حكم ترك صلاة التراويح

حكم ترك صلاة التراويح

حكم ترك صلاة التراويح حكم شرعي مهم جدًا بالنسبة لجميع المسلمين، فحيث يجب على المسلم أن يكون عارفًا بكل الأحكام الفقهية الشرعية حتَّى لا يقع في الإثم بسبب الجهل، ولا بدَّ للمسلم أن يبحث في كل الأحكام الفقهية التي تتعلَّق بشهر رمضان المبارك وما فيه من عبادات وصلوات، وفي هذا المقال سوف نسلط الضوء على تعريف صلاة التراويح، وسوف نتحدّث عن حكم ومشروعية صلاة التراويح وعن حكم ترك صلاة التراويح في الإسلام وعن حكم أداء هذه الصلاة جماعة أيضًا.

صلاة التراويح لغة واصطلاحًا

تُعرَّف صلاة التراويح في اللغة على أنَّها جمع لترويحة، وهي الاستراحة البسيطة، وقد أُطلق هذا الاسم على صلاة التراويح في الإسلام لأنَّ الصحابة الكرام كانوا يصلونها مثنى مثنى، أي أنَّهم يسلمون بعد كل ركعتين في هذه الصلاة، وتُعدُّ صلاة التراويح صلاة قيام ليل، وقد قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في الحديث الذي رواه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: “صَلاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فإذا رَأَيْتَ أنَّ الصُّبْحَ يُدْرِكُكَ فأوْتِرْ بواحِدَةٍ. فقِيلَ لاِبْنِ عُمَرَ: ما مَثْنَى مَثْنَى؟ قالَ: أنْ تُسَلِّمَ في كُلِّ رَكْعَتَيْنِ”[1] أمَّا في الاصطلاح فصلاة التراويح هي صلاة قيام الليل في ليالي شهر رمضان المبارك، وهي صلاة ذات فضل عظيم، فمن التزم بها غُفر له ما تقدم من ذنبه، قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: “مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ”[2] والله تعالى أعلم.[3]

شاهد أيضًا: هل يجوز صلاة التراويح في البيت مع الامام

حكم صلاة التراويح

إنَّ المجمع عليه هو أنَّ صلاة التراويح سنة مؤكد عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وهي من السنن التي لا ينبغي للمسلم أن يتركها، والدليل على أنَّها سنة مؤكدة ما اتُّفِقَ عليه من حديث عائشة رضي الله عنها، والذي جاء فيه: “أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خَرَجَ ذاتَ لَيْلَةٍ مِن جَوْفِ اللَّيْلِ، فَصَلَّى في المَسْجِدِ، فَصَلَّى رِجالٌ بصَلاتِهِ، فأصْبَحَ النَّاسُ، فَتَحَدَّثُوا، فاجْتَمع أكْثَرُ منهمْ، فَصَلَّوْا معهُ، فأصْبَحَ النَّاسُ، فَتَحَدَّثُوا، فَكَثُرَ أهْلُ المَسْجِدِ مِنَ اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ، فَخَرَجَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَصَلَّوْا بصَلاتِهِ، فَلَمَّا كانَتِ اللَّيْلَةُ الرَّابِعَةُ عَجَزَ المَسْجِدُ عن أهْلِهِ حتَّى خَرَجَ لِصَلاةِ الصُّبْحِ، فَلَمَّا قَضَى الفَجْرَ أقْبَلَ علَى النَّاسِ، فَتَشَهَّدَ، ثُمَّ قالَ: أمَّا بَعْدُ، فإنَّه لَمْ يَخْفَ عَلَيَّ مَكانُكُمْ، لَكِنِّي خَشِيتُ أنْ تُفْرَضَ علَيْكُم، فَتَعْجِزُوا عَنْها”[4]وفيما يأتي سوف نسلط الضوء على رأي المذاهب الإسلامية الأربعة بحكم صلاة التراويح:[5]

  • المذهب الشافعي: يرى الشافعية أنَّ صلاة التراويح سنة مؤكدة عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم.
  • المذهب المالكي: يرى أتباع المذاهب المالكي أنّ صلاة التراويح مندوبة نُدباً مُؤكّداً وهو حكم شامل للرجال والنساء.
  • المذهب الحنبلي: يرى الحنابلة أنَّ صلاة التراويح من السنن المؤكدة التي سنها رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم.
  • المذهب الحنفي: صلاة التراويح عند الحنفية أيضًا سنة مؤكدة والدليل أنَّ الخلفاء الراشدين صلوها والتزموا بها، والله تعالى أعلم.

