حكم قتل الاب لابنه

حكم قتل الاب لابنه

حكم قتل الاب لابنه، والقتل هو واحدة من الجرائم التي نبذها الإسلام وأنكرها، والفاعل منها قاتِل والمفعول منها مقتُول وفلانٌ قتل فلان أي أماته وأزهق روحه وفتك به، ويُقال قُتِل الرَّجل إذا مات وأُنهيت حياته، ووسائل القتل كثيرةٌ لا عدَّ لها ولا حصر، وتتنوع أنواع القتل فقد يكون القتل خطأً وقد يكون شبه عمدٍ وقد يكون عمدًا فيُسمَّى بالقتل العمد، ونتعرّف في هذا المقال على حكم قتل الأب لابنه.

حكم قتل الاب لابنه

بحسب أقوال جُلّ أهل العلم فإنّ الأب لا يُقتل بقتل ابنه، وقد كان دليل أل العلم حديث ورد عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول فبه: ” لَا تُقَامُ الْحُدُودُ فِي الْمَسَاجِدِ وَلَا يُقْتَلُ الْوَالِدُ بِالْوَلَد”، وقد قال بعض من أهل العلم إلى أنه يقتل الوالد بولده، وذهب مالك رحمه الله إلى أنه إن قتله حذفا بالسيف ونحوه، لم يقتل به، وإن ذبحه، أو قتله قتلا لا يشك في أنه عمد إلى قتله دون تأديبه، أقيد به،قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: “والدليل الحديث المشهور: لا يقتل والد بولده، هذا من الأثر، ومن النظر: أن الوالد سبب في إيجاد الولد، فلا ينبغي أن يكون الولد سببا في إعدامه، والله أعلم.[1]

القتل في الإسلام

الحفاظ على النفس من الضروريات الخمس التي جاء الإسلام للحفاظ عليها، لذلك فالقتل في الإسلام من الكبائر التي تُهلك صاحبها لما في القتل من ظلم وعدوان على حقوق الناس، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقَاتِ قالوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، وَما هُنَّ؟ قالَ: الشِّرْكُ باللَّهِ، وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بالحَقِّ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ اليَتِيمِ، وَالتَّوَلِّي يَومَ الزَّحْفِ، وَقَذْفُ المُحْصَنَاتِ المُؤْمِنَاتِ الغَافِلَاتِ”،[2] ولقد توعد الله تعالى القاتل بالغضب واللعن والعذاب العظيم، فقد قال سبحانه: “وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا”،[3] ومما يؤكد على خطورة القتل أنّ أول ما يُقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء، وعن عبدالله بن عمر رضي الله عنه، حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “لَنْ يَزَالَ المُؤْمِنُ في فُسْحَةٍ مِن دِينِهِ، ما لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا”[4] والله أعلم.[5]

شاهد أيضًا: هل يقتل الوالد بولده وما حكم القتل في الإسلام

حكم القاتل في الإسلام

في الحديث عن حكمِ القاتل في الإسلام لا خلاف في قتل القاتل عمدًا، فقد قال الله تعالى:”وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنفَ بِالْأَنفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ ۚ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ ۚ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ”،[6] وقال سبحانه: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى ۖ الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنثَىٰ بِالْأُنثَىٰ ۚ فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ۗ ذَٰلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ ۗفَمَنِ اعْتَدَىٰ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ”،[7] وقد جعل الإسلام الخيار لأهل الميت بين القتل وبين العفو، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “مَن قُتِلَ له قَتِيلٌ فَهو بخَيْرِ النَّظَرَيْنِ: إمَّا أنْ يُفْدَى، وإمَّا أنْ يُقْتَلَ”،[8] ويجوز العفو مقابل دفع الدية أو من غير دفعها.[9]

شاهد أيضًا: من هو قاتل ابنه في جيزان

حكم من يقتل ابنه في السعودية

يحكم على من يقوم بقتل ابنه في السعودية بحكم يسمى “حد الغيلة“، وهو يعني أن القاتل يقوم بخداع المقتول، حيث يقوم بملاطفته حتى يستأمنه المقتول، وبعد ذلك يأخذه إلى مكان مجهول وآمن بالنسبة له ويقوم بقتله، ويتم تنفيذ حكم الغيلة بطرق متعددة، بالنظر لطريقة تنفيذ حكم القتل، ويختلف الحكم حسب نوع الحكم أو سببه، ويتم تنفيذ حد الغيلة في الزنا واللواط والقتل.

وهكذا نكون قد أجبنا علىحكم قتل الاب لابنه، كما تعرّفنا على قول الإسلام في القتل، وما هو حكم القاتل في الشرعة الإسلامية، وتعرّفنا أيضًا على حكم من يقتل ابنه في المملكة العربيّة السعودية.

المراجع

  1. ^ islamqa.info , هل يقتص من الوالد إذا قتل ولده , 04-06-2021
  2. ^ صحيح البخاري , أبو هريرة، البخاري،6857، حديث صحيح
  3. ^ سورة النساء , الآية 93
  4. ^ صحيح البخاري , عبد الله بن عمر، البخاري،6862،حديث صحيح
  5. ^ al-maktaba.org , كتاب الفقه الإسلامي وأدلته للزحيلي , 04-06-2021
  6. ^ سورة المائدة , الآية 45
  7. ^ سورة البقرة , الآية 178
  8. ^ صحيح مسلم , أبو هريرة،مسلم،1355، حديث صحيح.
  9. ^ al-maktaba.org , بَابُ إِيجَابِ الْقِصَاصِ فِي الْعَمْدِ , 04-06-2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *