ما أول سورة نزلت في مكة المكرمة

ما أول سورة نزلت في مكة المكرمة

ما أول سورة نزلت في مكة المكرمة ؟ من التساؤلات الدينية التي يبحث عن ضابطها طُلّاب العلم الشرعيّ، وخاصّةً طُلّاب علوم القرآن الكريم، والقرآن مليئ بالأسراؤ البلاغيّة، وبالدُّرر التي يجدها من يخوض غمار تجربة التدبّر والتفكّر في كلام الله المُعجز، المنزل على رسوله، المُتعبّد بتلاوته، المنقول إلينا بالتّواتُر، وفيما يلي سنتعرّف على ما هي أول سورة نزلت من القُرآن المكيّ.

خصائص السور المكية

عرّف العُلماء السور المكيّة بأنها: السُّور التي أُنزلت على النبي-صلى الله عليه وسلم- قبل الهجرة النبويّة، ولو بغير مكّة، وأما السور المدنية فهي التي أُنزلت على النبي بعد الهجرة ولو بغير المدينة، والسور المكية تتميّز ببعض الخصائص عن السُّور المدنية، فالسورة المكيّة هي التي اهتمّت بتأسيس الإيمان في القُلُوب، وقبل الهجرة لا يزال الإيمان مُستقرًّا في كلّ من آمن بالنبي، كما أنها حذّرت من المُعتقدات الفاسدة التي كانوا يعتقدونها في جاهليّتهم الظلماء، أما وقد أذن الله-تعالى- لهم بالّدّخول في الإسلام، فلا عودة مرّةً أخرى لما كانوا يعتقدونه قبل الإسلام، وملك ذُكرت في السور المكية الكثير من قَصَص الأنبياء، وآياتها قصيرة، ولكنّها اشتملت على الكثير من الدّرر البلاغية، واللغوية، وبلاغة المعاني، وإليك الآراء التي ذُكرت في ما أول سورة نزلت في مكة المكرمة .

ما أول سورة نزلت في مكة المكرمة

اختلف العُلماء في أول سورة نزلت على النبي-صلى الله عليه وسلّم- من القرآن الكريم على ثلاثة أقول، وإليك تفصيل تلك الآراء مع أدلّتها:

  • القول الأول: إنها سورة العلق، ومما يدُل على ذلك ما رُوي عن السيّدة عائشة-رضي الله عنها- في بَدء نُزُول الوحي، وأنه ابتدأ بالرؤيا الصّادقة، ثم بعد ذلك الخلوة، والانصراف بعيدًا عن النّاس، وفي ذلك يقُول المُصطفى عن مجيء جبريل له:” اقْرَأْ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ما أنَا بقَارِئٍ، قالَ: فأخَذَنِي فَغَطَّنِي حتَّى بَلَغَ مِنِّي الجُهْدَ، ثُمَّ أرْسَلَنِي، فَقالَ: اقْرَأْ، قُلتُ: ما أنَا بقَارِئٍ، فأخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّانِيَةَ حتَّى بَلَغَ مِنِّي الجُهْدَ، ثُمَّ أرْسَلَنِي فَقالَ: اقْرَأْ، قُلتُ: ما أنَا بقَارِئٍ، فأخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ حتَّى بَلَغَ مِنِّي الجُهْدَ، ثُمَّ أرْسَلَنِي، فَقالَ: {اقْرَأْ باسْمِ رَبِّكَ الذي خَلَقَ، خَلَقَ الإنْسَانَ مِن عَلَقٍ، اقْرَأْ ورَبُّكَ الأكْرَمُ الذي عَلَّمَ بالقَلَمِ} – الآيَاتِ إلى قَوْلِهِ – “عَلَّمَ الإنْسَانَ ما لَمْ يَعْلَمْ”[1]
  • القول الثاني: إنّها سورة المدثّر، ومما يدُل على ذلك:”قالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: جَاوَرْتُ في حِرَاءٍ، فَلَمَّا قَضَيْتُ جِوَارِي هَبَطْتُ، فَاسْتَبْطَنْتُ الوَادِيَ فَنُودِيتُ فَنَظَرْتُ أمَامِي وخَلْفِي، وعَنْ يَمِينِي وعَنْ شِمَالِي، فَإِذَا هو جَالِسٌ علَى كُرْسِيٍّ بيْنَ السَّمَاءِ والأرْضِ، فأتَيْتُ خَدِيجَةَ فَقُلتُ: دَثِّرُونِي، وصُبُّوا عَلَيَّ مَاءً بَارِدًا، وأُنْزِلَ عَلَيَّ: {يَا أيُّها المُدَّثِّرُ قُمْ فأنْذِرْ ورَبَّكَ فَكَبِّرْ”[2]، وقد أيّد هذا الرأي جابر بن عبد الله.
  • القول الثالث: إن أول ما نزل سورة الفاتحة، والدليل على ذلك:”ديث النبي -عليه الصلاة والسلام- الذي ذكر فيه ما قاله له جبريل -عليه السلام- عندما خلا به فقال: (فلما خلا ناداه يا محمدُ قل بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ الحمدُ لله ربِّ العالَمين حتى بلغ ولا الضَّالِّينَ)[3]، وفي هذه الرّواية ضعف.

ولعلّ الجمع بين تلك الآراء الثلاثة أن أول ما نزل من آيات في القرآن الكريم كانت سورة العلق، وأن أول ما نزل من أمر الدّعوة سورة المدثّر، وأول ما نزل من السور بأكملها هي سورة الفاتحة، وقيل: إن سورة العلق نُزّلت على النبي على دفعات، وليس دُفعةً واحدةً، وإليك تفصيل عن تلك السور:

معلومات عن سورة العلق

سورة العلق من السور المكية التي نزلت على النبي قبل الهجرة، وقد حدّد بعض العُلماء بأنها نزلت في العام الثالث عشر قبل الهجرة، وتحتلّ المرتبة السادسة والتّسعين في ترتيب سور القرآن، وأما ترتيبها في النّزول، فقد احتلّت المرتبة الأولى، وتدخل تحت دائرة سور المُفصّل، وأما عدد آياتها فيبلغ تسع عشرة آيةً، وقد ابتدأت تلك السّورة بفعل الأمر” اقرأ”، والسورة تُسمّى العلق واقرأ، كما يُوجد بها سجدة تلاوة من سجدات القرآن الأربع عشرة.[4]

معلومات عن سورة المدثر

سورة المدثّر من السور التي نزلت على النبي-صلى الله عليه وسلم- قبل الهجرة، ويبلغ عدد آياتها ست وخمسين آيةً، وتدخل تحت إطار سور المفصّل، وقد وقعت المدثّر بين سورتي المزمّل والقيامة، وبلغت الترتيب الرابع والسبعين في ترتيب سور القرآن، وهي في الجزء التاسع عشر المُسمى بجزء المُلك أو تبارك، وقد نزلت بعد سورة المزمّل، وابتدأت بأداة النّداء:”يا”، وبهذا نعرف ضابط ما أول سورة نزلت في مكة المكرمة .[5]

معلومات عن سورة الفاتحة

سورة الفاتحة من السور المكية التي نزلت على النبي-صلى الله عليه وسلم – قبل الهجرة، واختلف العلماء في تحديد آياتها، وفي هل تُحسب البسملة آيةً أم لا؟، وهذا على رأسين: الأول: إن البسملة آيةٌ من آيات السّورة، والثاني يقول: إن البسملة ليست من آيات السورة، وإنما آية:” صراط الذين أنعمت عليهم” قُسّمت قسمين، لقوله -تعالى-“أنعمت عليهم آية”، ومن أوّلها لآخر السورة آية أخرى، وهي فاتحة الكتاب والسبع المثاني، وهي أول سورة في المصحف، يأتي بعدها سورة البقرة، وقد أطلقت عليها العديد من الأسماء بعضها توقيفيّة، والبعض الآخر اجتهاديّ.[6]

ومن خلال هذا المقال يُمكننا التعرف على ما أول سورة نزلت في مكة المكرمة ، وما هي آراء العلماء المختلفة في ذلك، وأدلة كل فريق من الفِرق، وما هي أهم المعلومات عن سورة العلق، وسورة المدثّر، وسورة الفاتحة، وما هي الخصائص التي تُميّز القرآن المكي عن المدني، وما أهمّ الموضوعات التي تحدّث عنها القرآن المكية

المراجع

  1. ^ al-maktaba.org , يدء النزول , 29/11/2020
  2. ^ e-quran.com , التعريف بسورة العلق , 29/11/2020
  3. ^ e-quran.com , سورة المدثر , 29/11/2020
  4. ^ e-quran.com , سورة الفاتحة , 29/11/2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *