حكم من دخل رمضان وقد بقي عليه أيام من رمضان السابق

حكم من دخل رمضان وقد بقي عليه أيام من رمضان السابق

حكم من دخل رمضان وقد بقي عليه أيام من رمضان السابق هو حكم شرعي مهم للغاية ينبغي على كل مسلم أن يعرفه وأن يعرف كلَّ الآراء الشرعية فيه، فقد يتعرَّض المسلم لهذه الحادثة وهي أن يفطر في رمضان ولا يقضي الأيام التي أفطرها حتَّى يدهل عليه رمضان التالي، ولأهمية هذه المسألة الفقهية سوف نسلط الضوء في هذا المقال على حكم من دخل رمضان وقد بقي عليه أيام من رمضان السابق، بالإضافة إلى حكم تأخير قضاء الصيام إلى ما بعد رمضان الثاني ومسائل فقهية ذات صلة بهذه المسألة أيضًا.

حكم من دخل رمضان وقد بقي عليه أيام من رمضان السابق

أجمع الأئمة على أنَّه لا يجوز للمسلم أن يؤخر قضاء ما عليه من رمضان الماضي حتَّى يدخل رمضان التالي، بل يجب على من أفطر في رمضان أن يقضي هذه الأيام قبل أن يجيء رمضان اللاحق في السنة الجديدة، وقد استدلَّ العلماء في هذا القول على ما جاء من حديث السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها؛ حيث قالت: “كانَ يَكونُ عَلَيَّ الصَّوْمُ مِن رَمَضَانَ، فَما أسْتَطِيعُ أنْ أقْضِيَ إلَّا في شَعْبَانَ. قَالَ يَحْيَى: الشُّغْلُ مِنَ النبيِّ أوْ بالنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ”[1] وقد قال الحافظ في هذه المسألة الفقهية معلقًا على هذا الحديث النبوي الشريف: “وَيُؤْخَذ مِنْ حِرْصهَا عَلَى ذَلِكَ فِي شَعْبَان أَنَّهُ لا يَجُوز تَأْخِير الْقَضَاء حَتَّى يَدْخُلَ رَمَضَان آخَر”، والله تعالى أعلم.[2]

شاهد أيضًا: هل يجوز الصيام قبل رمضان بيوم

حكم تأخير قضاء الصيام إلى ما بعد رمضان الثاني

لقد أجمع أهل العلم على أنَّه لا يجوز للمسلم أن يؤخر قضاء ما عليه من شهر رمضان إلى ما بعد رمضان التالي، بل يجب أن يصوم القضاء بين الرمضانين، وجدير بالقول إنَّه إذا أخَّر المسلم القضاء لما بعد رمضان الثاني فهذا لا يجوز إلَّا بحالتين اثنتين، وهما:[3]

  • الحالة الأولى: أن يكون تأخيره بعذر، كأن يكون مريضًا غير قادر على الصيام واستمرَّ به عجز المرض حتَّى دخل رمضان التالي، في هذه الحالة يكون معذورًا ولا إثم عليه، وعليه أن يقضي ما عليه من أيام أفطرها فقط.
  • الحالة الثانية: أن يكون المسلم قد أخَّر الصيام دون عذر، وفي هذه الحالة يكون المسلم آثمًا وعليه أن يقضي ما أفطر من رمضان، وكان الاختلاف هنا فيما إذا كان عليه أن يطعم مع القضاء أم لا، فذهب الإمام مالك والشافعي وابن حنبل إلى أنَّه عليه أن يقضي وأن يطعم مع قضائه، وذهب أبو حنيفة وحده إلى أنَّه لا يجب عليه أن يطعم مع القضاء، واستدل بقول الله تعالى في سورة البقرة: {وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ}[4] والله تعالى أعلم.

كفارة تأخير قضاء رمضان

يرى الشافعي ومالك وابن حنبل أنَّه لو أخر المسلم قضاء رمضان حتَّى دخل عليه رمضان الثاني دون عذر، فإنَّ عليه أن يقضي وأن يطعم مع قضائه هذه الأيام، وتقدَّر الكفارة بمدٍّ من الطعام، والمدُّ هو ما يساوي 750 غرامًا تقريبًا من الأرز أو ما يساويه من غالب الطعام والقوت، قال ابن قدامة في كتابه المغني: “فإن أخره لغير عذر حتى أدركه رمضانات، أو أكثر لم يكن عليه أكثر من فدية مع القضاء لأن كثرة التأخير لا يزداد بها الواجب، كما لو أخر الحج الواجب سنين لم يكن عليه أكثر من فعله”، والله تعالى أعلم.[5]

شاهد أيضًا: هل يجوز قطع صيام القضاء

حكم من ترك قضاء رمضان عدة أعوام

إذا كان المسلم قادرًا على الصيام ولكنَّه تركه عدة رمضانات وأعوام كسلًا، فإنَّ عليه أن يخرج كفارة فدية عن كل يوم ترك قضاءه عمدًا، قال ابن قدامة في كتابه المغني: “فإن أخره لغير عذر حتى أدركه رمضانان أو أكثر لم يكن عليه أكثر من فدية مع الفطر، لأن كثرة التأخير لا يزداد بها الواجب، كما لو أخر الحج الواجب سنين لم يكن عليه أكثر من فعله”، والله تعالى أعلم.[6]

إلى هنا نصل إلى نهاية هذا المقال الذي سلَّطنا فيه الضوء على حكم من دخل رمضان وقد بقي عليه أيام من رمضان السابق وتحدَّثنا عن حكم من ترك قضاء رمضان عدة أعوام وعن كفارة تأخير صيام القضاء حتَّى دخول رمضان الثاني دون عذر.

المراجع

  1. ^ صحيح البخاري , البخاري، عائشة أم المؤمنين، 1950، صحيح.
  2. ^ binbaz.org.sa , حكم من أخر قضاء ما عليه من رمضان حتى دخل رمضان آخر , 16/03/2024
  3. ^ islamqa.info , تأخير قضاء رمضان حتى يدخل رمضان الثاني , 16/03/2024
  4. ^ سورة البقرة , الآية 185.
  5. ^ islamweb.net , من أحكام كفارة تأخير قضاء صيام رمضان , 16/03/2024
  6. ^ islamweb.net , حكم من ترك قضاء رمضان عدة أعوام , 16/03/2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *