حكم العقيقة عن المولود وما هي شروطها

حكم العقيقة عن المولود وما هي شروطها
حكم العقيقة عن المولود

حكم العقيقة عن المولود هو الموضوع الّذي سيتحدّث عنه هذا المقال، جعل الله عزّ وجلّ في قدوم الأطفال إلى الدّنيا فرحةٌ وسرورٌ وبهجةٌ لأهله ومن حوله فهم أطهر مخلوقات الأرض، وقد ذُكِر الأطفال في القرآن الكريم ووصفهم الله تعالى بأنّهم زينة الحياة الدّنيا وإنّ الله تعالى يرزق من يشاء من عباده الأولاد ومنهم من يبتليه ويمتحنه فيحرمه منها فهي من أكبر وأعظم النّعم والهبات الإلهيّة.[1]

ما هي العقيقة

إنّ كلمة عقيقة في اللغة العربيّة تعني القطع لكن في الأصل تعني الشّعر الموجود على رأس المولود حديثاً، أما عن معناها في الشّريعة الإسلاميّة فهي الشاة أو الضّأن أو الماعز التي يذبحها من رزقه الله تعالى بمولودٍ جديد في يومه السّابع حيث يذبح للمولود الذّكر شاتين والمولود الأنثى شاةٌ واحدة، و وقت استحباب العقيقة يبدأ منذ الولادة وخروج المولود من بطن أمّه حتى سنّ البلوغ لكن الأفضل للمسلم أن يعقّ عن مولوده في اليوم السّابع له وينطبق على العقيقة من شروط ما ينطبق على الأضحية من حيث سنّ وعمر الذّبيحة والسّلامة من العيوب ومبطلات الضّحية والله  ورسوله أعلم.[2]

شاهد أيضًا: شروط العقيقة للولد

حكم العقيقة عن المولود

إنّ العقيقة هي الأنعام التي تذبح للمولود في اليوم السّابع له وكثيرٌ من النّاس لا يعرف حكم العقيقة في الشّريعة الإسلاميّة والحكم موجودٌ في العديد من الأحاديث النّبويّة الصّحيحة والثّابتة عن رسول الله فقد ورد عن النّبي عليه الصّلاة و السلام أنّه قال: “كلُّ غلامٍ مرتَهنٌ بعقيقتهِ تُذبحُ عنهُ يومَ سابعهِ ويُماطُ عنهُ الأذى ويُسمى”،[3] وخلاصة الحكم أنّها سنّةٌ مؤكدةٌ عن النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام وواجبةٌ على كلّ أب و العقيقة حقٌّ للمولود على والده فيدفع بها الأذى عن المولود ويكون لأهله الأجر والثّواب وينشأ بها المولود نشأةً صالحةً وسويّة بإذن الله تعالى، ولكن لا حرج لمن تركها لعدم استطاعته لكن الأفضل أن يذبح ويسنّ لمن لم يستطع أن يذبح شاتين عن الذكر فواحدة تكفي، وإنّ يوم الذّبح هو يوم حلق رأس المولود ويوم تسمية المولود أيضاً والأذان له والله أعلم.[4]

شاهد أيضًا: طريقة ذبح الخروف على الطريقة الإسلامية

حكم العقيقة عن المولود الميت

ذكر فيما سبق حكم العقيقة عن المولود  حيث أنّه ثبت في السنّة النّبويّة الشّريفة أنها سنّةٌ مؤكدة وحقٌّ للمولود على الوالد لكن ما حكم العقيقة عن المولود الميت، إنّ العلماء المسلمين قد اختلفوا في هذه المسألة وانقسموا إلى قسمين القسم الأول منهم يقول أنّ حكمها عمّن مات بعد ولادته أنها واجبة لأنّ الرّوح قد نفخت فيه ومن لا يعقّ عن ولده الميّت لا يشفع المولود لوالديه يوم القيامة والقسم الآخر لم يوجبها عن الميّت من الأطفال، أمّا عن أقوال أئمة الأمّة الأربعة فهي أنّ الشّافعية والحنابلة قالوا  أنّ العقيقة واجبة وسنّةٌ مؤكدةٌ عن النّبي صلى الله عليه وسلّم حتى لو أنّ المولود توفّي، وراح المالكيّة والحنفيّة إلى عدم وجوبها عن الميّت والأصحّ والأفضل أن تذبح العقيقة زيادةً في الأجر وصدقةً عن المولود الميّت والله أعلم.[5]

حكم عقيقة الكبير عن نفسه

إنّ حكم العقيقة عن المولود أنّها سنّة مؤكدة عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ووقتها المستحب منذ ولادة الطّفل وحتّى بلوغه لكن أفضل وقت لها وأحسنه هو اليوم السّابع الذي يحلق فيه رأس المولود ويسمّى به، وقد وردت الكثير من التساؤلات حول حكم عقيقة الكبير عن نفسه والإجابة هي أنّ النّبي عليه الصّلاة والسّلام قد أمر الأب أو الوالد بالعقيقة عن مولوده فهي حقّ للمولود على أباه فإن لم يفعل الأب ولم يذبح عن ولده فلا حرج في ذلك لا للأب ولا للمولود إذا كبر وبذلك فإن ذبح الكبير عن نفسه فلا تعتبر عقيقة وإنّما يأخذ أجرها كصدقةٍ بإذن الله تعالى.[6]

حكم ذبح العقيقة خارج البلد

إن بيان حكم العقيقة عند المولود و بِحُكمِ كَثرة السَّفرِ و الهجرة في هذه السنوات الأخيرة ينبغي توضيح حُكمِ ذبح العقيقة خارج البلد، فقد اختلف العلماء في هذا فمنهم من رأى أنَّ الحكمة من الذَّبحِ هو التقرّب إلى الله تعالى أنَّه يجبُ أن يأكل أهلها منها فقد قال تعالى: { ۖ فَكُلُوا مِنْهَاوَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ}،[7] فمن المهم أن يكون العاقّ حاضراً عند الذبح و يأكل منها ويتصدَّق ومن ثمَّ إن أراد يرسل لحمها لحيثما شاء ويوزعه كيفما أراد وهو الأفضل، ومنهم من رأى أنه يجوز للعاقّ إن كانَ مسافراً أو يقيم في بلدٍ آخر أن يوكِّلَ أحداً من أهله يكون ثقة ومصليّاً ويعلم بشروط العقيقة  فبذلك يرسل والد المولود ثمن الذبيحة لموكِّلَه ليقوم الموكَّل بشراء العقيقة وذبحها.[8]

شاهد أيضًا: حكم الذبح لله في المكان الذي يذبح فيه لغير الله

شروط العقيقة

بعد بيان حكم العقيقة عند المولود وحكم ذبحها خارج البلد يجب التنبيه على ضرورة تحقيق عدّة شروط لقبول العقيقة كما اشترطتها شريعة الإسلام، ومن شروط العقيقة:[9]

  • أن تكون الذبيحة سليمة من أي عيب فلا يكون فيها مرض أو عور أو عرج أو غيره.
  • وأن يكون عمر العقيقة أكبر من السنة إذا كانت من الضأن.
  • وكذلك أن تكون أتمت عمر السنتين وقد بدأت بالثالثة.
  • وبذلك يتبين أن شروط العقيقة تشبه شروط الأضحية تقريبا مع خلافٍ في شروط تقسيم الذبيحة وتوزيعها حيث لايوجد شرط معين لتقسيم العقيقة ولكن يجب أن يأكل منها صاحبها.
  • كما يجب أن يتصدق ويُطعم منها الفقراء ومن أحبَّ.

الأفضل في العقيقة

حكم العقيقة عند المولود سنَّة وليس واجب، ويجب أن يكون للمولد الذكر شاتان والأفضل أن تكون الشاتان متقاربتان بالحجم والسّن فإذا لم يتيسر ذلك فلا بأس، والأفضل عند الذبح ألا يُكسَر عظم العقيقة أثناء ذبحها وتقسيمها و أن تُذبح في اليوم السابع أو الرابع عشر أو الواخد والعشرين من ولادة المولود فإن لم يستطع فلا بأس أن يكون في أيام غيرها متى استطاع، ويجوز في العقيقة أن تُطبَخ أو يوزَع لحمها ولكن الأفضل طبخها وتوزيعها مطبوخة على الفقراء والمساكين، ويجوز أن تذبح العقيقة في بلد آخر عندا يوكَّل بها من هو أهل للثقة ولكن الأفضل أن يذبحه صاحبها ويأكل منها.[10]

دعاء ذبح العقيقة

إنّ الخوض في الحديث عن حكم العقيقة عند المولود وبيان شروطها يقتضي التنويه لما يُشرع على العاق أن يقول أثناء ذبح العقيقة فيشرَّع عليه التسمية والتكبير وذكر اسم المولود الذي تُذبح العقيقة من أجله حيث ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم ما روته السيدة عائشة رضي الله عنها: “عقّ عن الحسنِ والحسينِ وقال قولوا : بسم اللهِ والله أكبرُ ، اللهم لك وإليكَ، هذه عقيقَةُ

فلانٍ“،[11] بالإضافة للدعاء عند الذبح للمولود بأن يبارك الله به ويجلعه باراً بوالديه ويبلغ أشده ، وتكون التسمية والتكبير وذكر اسم المولود والدعاء لع سواء كان المولود ذكراً أو أنثى.[12]

شاهد أيضًا: ماذا يقال عند ذبح الاضحية في العيد

حكم العقيقة عن المولود مقالٌ تحدّث عن نعمة الأولاد وذكر حكمها للمولود وحكمها للميت وحكم عقيقة الكبير عن نفسه، كما بيّن الشروط التي فرضتها شريعة الإسلام في العقيقة، والأمور التي أشارت إليها في أفضل ما يكون فيها، ومن ثمّ تمّ بيان الدعاء الذي يسنّ قوله عند ذبح العقيقة.

المراجع

[3]التمهيدابن عبد البر/سمرة بن جندب/307/4/ثابت
[7]سورة الحجالآية 28
[11]المجموعالنووي/عائشة أم المؤمنين/8/428/إسناده حسن