متى يمسك المضحي عن شعره وأظفاره

متى يمسك المضحي عن شعره وأظفاره
متى يمسك المضحي عن شعره وأظفاره

متى يمسك المضحي عن شعره وأظفاره هو سؤال شائع لدى المسلمين الذين يريدون القيام بذبح الأضاحي في عيد الأضحى المبارك، ويرجع ذلك التساؤل إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم “إذا رأيتم هلال ذي الحجة وأراد أحدكم أن يضحي فليمسك عن شعره وأظفاره”، فقد ذكر الحديث أن المضحي يجب أن يمسك عن قص شعره و أظفاره لكن لم يحدد وقت الإمساك بدقة ولا وقت ترك الإمساك.

متى يمسك المضحي عن شعره وأظفاره

إذا كان في نية المضحي التضحية ورأى هلال شهر ذي الحجة فيتوجب عليه أن يمسك عن شعره وأظفاره فلا يقص من شعر رأسه أو سائر بدنه أو أظفار يديه أو قدميه، وقال بعض العلماء أن عدم قص الشعر والأظافر لم يرد على سبيل الوجوب بل ورد فقط على سبيل الاستحباب، أي أن من يقص شعره وأظافره قبل الأضحية ليس آثمًا وإنما يكون فقد قد استبدل الذي هو أدني بما هو خير، ويستمر وقت المنع الاستحبابي من وقت رؤية هلال شهر ذي الحجة حتى وقت التضحية، فبعد ذبح الأضحية يحل للمضحى أن يأخذ من شعر رأسه وجسمه وأظفاره.

الحكمة في الإمساك عن قص الشعر والأظفار للمضحي

اختلف العلماء في حكمة أمر الرسول لذابحي الأضحية بالإمساك عن قص الشعر والأظفار فقال البعض أن المضحي لا يقص شعره وأظفاره تشبهًا بالحاج وقد استند هذا الفريق على قول عبدالله بن عباس رضي الله عنه “من أهدي هديا حرم عليه ما يحرم على الحاج” وقال الفريق الآخر أن المضحي لا يحلق شعره ولا أظفاره قبل الأضحية حتي يكون كامل الجسد عند تقديم الأضحية فيعتق الله كامل جسده من النار وهو رأي بلا دليل، والراجح في المسألة مذهب عبدالله بن عباس رضي الله تعالى عنه.[1]

حكم تقديم الأضحية

الأضحية هي أحد أعظم القربات إلى الله تعالى في الدين الإسلامي فبها تخرج الصدقات للفقراء والمساكين مما يساعد على نشر المودة بين المسلمين، وقد اختلف الفقهاء في حكم تقديم الأضحية فقال جمهور الفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلة أن تقديم الأضحية سنة مؤكدة، بينما قال فقهاء الحنفية أن تقديم الأضحية واجبًا على من كان مقتدرًا ماليًا على تقديمها لأنها ذكرت في القرآن في قوله تعالى “فصلي لربك وانحر”،  والراجح هو رأي جمهور الفقهاء أنها سنة يثاب فاعلها ولا يأثم تاركها.[2]

شاهد أيضًا: هل الأضحية واجبة إسلام ويب

آداب المضحي

يفضل أن يذبح المضحي الأضحية بيده فإن لم يفعل فعلى الأقل يفضل أن يشاهد ذبحها، لكن إن لم يذبح المضحي الأضحية بيده ولا شاهد ذبحها فلا إثم عليه، وكذلك إن وكل المضحي غيره بعد شراء الأضحية ليضحي باسمه فيجوز له ذلك، أما إن كان توكيل المضحي بغير أن يكون قد اشترى الأضحية ووكل غيره أن يشتريها ويذبحها باسمه لا يجوز، فلابد أن يتوافر في المضحي على الأقل ركن شراء الأضحية بنية التضحية بها.

هل هناك فرق في حكم عدم قص الشعر والأظافر بين الرجل والمرأة

لا يوجد فرق بين النساء والرجال في حكم قص الشعر والأظافر فرسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال أن المضحي يمسك عن الأخذ من شعره وأظفاره منذ رؤية هلال ذي الحجة حتى يضحي لم يقيد ذلك بكون المضحي رجلًا أو امرأة، على ذلك يستحب أن تمتنع المرأة عن قص أظافرها أو إزالة شعر جسدها قبل الأضحية لكن يجوز لها أن تستحم و أن تتعطر وتمارس ما كانت تمارسه في أيام حياتها العادية بشكل طبيعي تمامًا.

حكم قص الشعر والظفر لمن عزم على التضحية بعد بداية ذي الحجة

من عزم على تقديم الأضحية قبل بداية ذي الحجة يتوجب عليه عدم قص شعره وأظافره منذ أن يري هلال ذي الحجة، أما من عزم على تقديم الأضحية بعد بداية ذي الحجة فلا إثم عليه ويمتنع عن قص شعره وأظافره من وقت عزمه على تقديم الأضحية حتي وقت قيامه بالتضحية، فالعبرة بعدم قص الشعر من وقت العزم على تقديم الأضحية حتي تقديمها فعلًا إن كان العزم في شهر ذي الحجة، أما إذا كان العزم من قبله فالعبرة تكون بالوقت من بداية شهر ذي الحجة حتى وقت ذبح الأضحية.[3]

وفي النهاية نكون قد عرفنا متى يمسك المضحي عن شعره وأظفاره حيث أن تقديم الأضحية لها مكانة كبيرة في الدين الإسلامي حتى أن الله تعالى قد ذكرها في القرآن، ولذلك فقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم آداب تقديم الأضحية وما يستحب للمضحي حتي لا يفوت المسلمين مثقال ذرة من النفع أو الثواب.