حكم تربية الكلاب في الاسلام

حكم تربية الكلاب

حكم تربية الكلاب في الإسلام يثير فضول العديد من البشر، ولكن قبل بيان هذا الحكم لا بدّ من بيان الحيوانات في منظور الدين الإسلاميّ، والتي أشارت إلى أنّ كافّة المخلوقات ومنها الحيوانات قد سخرت لخدمة بني آدم، وكذلك في ذات الوقت فرضت على المسلمين حسن المعاملة مع الحيوانات، وحرّمت الإساءة إليهم.[1]

حكم تربية الحيوانات في الإسلام

قبل الخوض في بيان حكم تربية الكلاب على وجه الخصوص لا بدّ من بيان الحكم العام لتربية الحيوانات في الشريعة الإسلامية، حيث لم يجد أهل العلم حرجًا على الناس في تربية الحيوانات الأليفة كالطيور ونحوها، والأنعام وغيرهم، فقد أباح الإسلام تربية الحيوانات التي قد ينتفع بها صاحب البيت، وإذا لم تكن هذه الحيوانات مسببةً للأذى من حول صاحبها.[2]

حكم تربية الكلاب

أمّا عن حكم تربية الكلاب فقد أشارت الشريعة الإسلاميّة أنّه لا يجوز تربية الكلاب في المنازل إلا في ثلاث مقاصد:[3]

  • إذا كانت تربية الكلاب من أجل الصيد.
  • وكذلك في كونها لحراسة الماشية.
  • أو إذا كانت تربيتها بقصد الزرع وحمايته.

وأقرّ ذلك أهل العلم استنادًا لما رواه عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- في الصّحيح من الحديث، أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “مَنِ اقْتَنَى كَلْبًا، إلَّا كَلْبَ صَيْدٍ، أوْ ماشِيَةٍ، نَقَصَ مِن أجْرِهِ كُلَّ يَومٍ قِيراطانِ”،[4] وقد أشار النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- إلى ضرورة غسل الإناء الذي ولغ فيه أي كلب سبع مرات، واحدةٌ من هذه السبعة بالتراب، لذا يجب على المسلم أن يتجنب تربيتها إن لم تقتضي تربيته الأمور الثلاث التي ذكرها النبيّ المصطفى عليه الصلاة والسلام.[3]

نجاسة الكلاب

بعد بيان حكم تربية الكلاب على أنّه غير جائزٍ إن لم يكن للصيد أو الزرع أو حراسة المواشي، لا بدّ من بيان حكم نجاسة الكلب، كذلك ذهب جمهور العلم إلى أنّ الكلب نجسٌ بجميعه دون استثناء، إلّا أنّ الحنفية ذهبوا إلى أنّ نجاسته في سؤره، وأمّا بدنه فهو طاهر، وذلك على عكس المالكيّة الذين يرون طهارته في سؤره وجسده، ولقد رجّح أهل العلم قول الجمهور في هذا الصدد، وخلاصة ما قد يفيد المرء أنّ الكلب بجميع أجزائه نجس، وعلى من يتعرّض له ويلمسه أو يأتي شيئًا من لعابه وما إلى ذلك أن يطهر ثوبه أو بدنه، وتحديدًا المكان الذي أصابه فيه الكلب، والله ورسوله أعلم.[5]

حكم بيع الكلاب وشرائها

إنّ حكم تربية الكلاب واقتنائها هو التحريم شرعًا فيما عدا ما يخصّ الصيد والزرع والماشية، وكذلك فإنّ بيع الكلاب وشرائها لا يتماشى مع ما يجوز تربيته من عدمه، فإنّ كان بيعها أو شراؤها بغير تلك الأمور الثلاثة أو فيها فهو محرّم في كلتا الحالتين، وفيما يأتي بعض الأحاديث النبويّة التي نهت عن بيع الكلاب:[6]

  • روى عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- قال: “نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ثمنِ الكلبِ وقال : إن جاءَ يطلبُ ثمنَ الكلبِ فامْلأْ كفهُ ترابا”.[7]
  • وكذلك روى أبو مسعود عقبة بن عمرو قال: “أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نَهَى عن ثَمَنِ الكَلْبِ، ومَهْرِ البَغِيِّ، وحُلْوَانِ الكَاهِنِ“.[8]

حكم تربية الكلاب مقالٌ فيه تمّ الحديث عن الحيوانات في منظور الشريعة الإسلامية، وبيان حكم تربية الحيوانات في الإسلام، وتمّ الحديث عن نجاسة الكلب، وحكم بيع الكلاب وشرائها.

المراجع

  1. ^ marefa.org , الحيوانات في الإسلام , 22/12/2020
  2. ^ binbaz.org.sa , حكم تربية الحيوانات الأليفة , 22/12/2020
  3. ^ binbaz.org.sa , تربية الكلاب , 22/12/2020
  4. ^ صحيح مسلم , مسلم/عبدالله بن عمر/1574/صحيح
  5. ^ islamweb.net , حكم الكلب من حيث النجاسة وعدمها , 22/12/2020
  6. ^ islamqa.info , تحريم بيع الكلب , 22/12/2020
  7. ^ المجموع , النووي/عبدالله بن عباس/9/229/إسناده صحيح
  8. ^ صحيح البخاري , البخاري/أبو مسعود عقبة بن عمرو/2237/صحيح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *