحمة، وهما من صيغ المبالغة، والرحمن أكثرها رحمةً من الرحيم، فالرحمن هي رحمةٌ للعموم من النّاس، والرّحيم هي رحمةٌ خاصّة تسع المؤمنين.[36]

شرح اسم الله الرؤوف والرفيق

وكذلك الرؤوف من أسماء الله الحسنى التي ورد ذكرها في القرآن الكريم، قال تعالى في سورة البقرة: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ}،[37]  والرؤوف هو من كان رحيمًا بعباده لطيفاً وعطوفًا عليهم، والرأفة أبلغ من الرحمة وأرقّ منها،[38] وأمّا الرفيق فقد ورد ذكره في الأحاديث النبوية، ومعناه أنّ الخالق سبحانه كثير الرفق بعباده ليّن التعامل معهم، فهو سبحانه الميسر والمسهل لأمر الناس وأسباب الخير والمعطي لها.[39]

شرح اسم الله الرزاق والرازق

وكلاهما من أسماء الله الحسنى والأصل فيهما يأتي من الرزق، ومعنى الرزق هو ما يكون من كافّة الأمور التي ينتفع بها المرء أو الخلق على العموم، والرزق يكون على العموم وعلى الخصوص، والخالق سبحانه يرزق من يشاء بغير حساب.[40]

شرح اسم الله الرقيب والشهيد

إنّ شرح اسماء الله الحسنى الرقيب والشهيد والمذكوران في القرآن الكريم في قوله تعالى من سورة المائدة: {وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ}،[41] هو أنّ الرقيب والشهيد من الأسماء المترادفة، واللذان يدلّات على ما يكون من إحاطة الخالق سمعه بالمسموعات وبصره بالمبصرات، ويعلم ما تخفي الصدور وما تبدي.[42]

شرح اسم الله السبوح

والسبوح القدوس هو الذي ينزه عن كافّة ما يكون من السوء، فهو المسبح المقدس خالق كلّ شيء، وبريءٌ من النواقص والشريك، وبريءٌ بما لا يليق بالمرتبة الإلهيّة.[43]

شرح اسم الله السميع والبصير

إن شرح اسماء الله الحسنى السميع والبصير يقتضي ذكر أنّ هذه الأسماء ورد ذكرها في القرآن الكريم، كما في سورة الحج في قوله تعالى: {اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ}،[44] والسميع يكون بمعنى السامع ولكن بصيغة المبالغة، وأمّا البصير فهو بمعنى أنّ الخالق يحيط ببصره جميع من في الأرض وفي السماء.[45]

شرح اسم الله السيد والصمد

وأمّا السيد فهو من ترجع إليه الأمور كلها، وبأمره يعمل جميع الخلق، وأمّا اسم الله الصمد فمعناه الذي لا جوف له ولا يطعم ولا يأكل الطعام ولم يخرج منه شيء ولم يلد ولم بولد، فهو السيد الذي قد انتهى سؤدده.[46]

شرح اسم الله الشافي

والشافي من أسماء الله الحسنى التي ذكرت في الحديث النبوي، ومعناه أنّ الخالق سبحانه هو من يرفع السقم ويزيل البأس عن القلوب والأجساد.[47]

شرح اسم الله الشاكر والشكور

وهي من الأسماء التي تمّ ذكرها في القرآن الكريم، في قوله تعالى من سورة النساء: {مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا}،[48] والشاكر الشكور هو من يشكر القليل من أعمال الخلق الخالصة ويعفو عن الكثير من أخطائهم وزلاتهم.[49]

شرح اسم الله الطيب

وهو من أسماء الله الحسنى التي ورد ذكرها على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح، والطيب هو بمعنى أنّ الخالق سبحانه منزّهٌ عن النقص، والأصل في الاسم هو الزطاة والطهارة.[50]