شاهد أيضًا: طريقة صلاة التراويح في البيت للنساء

حكم ترك صلاة التراويح

لقد جاء عن علماء المسلمين أنَّ صلاة التراويح سنة مؤكدة مستحبة وليست واجبة أو مفروضة على المسلمين، ولا إثم ولا حرج على من تركها ولو كان قد تركها متعمدًا، ولكن من تركها فقد فرَّط في أجر كبير في شهر رمضان المبارك، فهي توجب الأجر والثواب العظيم من الله تبارك وتعالى، وقد صحَّ عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- ف يالحديث الشريف الذي رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- أنَّه قال: “مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ”[2] أي أنَّ من فرَّط بصلاة التراويح فقد فرَّط بسبب من أسباب الغفران والرحمة في شهر رمضان الفضيل، والله تعالى أعلم.[6]

مشروعية صلاة التراويح

لقد أجمع علماء الأمة المسلمين أجمعين على مشروعية صلاة التراويح، فلم ينكرها أحد على المسلمين أبدًا، وفي الغالب قد شُرعت هذه الصلاة في السنين الأخيرة للهجرة قبل وفاة النبي صلَّى الله عليه وسلَّم، عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت في الحديث الذي يُستدل به على مشروعية صلاة التراويح: “أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ صَلَّى في المَسْجِدِ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَصَلَّى بصَلَاتِهِ نَاسٌ، ثُمَّ صَلَّى مِنَ القَابِلَةِ، فَكَثُرَ النَّاسُ، ثُمَّ اجْتَمَعُوا مِنَ اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ، أَوِ الرَّابِعَةِ فَلَمْ يَخْرُجْ إليهِم رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَلَمَّا أَصْبَحَ، قالَ: قدْ رَأَيْتُ الذي صَنَعْتُمْ، فَلَمْ يَمْنَعْنِي مِنَ الخُرُوجِ إلَيْكُمْ إلَّا أَنِّي خَشِيتُ أَنْ تُفْرَضَ علَيْكُمقالَوَذلكَ في رَمَضَانَ”[7] والله أعلم.[8]

شاهد أيضًا: حكم صلاة التراويح للنساء وكيف تصلي المرأة صلاة التراويح في بيتها

حكم صلاة التراويح جماعة

لقد جاء عن علماء المسلمين أنَّ صلاة التراويح في المسجد جماعة مع بقية المسلمين أفضل من أن يصليها المسلم منفردًا، والدليل أنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- جمع الناس وصلَّى بهم صلاة التراويح في المسجد، وقد منعه من الاستمرار بالجماعة خوفه من أن تُفرض على الناس، أي أنَّ الصلاة في المسجد جماعة أفضل، والدليل ما جاء عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- في الحديث الشريف: “أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ صَلَّى في المَسْجِدِ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَصَلَّى بصَلَاتِهِ نَاسٌ، ثُمَّ صَلَّى مِنَ القَابِلَةِ، فَكَثُرَ النَّاسُ، ثُمَّ اجْتَمَعُوا مِنَ اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ، أَوِ الرَّابِعَةِ فَلَمْ يَخْرُجْ إليهِم رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَلَمَّا أَصْبَحَ، قالَ: قدْ رَأَيْتُ الذي صَنَعْتُمْ، فَلَمْ يَمْنَعْنِي مِنَ الخُرُوجِ إلَيْكُمْ إلَّا أَنِّي خَشِيتُ أَنْ تُفْرَضَ علَيْكُمقالَوَذلكَ في رَمَضَانَ”[7] والله تعالى أعلم.[9]

إلى هنا نصل إلىنهاية هذا المقال الذي سلَّطنا فيه الضوء على جملة من الأحكام الشرعية والمسائل الفقهية المهمة، حيث تحدَّثنا عن حكم ترك صلاة التراويح وعن مشروعية هذه الصلاة وعن حكم صلاتها جماعة في الإسلام.

المراجع

  1. ^ صحيح مسلم , مسلم، عبد الله بن عمر، 749، صحيح.
  2. ^ صحيح البخاري , البخاري، أبو هريرة، 37، صحيح.
  3. ^ wikiwand.com , صلاة التراويح , 19-04-2021
  4. ^ صحيح البخاري , البخاري، عائشة أم المؤمنين، 924، صحيح.
  5. ^ ar.islamway.net , ما حكم صلاة التراويح، وكم عدد ركعاتها؟ , 19-04-2021
  6. ^ islamweb.net , التراويح سنة ومن تركها فقد فرط في أجر عظيم , 19-04-2021
  7. ^ صحيح مسلم , مسلم، عبد الله بن عمر، 761، صحيح.
  8. ^ ar.islamway.net , صلاة التراويح , 19-04-2021
  9. ^ dorar.net , صَلاةُ التَّراويحِ (قيامُ رَمضانَ) , 19-04-2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *