ما هي مراتب القدر

ما هي مراتب القدر
ما هي مراتب القدر

ما هي مراتب القدر هو سؤال لا بدَّ من توضيح إجابته، حيث أنَّ الإيمان بالقضاء والقدر بما فيه من خير وشر هو أمرٌ مفروض على كل إنسان، وقد بيَّنت لنا الشريعة الإسلامية أحكام القضاء والقدر ومراتبه، ومن خلال سطور هذا المقال سنقوم بالتعريف بالإيمان بالقضاء والقدر في الإسلام، كما سنذكر مراتب الإيمان بالقدر ونشرح كل منها، بالإضافة إلى ذكر حكم إنكار القضاء والقدر أو سبّه وشتمه.

الإيمان بالقضاء والقدر

الإيمان بالقضاء والقدر هو احد أركان الإيمان الأساسية التي كرها رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في حديثه الشريف: “أنْ تُؤْمِنَ باللَّهِ، ومَلائِكَتِهِ، وكُتُبِهِ، ورُسُلِهِ، والْيَومِ الآخِرِ، وتُؤْمِنَ بالقَدَرِ خَيْرِهِ وشَرِّهِ”[1]، وإنَّ معنى الإيمان بالقدر هو أن يُؤمن الإنسان بأنَّ كل أمر في هذه الدنيا وكل أمر يحصل معه في كل وقت هو مُقدَّر ومكتوب عند الله تعالى، أمَّا الإيمان بالقضاء فهو الإيمان بوقوع الأمور وحصول الأحداث كما قدَّر الله تعالى لها، والله أعلم.[2]

ما هي مراتب القدر

إنَّ مراتب القدر هي الإيمان بعلم الله تعالى، الإيمان بكتابة القدر في اللوح المحفوظ، الإيمان بمشيئة الله تعالى لكل الأمور، والأيمان بالخلق، أي أنَّ الله تعالى هو الخالق لكل المخلوقات، وفيما يلي سنقوم بشرح كل مرتبة من مراتب الإيمان بالقدر

الإيمان بالعلم

وهي المرتبة الأولى من مراتب القدر، وهي أن يُؤمن العبد بأنَّ الله تعالى له العلم بكل ما حصل وكل ما يحصل وكل ما سيحصل في المستقبل، هو وحده العالم بكل أمور خلقه، والإقرار بأنَّه الله تعالى هو وحده العليم صاحب العلم بكل ما يدور في هذا الكون وكل ما يجري مع مخلوقاته.

الإيمان بالكتابة

وهي الإيمان بأنَّ كل ما قدَره الله تعالى لعباده من الأمور هو مكتوبٌ في لوح محفوظ، وقد بيَّنت لنا الكثير من الآيات القرآنية الكرمية الأدلة على أنَّ القدر هو أمرٌ مكتوب عند الله تعالى، وكل ما يحدث هو مكتوب في لوح محفوظ، ومن ذلك قوله تعالى في كتابه الكريم: “مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ”[3].

الإيمان بالمشيئة

الإيمان بالمشيئة أي الإيمان بأنَّ الله تعالى هو وحده الذي يقدر على كل أمر، وإنَّ كل ما يدور في هذا الكون هو بمشيئة الله عزَّ وجل، فإنَّ كل ما في هذا الكون هو يجري لأنَّ الله تعالى وحده أراد ذلك، وكل ما لم يكن فإنَّ الله تعالى وحده منعه من الوقوع، وقد دلَّت الكثير من الآيات القرآنية الكريمة على مشيئة الله تعالى، ومن ذلك قوله تعالى في كتابه الكريم: “وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا”[4].

الإيمان بالخلق

وهب مرتبة الإيمان بأنَّ الله -سبحانه وتعالى- هو الخالق الوحيد لكل ما في هذا الكون، وهو الذي خلق كل الكائنات، وهو الذي رفع السماء وبسط الأرض وسيَّر الجبال بقدرته عزَّ وجل، وقد ورد ذكر مرتبة الإيمان بالخلق في عدد من الآيات القرآنية، ومن ذلك قوله تعالى في كتابه الكريم: “ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ”[5]، والله أعلم.[6]

حكم من انكر القدر

إنَّ الإيمان بالقضاء والقدر هو الركن السادس من أركان الإيمان الأساسية والذي لا يُمكن لإيمان المرء أن يتم دونه، أي أنَّ إنكار القضاء أو القدر أو شيء منه هو يُنقص إيمان الإنسان ويُدخله في مدخل الكفر بأحد أركان الإيمان، ومن الجدير بالذكر أنَّ الإيمان بالقضاء والقدر يُلزم الإنسان أن يكون على يقين تام بالمراتب الأربع للقدر، والتي لا يصح الإيمان بالقضاء والقدر إلَّا عند الإيمان بها كاملة، والله أعلم.[7]

حكم سب القدر

إنَّ سبَّ الإنسان للقضاء والقدر يجعل إيمان الإنسان ناقصًا مُنافيًا لمبادئ التوحيد الأساسية، فإنَّ كل ما في الكون هو قدر من عند الله تعالى وقضاء من الله تعالى، ولا يجوز سب أو شتم أو بعن أي شيء أوجده الله تعالى للإنسان، وإنَّ الجهل الذي يقوم به بعض الناس كأن ينسبوا المصائب والابتلاء إلى الدهر ويصفونه بالظلم، هو أمرٌ يُنافي الإيمان بالقضاء والقدر، فإنَّ كل ما يجري في هذا الكون هو أمرٌ فيه مشيئة وحكمة الله تعالى، والله أعلم.[8]

شاهد أيضًا: حكم الاحتجاج بالقدر على الذنوب

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام المقال الذي سلَّط الضوء على التعريف بأحد أركان الإيمان الست، والذي عرَّف بالإيمان بالقضاء والقدر وذكر ما هي مراتب القدر ، كما عرَّف بكل مرتبة من مراتب القدر، بالإضافة إلى ذكر حكم إنكار القدر، وحكم سب القدر.

المراجع

[1]صحيح مسلمعمر بن الخطاب، مسلم، 8، صحيح.
[3]سورة الحديدالآية 22.
[4]سورة آل عمرانالآية 145.
[5]سورة الأنعامالآية 102.