شرح اسم الله العزيز الأعز

أمّا اسم الله العزيز فقد ورد ذكره في القرآن الكريم في سورة ص، قال تعالى: {رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ}،[51] وهو بمعنى القوي الغالب، النادر والممتنع، وأمّا الأعز فقد ورد ذكره في الحديث النبوي وهو صيغة المبالغة من العزير.[52]

شرح اسم الله القدير والقادر والمقتدر

إنّ شرح اسماء الله الحسنى القدير والقادر والمقتدر والتي ذكرت في القرآن الكريم، كما في قوله تعالى من سورة الأحقاف: {بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}،[53] هو أنّ القادر بمعنى من لا يعجز عن فعل شيء، ولا يفوته المطلوب، وأمّا القدير فهو بمعنى المبالغة في القدرة على كل شيء، والمقتدر هو لزيادة المعنى والمبالغة في وصف المقدرة.[54]

شرح اسم الله القوي المتين

وهي من الأسماء التي ذكرت في القرآن الكريم، قي قوله تعالى من سورة الذاريات: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ}،[55] فأمّا القويّ هو أنّ الخالق لا يغلب على أمره أحد، ولا يرد قضاءه أحد، والقويّ هو الموصوف بالقوّة، والمتين هو ما دلّ على شدّة هذه القوّة، أيّ بمعنى بالغ القوة.[56]

شرح اسم الله العظيم

وهي من الأسماء التي ورد ذكرها في القرآن الكريم في سورة الشورى، قال تعالى: {لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ}،[57] ومعناه أنّ الخالق قد جمع كامل صفات العظمة والبهاء والكبرياء الذي يعرفه العارفون.[58]

شرح اسم الله الغفار والغفور والعفو

وهي من الأسماء المشتقة من الغفر والغفران، وهي في معاجم اللغة تعني الستر والعفو، فالغفار هو أنّ الخالق يظهر جميل خلقه ويستر عيوبهم وقبيحهم، وقد ورد اسم الغفار في خمس مواطن من القرآن الكريم، بينما الغفور فقد ورد في أكثر من تسعين موطن في القرآن الكريم، وكذلك اسم الله العفو فهو يمعنى من يمحو السيئات ويتجاوز عن أخطاء خلقه، وهو المبالغة في المغفرة.[59]

شرح اسم الله العلي والأعلى والمتعال

إنّ شرح اسماء الله الحسنى العلي والأعلى والمتعال يقتضي ذكر أنّ هذه الأسماء وردت في القرآن الكريم، قال تعالى في سورة الحج: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ}،[60] والعليّ معناه القاهر العالي من كان ذا مصدر علا، وقال تعالى في سورة الأعلى: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى}،[61] والأعلى هو من كان صاحب العلو المطلق، وقال تعالى في سورة الرعد: {عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ}،[62] والمتعال بمعنى أنّ كلّ شيءٍ تحت حكمه وسلطانه.[63]

شرح اسم الله العليم والعالم

والعليم هو من يعلم بأمور الخلق كلهم دون تعليم، وهو العالم بما تخفي السرائر وما تبدي البصائر، وما يكون من الخفايا التي لا يستطيع إدراكها الخلق كلهم.[64]

شرح اسم الله الخبير والغني والفتاح

وكذلك اسم الله الخبير فهو من اسماء الله الحسنى التي ورد ذكرها في القرآن الكريم، قال تعالى في سورة فاطر: {إِنَّ اللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ}،[65] ومعناه أنّ الله سبحانه يحيط بكل ما يكون من الخفايا والظواهر،[66] وكذلك اسم الله الغني فهو من كان له الغنى المطلق والصفات والاعتبارات الكاملة، وأمّا الفتاح فمعناه أنّ الله يفتح لعباده ويقضي بينهم بالحق.[67]

شرح اسم الله القابض والباسط والمعطي

يقول الله تعالى في سورة البقرة: {وَاللّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}،[68] ومعنى القابض والباسط أنّ الله يوسع رزقه لمن يشاء ويقتره على من يشاء بما يراه مناسبًا للعبد ومصالحه،[69] وأمّا المعطي فهو أنّ الله سبحانه هو من يعطي مخلوقاته ويتولى أمورهم أجمعين في رزقهم وأمور دنياهم وآخرتهم.[70]

شرح اسم الله القاهر والقهار

وهي من الأسماء التي ورد ذكرها في الكتاب الكريم، والقاهر هو من يكون مذللاً ومستعبدًا لمخلوقاته وعاليًا عليهم، فتحضع له رقابهم، والقهار هو من يقهر الجبابرة بالعقوبة والمخلوقات بالموت.[71]

شرح اسم الله القدوس والسلام واللطيف

إنّ شرح اسماء الله الحسنى القدوس والسلام واللطيف يقتضي ذكر أنّ هذه الأسماء ورد ذكرها في القرآن الكريم، قال تعالى في سورة الحشر: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ}،[72] والقدوس هو من كان منزهاً عن الشرور والنقائص والعيوب،والسلام هو من سلم من تلك النقائص والعيوب،[73] وأما اللطيف فهو من لطف علمه بما تخفي الصدور وما أخفت الأرض من البذور، وهو اللطيف بخلائقه ووليهم والمحسن إليهم.[74]

شرح اسم الله القريب المجيب والمبين

فالقريب هو نقيض البعيد، والله عزّ وجل أقرب ما يكون إلى عباده مجيبٌ لهم بدعواهم وسؤلهم، فيجيب المضطر ويغيث الملهوف، وينعم قبل النداء ويتفضل قبل الدعاء،[75] وأمّا اسم الله المبين فهو بمعني من يبين لعبداه سبل الهداية والرشاد، ويبين لهم ما استوجب من الأعما الصالحة لثوابه، وما كان من الأعمال التي تستوجب العقوبة.[76]

شرح اسم الله المتكبر والكبير والمجيد

إن شرح اسماء الله الحسنى المتكبر والكبير والمجيد هي أنّ المتكبر هو من تعالى عن صفات مخلوقاته والكبير على من يظلمهم، والكبير هو من كان عظيمًا في كلّ شيء، فلا عظمة تكون بعده ولا قبله،[77] وأمّا المجيد فهو ما يكون من تضمينٍ لصفات الخالق سبحانه الكاملة والكثيرة وسعته وأفعاله وخيره الكثيرة.[78]

شرح اسم الله الكريم والأكرم والمحيط

والكريم بمعنى من يكون نافعًا لخلقه ينعم عليهم بفضائله، فالخالق سبحانه جوادٌ وعزيزٌ وصفوح، والفرق بين الكريم والأكرم هو أنّ الأكرم توصف للذات، والكريم وصف للأفعال،[79] وأمّا المحيط فهو وصفٌ لقدرة الخالق سبحانه على الإحاطة بكلّ شيء، بكون هذه الأشياء كلّها تابعةٌ لإرادته وتحت قدرته العظيمة.[80]

شرح اسم الله المقدم والمؤخر

اسم الله المقدم يعني أنّ الخالق سبحانه يقوم بتقديم الأشياء ليضعها في مواضعها، وتأخذ منازلها المناسبة لتتماشى مع حكمته ومشيئته العظيمة، وكذلك اسم الله المؤخر تحمل ذات المعنى ولكن في تأخير هذه الأشياء لا تقديمها.[81]

شرح اسم الله المقيت والوتر

وكذلك شرح اسماء الله الحسنى المقيت والوتر تقتضي ذكر أنّ اسم الله المقيت ورد ذكره في القرآن الكريم، كما في سورة النساء في قوله تعالى: {مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا}،[82] ومعناه أنّ الله سبحانه حافظٌ وشهيدٌ على كلّ شيئ والقدير على كلّ شيء،[83] وأمّا الوتر فهو من الأسماء التي ذكرتها الأحاديث النبويّة، ومعناه أنّ الخالق سبحانه هو الفرد الذي لا يملك أي شريك أو نظير.[84]

شرح اسم الله الملك والمليك والوكيل

فتعالى سبحانه هو الملك الذي لا ملك فوق ملكه ولا شيء في هذا الوجود إلا دونه، فهو المالك لجميع ما يكون والمتصرف بذلك تبعًا لمشيئته،[85] وأمّا الوكيل فهو من يكفل أمور عباده ويكفيهم ويرزقهم ويقوم عليهم بما ينفع مصالحهم.[86]

شرح اسم الله المنان والمهيمن والمؤمن

المنان هو أنّ الخالق سبحانه كثير العطاء، عظيم المواهب، محسنٌ ومنعم،[87] وأمّا المهيمن فهو الرقيب على كل شيءٍ من الأمور والمحافظ على تلك الأشياء الخاضعة لسلطانه،[88] وكذلك المؤمن فهي تعني أنّ الله سبحانه مصدق لنفسه ووحدانيته ولرسله وأنبيائه بدعوتهم، وللمؤمنين يوم الدين، وأنّ الله سبحانه المؤمن الذي يؤمن حق المظلومين، ويؤمن خوف عباده ويهب الأمن والأمان لمن لجأ إليه بصدقٍ وإخلاص.[89]

شرح اسم الله الناصر والنصير والهادي

إنّ شرح اسماء الله الحسنى يقتضي ذكر أنّ اسم الله الناصر والنصير ذكرت في القرآن الكريم، كما في قوله تعالى من سورة آل عمران: {بَلِ اللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ}،[90] فالناصر هو من ييسر الأمر للغلبة، وكذلك النصير فهو من ينال الثقة بكون لن يسلم أولياؤه أو يخذلهم،[91] وكذلك اسم الله الهادي فقد ذكر في القرآت الكريم في مواطن عديدة، كما في قوله تعالى: {وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا}،[92] والهادي هو من يرشد خلقه لمعرفته حق المعرفة، فيهتدوا إلى صراطه المستقيم.[93]

شرح اسم الله الواحد الأحد والواسع

والواحد هو ما دلّ على الشخص الأول الوحيد الذي لا يوجد له أي نظير أو شريك، ولم يزل وحده ولم يكن معه أي أحد، والأحد هو المتفرد بالكمال والإجلال والمجد والجمال،[94] والواسع هو من وسعت خزائنه أرزاق من في السماوات والأرض، وكذلك وسعت رحمته كلّ شيء.[95]

شرح اسم الله الودود والولي والمولى

شرح اسماء الله الحسنى الودود والولي والمولى يقتضي ذكر ورودها في القرآن الكريم، قال تعالى في سورة البروج: {وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ}،[96] فالودود هو من يفيض بمحبته على العباد ممن يحبه ويتوب إليه،[97] وكذلك اسم الولي ذكر في قوله تعالى من سورة البقرة: {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}،[98] والولي يمعنى النصير والظهير، فالخالق هو من يتولى أمر عباده وينصرهم ويرعاهم.[99]

أهمية معرفة أسماء الله الحسنى

إنّ الخوض في شرح اسماء الله الحسنى يقتضي وجوب الخوض في الحديث عن أهمية معرفة هذه الأسماء، فلمعرفة أسماء الله الحسنى فضائل وأهمياتٍ كثيرةٍ وكبيرة، سيتمّ ذكر بعضها فيما سيأتي:[100]

  • العلم الذي يهتمّ بأسماء الله الحسنى وصفاته يعدّ من أشرف العلوم وأجلّها.
  • المعرفة التي ينالها المرء عن الخالق تدفع إلى محبته وخشيته.
  • العلم بأسماء الله الحسنى سبيل لزيادة الإيمان بالله عز وجل.
  • إنّ الغاية من خلق الله سبحانه وتعالى لمخلوقاته أن يعبدوه ويعرفوه.
  • معرفة أسماء الله الحسنى هي أصل للعلم بكل العلوم.

شرح اسماء الله الحسنى مقالٌ فيه تمّ الحديث عن أسماء الله الحسنى وتعريفها وذكر عددها، وبيان الأصل في التسمية لهذه الأسماء بالعموم، من ثمّ تم الخوض في شرح اسماء الله الحسنى بشكلٍ مختصرٍ لكلّ اسم، ومن ثمّ تمّ ذكر أهمية معرفة أسماء الله الحسنى.

المراجع

[2]سورة الأعرافالآية 180
[3]صحيح البخاريالبخاري/أبو هريرة/2736/صحيح
[5]سورة طه الآية 8
[6]dorar.net الله18/12/2020
[7]سورة الحديد الآية 3
[8]صحيح مسلممسلم/أبو هريرة/2713/صحيح
[9]سورة الطور الآية 28
[10]dorar.netالبر18/12/2020
[11]سورة آل عمران الآية 8
[12]dorar.netالوهاب18/12/2020
[13]سورة التوبة الآية 104
[14]dorar.netالتواب18/12/2020
[15]سورة النساءالآية 86
[16]dorar.netالحسيب21/12/2020
[17]سورة يوسفالآية 64
[18]سورة سبأالآية 21
[20]سورة يونسالآية 30
[21]dorar.netالحق21/12/2020
[23]سورة البقرةالآية 235
[24]dorar.netالحليم21/12/2020
[25]سورة البقرةالآية 267
[26]dorar.netالحميد21/12/2020
[27]سورة البقرةالآية 255
[28]dorar.netالحي، القيوم21/12/2020
[29]سورة الحشرالآية 23
[30]dorar.netالجبار21/12/2020
[31]dorar.netالجواد21/12/2020
[34]dorar.netالرب21/12/2020
[35]سورة البقرةالآية 163
[37]سورة البقرةالآية 143
[38]dorar.netالرؤوف21/12/2020
[39]dorar.netالرفيق21/12/2020
[41]سورة المائدةالآية 117
[43]dorar.netالسبوح21/12/2020
[44]سورة الحجالآية 75
[46]dorar.netالصمد21/12/2020
[47]dorar.netالشافي21/12/2020
[48]سورة النساءالآية 147
[50]dorar.netالطيِّب21/12/2020
[51]سورة صالآية 66
[53]سورة الأحقافالآية 33
[55]سورة الذارياتالآية 58
[57]سورة الشورىالآية 4
[58]dorar.netالعظيم21/12/2020
[60]سورة الحجالآية 62
[61]سورة الأعلى الآية 1
[62]سورة الرعدالآية 9
[64]سورة فاطرالآية 31
[65]dorar.netالخبير21/12/2020
[66]dorar.netالفتاح21/12/2020
[67]سورة البقرةالآية 245
[69]dorar.netالمعطي21/12/2020
[71]سورة الحشرالآية 23
[73]dorar.netاللطيف21/12/2020
[75]dorar.netالمبين21/12/2020
[77]dorar.netالمجيد21/12/2020
[79]dorar.netالمحيط21/12/2020
[81]سورة النساءالآية 85
[82]dorar.netالمقيت21/12/2020
[83]dorar.netالوتر21/12/2020
[85]dorar.netالوكيل21/12/2020
[86]dorar.netالمنان21/12/2020
[87]dorar.netالمهيمن21/12/2020
[88]dorar.netالمؤمن21/12/2020
[89]سورة آل عمرانالآية 150
[91]سورة الفرقانالآية 31
[92]dorar.netالهادي21/12/2020
[94]dorar.netالواسع21/12/2020
[95]سورة البروجالآية 14
[96]dorar.netالودود21/12/2020
[97]سورة البقرةالآية 257