ما هو علاج التوتر والقلق بالطرق المنزلية والطبية المختلفة

علاج التوتر والقلق

يمكن علاج التوتر والقلق بالعلاجات الدوائية أو النفسية أو تغيير نمط الحياة، لكنّها ليست دائمًا تحتاج لعلاج؛ لأنّه من الشائع جدًّا الإصابة بهما في مرحلة ما من الحياة، ولهما فائدة كبيرة، وهي تشكيل الحافز لبدء الأمور وإتمامها، لكن إذا زادت عن حدّها فإنّها تتطلب علاجًا، والفقرات الآتية تتحدث عن أهم العلاجات المتوفرة، وأسباب الإصابة بكل منهما، والعوامل التي تزيد أعراضهما، وما أنواع اضطرابات القلق.

ما هو القلق والتوتر

يشعر معظم الناس بالتوتر والقلق من وقت لآخر، بسبب أيِّ ضغط يقع على العقل أو الجسم، مثل المنافسة، أو الخوف، وقد ينتُج القلق من عدم القدرة على التعامل جيّدًا مع الأمور التي تسبّب التوتر، ليس القلق والتوتر سيئين دائمًا؛ لأنّ على المدى القصير، يمكنهما المساعدة في التغلب على تحدٍّ أو موقف خطير، مثل القلق بشأن العثور على وظيفة، أو الشعور بالتوتر قبل اختبار كبير، وإذا لم يحدث الشعور ببعض القلق، فإنّ الدافع للقيام بأشياء ضرورية لن يكون موجودًا، مثل الدراسة من أجل الاختبار.

وفي المقابل إذا بدأ التوتر والقلق في التدخل في الحياة اليومية، فقد يشير إلى مشكلة أكثر خطورة، خاصّة عند تجنب المواقف بسبب مخاوف غير عقلانية، أو القلق باستمرار، أو المعاناة من قلق شديد بشأن حدث صادم بعد أسابيع من حدوثه.[1]

أنواع القلق

توجد عدة أنواع من القلق، وهي:[2]

  • رهاب الخلاء: يسبّب تجنّب الأماكن تتجنب الأماكن أو المواقف التي قد تسبب الذعر، وتجعل الشخص يشعر بالحصار أو العجز أو الإحراج.
  • اضطراب القلق الناتج عن حالة طبية جسدية.
  • اضطراب القلق المستمر والمفرط: بشأن الأنشطة أو الأحداث أو المشكلات الروتينية العادية، ولا يتناسب مقدار القلق مع الظروف الفعلية، وتصعب السيطرة عليه، ويؤثّر على الشعور الجسدي، وغالبًا ما يحدث مع اضطراب قلق آخر أو مع الاكتئاب.
  • الهلع: هو نوبات متكررة من الإحساس المفاجئ بالقلق الشديد والخوف أو الرعب، ويصل إلى ذروته في غضون دقائق، وقد يشعر المصاب بالموت الوشيك، أو ضيق التنفس، أو ألم الصدر، أو تسارع القلب.
  • الصمت الانتقائي: هو فشل الأطفال التام في التحدث في مواقف معينة، مثل الفصول الدراسية، أو مع أحد أفراد الأسرة المقرّبين، ويتداخل مع المدرسة والعمل والوظيفة الاجتماعية.
  • اضطراب قلق الانفصال: هو اضطراب يحدث في الطفولة يتميّز بالقلق المفرط المرتبط بالانفصال عن الوالدين، أو الآخرين الذين لهم أدوار أبوية.
  • الرهاب الاجتماعي: ينطوي على درجات عالية من القلق والخوف، وتجنُّب المواقف الاجتماعية بسبب مشاعر الحرج، والقلق بشأن نظرة الناس، أو النظر بشكل سلبي من قبل الآخرين.
  • الرهاب المحدد: هو القلق الشديد عند التعرّض لشيء أو موقف معين والرغبة في تجنبه، ويسبّب نوبات الهلع لدى بعض الناس.
  • اضطراب القلق الناجم عن المواد المخدرة: يتميّز بأعراض قلق شديدة أو الذعر مباشرة بعد سوء استخدام العقاقير، أو تناول الأدوية، الانسحاب من المخدرات، أو التعرض لموادّ سامّة.
  • اضطراب القلق المحدد وغير المحدد: هو وصف للقلق أو الرهاب الذي لا يستوفي المعايير الدقيقة لأيّ اضطرابات قلق آخر، لكنّه يسبّب أعراضًا مزعجة للمصاب.

شاهد أيضًا: علاج الرهاب الاجتماعي مجرب

اعراض القلق والتوتر الجسدية

يمكن أن ينتج عن التوتر والقلق أعراض جسدية ونفسية، إلّا أنّها ليست نفسها بين جميع الناس، ومن الأعراض الشائعة ما يأتي:[1]

  • ألم في المعدة.
  • شد عضلي.
  • صداع.
  • سرعة التنفس.
  • ضربات قلب سريعة.
  • التعرق.
  • الارتجاف.
  • الدوخة.
  • كثرة التبول.
  • تغيُّر في الشهية.
  • مشكلة في النوم.
  • الإسهال.
  • الإعياء.

اعراض القلق والتوتر النفسية

يمكن أن يسبب التوتر والقلق أعراضًا نفسية أو عاطفية، تشمل ما يأتي:[1]

  • الشعور بالموت الوشيك.
  • العصبية أو الذعر، خاصة في الأوساط الاجتماعية.
  • صعوبة التركيز.
  • الغضب غير العقلاني.
  • الأرق.

اسباب القلق والتوتر

بالنسبة لمعظم الناس، الشعور بالتوتر والقلق يأتي ويذهب، ويحدثان غالبًا بعد أحداث معينة في الحياة، ومن الأسباب الشائعة:[1]

  • الانتقال لمدرسة أو وظيفة جديدة.
  • الإصابة بمرض أو حادث.
  • وجود صديق أو أحد أفراد الأسرة مريض أو مصاب.
  • وفاة أحد أفراد الأسرة أو الأصدقاء.
  • الزواج.
  • ولادة طفل.
  • العقاقير والأدوية المنبّهة، وأدوية الغدة الدرقية، وأجهزة الربو، وحبوب تخفيف الوزن.
    شاهد أيضًا: علاج التوتر العصبي

عوامل تسهم في زيادة التوتر

يختلف الجميع في الأسباب التي توتّرهم؛ فالذي يوتّر أحدًّا قد يكون عاديًّا جدًّا عند شخص آخر وبالعكس، ويمكن أن يحدث التوتر بسبب مجموعة من الأحداث، التي يصعب تجنب الكثير منها، مثل:[3]

  • الحمل والوالدة.
  • موت المقربين.
  • مشاكل صحية طويلة الأمد.
  • العطلة الجماعية.
  • المهام اليومية مثل السفر أو الأعمال المنزلية.
  • الزواج.
  • الانفصال أو الطلاق.
  • العلاقات المتوترة مع الوالدين أو الأخوة أو الأصدقاء أو الأطفال.
  • تقديم الرعاية لأحد متوتر وحزين.
  • فقدان الوظيفة.
  • البطالة طويلة الأمد.
  • التقاعد.
  • الامتحانات والمواعيد النهائية.
  • مشاكل السكن مثل سوء الأحوال المعيشية وانعدام الأمن أو التشرد.
  • المشاكل مع الجيران.
  • المخاوف بشأن المال أو الفقر أو الديون.

عوامل خطر الإصابة بالقلق

قد تزيد العوامل الآتية من خطر الإصابة باضطراب القلق:[2]

  • الصدمة: إذا تعرّض الأطفال لسوء المعاملة أو الصدمة أو شهدوا أحداثًا مؤلمة، يكونوا أكثر عرضة للإصابة باضطراب القلق في مرحلة ما من حياتهم، ويمكن للبالغين الذين تعرّضوا لحدث مؤلم أيضًا أن يصابوا باضطرابات القلق.
  • الإجهاد بسبب المرض: يمكن أن تسبّب الإصابة بحالة صحية أو مرض خطير قلقًا كبيرًا بشأن مشكلات مثل العلاج والمستقبل.
  • الإجهاد المتكرر: قد يتسبّب حدث كبير أو تراكم مواقف الحياة الصغيرة المجهِدة في إثارة قلق مفرط، مثل وفاة أحد من الأسرة، أو ضغوط العمل، أو القلق المستمر بشأن الموارد المالية.
  • طبيعة الشخصية: لدى بعض الشخصيات ميول أكبر للإصابة بالقلق.
  • اضطرابات الصحة العقلية: غالبًا ما يعاني الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية مثل الاكتئاب، من اضطراب القلق أيضًا.
  • وجود أقارب يعانون من اضطراب القلق: يمكن أن تكون اضطرابات القلق وراثية في العائلات.
  • المخدرات والكحول: تعاطي المخدرات أو الكحول أو سوء استخدامها أو الإقلاع عنها، يمكن أن يسبب قلقًا أو يزيده سوءًا.
    شاهد أيضًا: كيف اسعد نفسي واسعد اصدقائي

تشخيص التوتر والقلق

يبدأ أخصائي الصحة العقلية بالبحث عن علامات الحالة الطبية المُسبّب للتوتر والقلق، التي قد تحتاج إلى علاج، خاصّة في حالات القلق الشديدة، أمّا الطبيب النفسي يمكنه فقط تشخيص الحالة وتقديم المشورة، وليس وصف العلاج، ولوصف الحالة بالضبط يحتاج الطبيب إلى:[2]

  • مناقشة الأفكار والمشاعر والسلوك؛ للتشخيص بدقّة، والتحقق من المضاعفات ذات الصلة؛ لأنّ اضطرابات القلق غالبًا ما تحدث مع مشاكل الصحة العقلية الأخرى، مثل تعاطي المخدرات أو الاكتئاب، بالتالي يكون تشخيصه صعبًا.
  • مقارنة الأعراض بمعايير الجودة، الواردة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-5)؛ لتشخيص اضطراب القلق.

علاج التوتر والقلق

هناك طرق عديدة لعلاج للتوتر والقلق، إذا تعارضا مع الحياة اليومية للمصاب، ويكون العلاج كما يأتي:[1]

  • العلاج النفسي أو العلاج بالكلام؛ للتغلب على التوتر والقلق.
  • تعليم المصاب تقنيات الاسترخاء التطبيقية لإدارة التوتر.
  • العلاج المعرفي السلوكي (CBT): هي طريقة فعالة لإدارة القلق، عن طريق التعرف على الأفكار والسلوكيات المقلقة، وتغييرها إلى أفكار وسلوكيات إيجابية.
  • العلاج بالتعرض وإزالة التحسس المنتظم: ويعني تعريض المصاب تدريجيًا لمحفزات تثير قلقه؛ لمساعدته في إدارة مشاعر الخوف لديه.
  • الأدوية: مثل مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs)، والأدوية المضادة للقلق، وهي أدوية قصيرة الأجل؛ لأنّها تسبّب الإدمان على المدى الطويل.
    شاهد أيضًا: اعراض الاكتئاب الجسدية

طرق بسيطة لتخفيف التوتر والقلق

من الطبيعي أن يعاني أيُّ شخص من التوتر والقلق من وقت لآخر، وهناك استراتيجيات يمكن استخدامها للتحكّم فيهما أكثر، مثل الانتباه إلى كيفية استجابة الجسم والعقل للمواقف المجهدة والمسببة للقلق؛ ليتمكّن المصاب من توقّع ردّة فعله، وقد يكون أقل إنزعاجًا، ويمكن التحكم في التوتر والقلق اليومي عن طريق:[1]

  • الحفاظ على نظام غذائي صحي ومتوازن.
  • الحد من استهلاك الكافيين والكحول.
  • الحصول على قسط نوم مريح.
  • ممارسة الرياضة بانتظام.
  • ممارسة تمارين التأمل والاسترخاء.
  • جدولة الوقت لممارسة الهوايات.
  • الاحتفاظ بمذكرات للمشاعر؛ للتعرف على العوامل التي تثير التوتر والقلق.
  • ممارسة تمارين التنفس العميق.
  • التحدّث الى صديق.
  • الابتعاد عن تعاطي المخدرات والكحول.
  • استخدام الأساليب السابقة جنبًا إلى جنب مع العلاجات الطبية.

مضاعفات القلق والتوتر

تؤدي الإصابة باضطراب القلق إلى أكثر من مجرد الشعور بالقلق والتوتر؛ إذ يمكن أن تُسبّب حالة طبية أو تفاقم حالة صحية موجودة أصلًا، مثل:[2]
الاكتئاب الذي يحدث غالبًا مع أحد اضطرابات القلق.

  • الإصابة بأحد اضطرابات الصحة العقلية أو مضاعفاتها.
  • إساءة استعمال المواد المخدرة.
  • الأرق.
  • مشاكل في الجهاز الهضمي أو الأمعاء.
  • الصداع والألم المزمن.
  • العزلة الاجتماعية.
  • مشاكل في أداء المهام في المدرسة أو العمل.
  • تدني نوعية الحياة.
  • الانتحار.

يمكن علاج التوتر والقلق بالأدوية، مثل مضادات القلق لكنّ الأدوية تُسبّب الإدمان، ومن الأفضل اللجوء للعلاج النفسي أو السلوكي؛ لأنّه لا يسبّب مضاعفات طويلة الأمد، كما أنّه بإمكان المصاب تغيير نمط حياته ليتجنّب ازدياد نوبات التوتر والقلق، التي تؤدّي لمضاعفات سلبية مثل تدني مستوى الأداء، أو العزلة الاجتماعية؛ بالتالي التّسبّب في أمراض نفسية وعقلية أخرى، قد تؤدّي للألم المزمن والصداع، أو للانتحار.

المراجع

  1. ^ healthline , Stress and Anxiety , 11-1-2021
  2. ^ mayoclinic , Anxiety disorders , 11-1-2021
  3. ^ mind.org.uk , How to manage stress , 11-1-2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *