هل تصلي سنة العشاء قبل التراويح

هل تصلي سنة العشاء قبل التراويح هو سؤال في إجابته توضيح للوقت الذي يجب فيه أداء صلاة التراويح، فإنَّ صلاة التروايح هي من السنن التي يُحافظ المُسلمون على أدائها والقيام بها في شهر رمضان المبارك، لما لها من الفضل العظيم والأجر الكبير، ومن خلال سطور هذا المقال سنقوم بذكر حكم تقديم صلاة التروايح على سنة العشاء، كما سنُعرِّف بحكم صلاة سنة العشاء في جماعة.

صلاة التراويح

صلاة التراويح هي صلاة تُقام في ليل شهر رمضان المبارك، يدخل وقتها بالفراغ من صلاة العشاء ويستمر إلى حين طلوع الفجر، وهي من الصلوات المشروعة والمسنونة عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، صلّاها في جماعة ثم توقف عنها خشية منه على المُسلمين بأن يعتقدوها فريضة، وقد ورد ذلك في حديث السيدة عائشة رضي الله عنها: “أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خَرَجَ لَيْلَةً مِن جَوْفِ اللَّيْلِ، فَصَلَّى في المَسْجِدِ، وصَلَّى رِجَالٌ بصَلَاتِهِ، فأصْبَحَ النَّاسُ فَتَحَدَّثُوا، فَاجْتَمع أكْثَرُ منهمْ فَصَلَّى فَصَلَّوْا معهُ، فأصْبَحَ النَّاسُ فَتَحَدَّثُوا، فَكَثُرَ أهْلُ المَسْجِدِ مِنَ اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ، فَخَرَجَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَصَلَّى فَصَلَّوْا بصَلَاتِهِ، فَلَمَّا كَانَتِ اللَّيْلَةُ الرَّابِعَةُ عَجَزَ المَسْجِدُ عن أهْلِهِ، حتَّى خَرَجَ لِصَلَاةِ الصُّبْحِ، فَلَمَّا قَضَى الفَجْرَ أقْبَلَ علَى النَّاسِ، فَتَشَهَّدَ، ثُمَّ قَالَ: أمَّا بَعْدُ، فإنَّه لَمْ يَخْفَ عَلَيَّ مَكَانُكُمْ، ولَكِنِّي خَشِيتُ أنْ تُفْتَرَضَ علَيْكُم، فَتَعْجِزُوا عَنْهَا، فَتُوُفِّيَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ والأمْرُ علَى ذلكَ”[1]، والله أعلم.[2]

هل تصلي سنة العشاء قبل التراويح

إنَّ وقت صلاة التراويح يكون بعد أداء صلاة العشاء وسنة العشاء، أي يُستحب أداء سنة العشاء قبل البدء في التراويح، إلا أنَّه لا حرج على المؤمن من تأخير هذه السنة إلى بعد الفراغ من صلاة التراويح أو أثنائها، وليس عليه شيء، إلا أنَّ الأفضل هو عدم تأخير سنة العشاء عن صلاة العشاء، كما أنه لا بدَّ من تسليط الضوء على قول الحنابلة في كراهة التنفل أثناء صلاة التروايح مع الجماعة أي أثناء الاستراحة فيها، فإنَّ من لم يؤد سنة العشاء قبل التروايح يُستحب تأخيرها إلى حين الفراغ منها، والله أعلم.[3]

هل يجوز صلاة ركعتين من التروايح بنية سنة العشاء

يُستحب على العبد أداء صلاة العشاء وسنتها قبل البدء بصلاة التراويح، إلا أنَّه لا حرج على المُسلم من الدخول مع الإمام في الصلاة والبدء بنية الفريضة أو نية السنة، ثم القيام للمتابعة معه بالصلاة، وقد وضَّح ذلك الشيخ ابن عثيمين في قوله: “ادخلْ مع الإمام في التَّراويح بنيَّة الفريضة، أي: بنية العشاء، فإذا سَلَّم فَقُمْ وائتِ بركعتين إكمال للفريضة، إلا أن تكون مسافراً فَسلِّم معه، ثم ادخلْ معه في التَّراويح بنيَّة راتبة العشاء إن لم تكن مسافراً، فإذا صَلَّيت راتبة العِشاء: أدخل معه في التَّراويح، ولا يضرُّ اختلاف نيَّة الإمام والمأموم”، والله أعلم.[4]

هل يجوز صلاة سنة العشاء جماعة

إنَّ سنة العشاء هي من السنن التي يجب أدائها منفردًا وليس في جماعة، فإنَّ سنن الصلوات والسنن الرواتب لا يُسن أدائها في جماعة، ويُستحب القيام بها في المنزل؛ لأنَّ ذلك أبعد عن الرياء وأصدق في النية، فإذا أُقيمت سنة العشاء في جماعة في بعض الأحيان جاز ذلك، ولكنَّه لا يُستحب المداومة على ذلك، بل إنّ المداومة على أداء سنة العشاء في جماعة هو أمر مكروه، والله أعلم.[5]

شاهد أيضًا: هل يجوز تاخير صلاة التراويح

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام المقال الذي عرَّف بصلاة التراويح، وسلَّط الضوء على إجابة السؤال هل تصلي سنة العشاء قبل التراويح، كما ذكر حكم أداء صلاة التراويح بنية القيام بسنة العشاء، وبيَّن حكم القيام بصلاة سنة العشاء في جماعة.