اول مسجد بني في الاسلام

اول مسجد بني في الاسلام هو الموضوع الّذي سيتناوله هذا المقال، فقد أمر الإسلام الرّجال من المسلمين بأن يصلّوا فروضهم الخمسة في المسجد وذلك لما فيها من فضلٍ وخيرٍ عظيمين كما نهاهم عن التّخلّف عن صلاة المساجد فهذا الأمر من صفات المنافقين الجاحدين بالدّين فمن أعظم أفضال الصّلاة  في المسجد أنّها تمحو للعبد في كلّ خطوةٍ يخوطها نحوه ذنوبه وآثامه ويكتب له الأجر ويرفع لدرجاتٍ عاليةٍ في الجنّة بإذن الله تعالى ويُظلّ الله المصلّين في بيوته يوم لا ظلّ إلّا ظلّه.[1]

اول مسجد على الأرض

إنّ المساجد هي بيوت لله تعالى يقصدها النّاس للصّلاة والتّعبّد والتّقرّب لله جلّ وعلا فأجر عبادة الله في أحد بيوته مضاعفٌ وعظيمٌ وأفضل وأحسن من العبادة والصّلاة في أيّ مكانٍ آخر، واول مسجد على الأرض عُمّر ليتعبّد النّاس فيه ويتقرّبون ويعتكفون لله فيه هو المسجد الحرام وورد  الدّليل على ذلك في عدّة مواضع من القرآن الكريم والأحاديث النّبويّة الشّريفة قال الله تعالى في محكم تنزيله:{ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ}،[2] وتشير هذه الآية الكريمة إلى أن اول مسجد على الأرض هو المسجد الحرام في مكّة المكرّمة وقد أمر الله تعالى نبيّه إبراهيم  وابنه إسماعيل عليهما السّلام ببنائه ليطيع النّاس الله جلّ وعلا فيه وليأمنوا أنفسهم فيه إذا ما خافوا من شيء، وللمسجد الحرام فضائلٌ كثيرةٌ فقد جعله الله تعالى مباركاً تُستجاب به الدّعوات وتُغفر الذّنوب والخطايا فيه وتُضاعف فيه الحسنات ويرفع الله شأن ودرجات كلّ من زار بيته شوقاً ومحبّةً، وكما الحسنات في بيت الله الحرام مضاعفةٌ كذلك السّيّئات والذّنوب تكون مضاعفةً أيضاً فعلى المسلم أن يحذر من أن يعصي الله في بيته الحرام فيرث  غضب الله وسخطه وخسران الأجر والفضل والله أعلم.[3]

اول مسجد بني في الاسلام

اول مسجد على الأرض هو بيت الله الحرام الّذي بناه إبراهيم الخليل عليه السّلام لكن ما هو اول مسجد بني في الاسلام ؟ عندما هاجر النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام من مكّة المكرّمة إلى المدينة المنوّرة استقبله الأنصار بفرحٍ عظيمٍ حيث دخل المدينة في الثامن من ربيع الأول بعد مضيّ أربع عشرة سنةً على البعثة النّبويّة، وأقام في قباء ومكث بين بني عمرو بن عوف مدّة أربعة عشر يوماً ثمّ بنى مسجد قباء ووضع أسسه على تقوى الله تعالى وطاعته وصلّى به مع أصحابه رضوان الله عليهم فكانت فرحة أهل المدينة عظيمة، ولمسجد قباء فضلٌ عظيمٌ باقٍ إلى يوم القيامة فوجب على من قصد الحجّ أو العمرة أن يزوره فهو اول مسجد بني في الاسلام وهو دليل عزٍّ وفخرٍ للدّولة الإسلاميّة لما للمساجد من أهميّةٍ ومكانةٍ عظيمةٍ فهي أوّل المدارس الّذي تلقّى فيها المسلمون العلم عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهي مكان اجتماع المسلمين على طاعة الله تعالى والله أعلم.[4]

مسجد قباء

مسجد قباء هو اول مسجد بني في الاسلام وقد بناه النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام مع أصحابه من المهاجرين والأنصار في جنوبي غربي المدينة المنوّرة عندما هاجر إليها ووضع أساساته التّقوى وطاعة الله عزّ وجلّ حيث كان يبعد عن المسجد النّبويّ حوالي ثلاثة كيلومترات ونصف وسمّي بمسجد قباء لأنّه بُنِي في قرية قباءٍ الّتي يسكنها أبناء عمرو بن عوف الّذي نزل فيها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وبعد وفاة النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام ظلّ اهتمام المسلمين في بناء المساجد لعبادة الله تعالى واهتمّوا في تجديد وتحسين مسجد قباء فحسّنه ورمّمه من بعده الخلفاء الرّاشدون ثمّ خلفاء الدّولة الأمويّة والعباسيّة والعثمانيّة وصولاً لملوك المملكة السّعوديّة حيث كان آخر توسيعٍ وترميمٍ لمسجد قباءٍ في عام ألفٍ وأربعمائةٍ وخمسةٍ للهجرة ولمسجد قباء فضلٌ عظيمٌ ثابتٌ في السّنّة النّبويّة والله أعلم.[5]

فضل الصلاة في مسجد قباء

إنّ مسجد قباء هو اول مسجد بني في الاسلام على يد النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام في المدينة المنوّرة وصلّى عليه الصّلاة والسّلام به مع أصحابه من المهاجرين والأنصار رضوان الله عليهم أجمعين وبقي لهذا المسجد الفضل العظيم وللصّلاة فيه الأجر الكبير عند الله تعالى وقد شهد الصّحابة الكرام ذلك وهذا الأمر ثابتٌ في السّنّة النّبويّة الشّريفة حيث قال عليه الصّلاة والسّلام في فضل الصّلاة في مسجد قباء: “أنَّ قصدَ مسجدِ قباءَ والصَّلاةَ فيهِ تعدلُ عمرةً”،[6] ومن الحديث أنّ من قصد مسجد قباء وصلّى فيه فقد نال أجر عمرةٍ بإذن الله تعالى، وقد كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يصلّي فيه كلّ سبت وكان يحثّ صحابته الكرام على الصّلاة فيه لنيل الاجر العظيم والكثير بإذن الله جلّ وعلا.[7]

ثاني مسجد بني في الاسلام

المسجد النّبويّ هو ثاني المساجد الّتي بُينت في الاسلام بعد مسجد قباء وقد وضع النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام أساساته في العام الأول من هجرته إلى المدينة وبني المسجد النّبويّ في المكان الّتي بركت فيه ناقة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وكان ذلك في أرضٍ ليتيمين فاشتراها النّبيّ منهما وبنى المسجد عليها وكان قد بُنِي من الطّين واللّبِن كما أنّ له ثلاثة أبوابٍ وبلغ طوله المائة ذراع،[8] ولزيارة المسجد النّبويّ والصّلاة فيه الأجر العظيم المضاعف فصلاةٌ واحدةٌ في المسجد النّبويّ الشّريف تعادل ألف صلاةٍ في أيّ مسجدٍ آخر عدا المسجد الحرام فصلاةٌ في المسجد الحرام بمائة صلاةٍ في المسجد النّبويّ فوجب على المسلمين زيارة المسجد الحرام والمسجد النّبويّ والصّلاة فيهما ولو مرّةً في العمر والله أعلم.[9]

اول مسجد بني في الاسلام مقالٌ تحدّث عن فضل الصّلاة في المساجد كما تحدّث عن اول مسجد على الأرض واول مسجد بني في الاسلام وورد فيه أيضاً الحديث عن مسجد باء وفضل الصلاة في مسجد قباء كذلك ورد ذكر ثاني مسجد بني في الاسلام.