ماذا تفعل الزوجة عندما يهجرها زوجها

ماذا تفعل الزوجة إذا هجرها زوجها

ماذا تفعل الزوجة عندما يهجرها زوجها ؟، سؤال مهم سيتم الإجابة عليه في هذا المقال، ومن الجدير بالذّكر أنه يجب على الزوج أن يحرص على أن يحسن معاملة زوجته كما أمر الله تعالى، وأن لا يحملها إلى ما تعجز عنه، وأن يعذرها إذا عجزت عن الاستجابة لدعوته للنوم، والعذر موجود، ومنها: أن الزوجة مريضة لا تتحمل الجماع، أو أن تصوم صومًا واجبًا، ويجب أن يتفق الزوجان على عدد معين من الجماع، إذا شعرت الزوجة بأذى كثرة الجماع، ولكن ماذا إن هجر الزوج زوجته مدّة طويلة.

ماذا تفعل الزوجة عندما يهجرها زوجها

عندما يهجر الزوج زوجته على الزوجة أن تصارح زوجها ووتحدّث معه بأسلوب طيّب، حيث يعد الحديث مع الزوج من أهم الخطوات للتعامل مع إهماله، حيث يمكن للزوجة التعبير عن شعورها بالإهمال وسؤال الزوج عن أسباب ذلك ومحاولة حلها؛ ومن الجيد عند الحديث معه اختيار الوقت والمكان المناسب، والتحلي بالصبر والانفتاح والاستماع لأسبابه وتوضيح مشاعر الطرفين.

وقد يتبين عند الحديث معه أن إهماله ليس سوى إنشغال في العمل أو بأمور أخرى فقط حيث تعتبر الزوجة بعض تصرفات زوجها إهمالاً، وقد يظهر أن هناك سبباً ناتجاً من الزوجة لذا يجب أن تكون مستعدة للنظر في تصرفاتها أيضاً مع نية لتعديل الأخطاء والسلوكات وتقبّل النقد، وقد يكون الزوج غير مدرك أنّه يُظهر عدم الاهتمام بزوجته من خلال بعض تصرفاته وبالتالي يؤذي مشاعرها دون قصد؛ لذا فإن الحديث معه عن تصرفاته مهم لجعله يفهم نتيجتها على الزوجة وبالتالي قد يكون الحل بتوقفه عن تلك التصرفات.[1]

شاهد أيضًا: هل طاعة الزوج مقدمة على طاعة الوالدين

ما حكم هجر الزوج لزوجته

إنّ هجر الزّوج لزوجته محرم في الشريعة الإسلاميّة، لقول الرَّسول -صلَّى الله عليه وسلَّم: (لا تَباغَضُوا، ولا تَحاسَدُوا، ولا تَدابَرُوا، وكُونُوا عِبادَ اللَّهِ إخْوانًا، ولا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أنْ يَهْجُرَ أخاهُ فَوْقَ ثَلاثَةِ أيَّامٍ)،  أما إذا كان هناك سبب يقتضي الهجر، فينتقل الحكم من النهي إلى الإباحة، ولكن وفق ضوابط وشروط معينة وعليه، إذا وجد الزوج سببًا من الأسباب التي تجيز له الهجر من زوجته، فيجوز له الهجر عند الجمهور والظاهر ، والأدلة على جواز الهجر كثيرة؛ بعضها مأخوذ من القرآن الكريم، كقول الله -تعالى-: (وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ)، ولقول الله -عز وجل-: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ)، وقوله -تعالى-: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ).

وأما بالنسبة للأدلة من السنة النبوية الشريفة، فعن جابر بن عبد الله قال: (اعْتَزَلَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ نِسَاءَهُ شَهْرًا)، أما الأسباب التي تسمح للزوج بالتخلي عن زوجته؛ وقد اتفق الفقهاء من الجمهور ظاهريا على أن السبب الرئيس للهجر هو معصية الزوجة ، وهو ما يبيح للزوج أن يهجرها لقوله تعالى: (وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ).

والنشوز لغويًا معناه: العصيان وهو الذي نزل من الأرض، والمرأة العاصية هي التي تستخف بزوجها، وتترك أوامره وتكرهه ولما كان جواز الهجر مرتبطا بعصيان الزوجة عندما ينتهي المعصية مرة تلو الأخرى، وتعود الزوجة إلى طاعتها لزوجها فيما أمرها الله تعالى بطاعته فيه، فتعود إلى رشدها في ذلك الوقت، لم يكن يجوز للزوج أن يستمر في هجرها؛ لأن سبب الهجر قد زال، وكان هجر الزوج لزوجته مباحًا عند التأكد من وقوع معصية من قبله الزوجة، أو عندما يخشى أن يتحقق ذلك لو لم يهجرها.[2]

شاهد أيضًا: من الحقوق المشتركة بين الزوجين

ضوابط هجر الزوج لزوجته

يقول الله تبارك وتعالى في القرآن الكريم: (وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا)، ويتمّ التدرّج في علاج هذا الأمر في عدّة خطوات، وفيما يأتي بيانها:[3]

  • الإرشاد والوعظ والقول الحسن: إذا ظهرت علامات من الزوجة تدل على نشوزها، مثل عدم استجابة الزوج لفراشه، أو امتناعها عن الاستمتاع بها من زوجها، أو غطرستها تجاه زوجها، والتعبس المستمر في وجهه، فيجب على الزوج ثم تبدأ في توبيخها ، وتلطيف قلبها ، وتذكيرها بفضائل حسن السلوك بينهما يذكرها بواجبها وما فرضه عليها الله تعالى تجاه زوجه ، ويخيفها من غضب الله -تعالى- إذا لم تعطه حقه، وإذا كان الوعظ لا يعمل ، ينتقل الزوج إلى المرحلة الثانية.
  • الهجر التام في الفراش: هجر الزوج لزوجته يكون في الفراش فقط، ولا يجوز له أن يتعداه إلى باقي البيت مثل هجر زوجته أمام أولاده أو أمام الناس؛ ولكي لا نشتمها، فهذا ليس المطلوب بل هو مجرد هجرها في فراشها، وهذا بلا شك من أصعب الأمور على الزوجة، مما يجعلها تشعر بالضعف في قوتها وأنوثتها وجمالها، ولا يؤثر ذلك كله على زوجها.
  • الضرب غير الشديد: هذا عندما لا تستفيد من كل ما سبق، إذا لم ينجح الهجر، يضرب الزوج زوجته ضربًا مبرحًا حتى تتجنب ضربها على الوجه وأماكن الجمال، وهو ضرب خفيف لا يقصد به الإيذاء أو الانتقام، بل إيصال فكرة تقصيرها ومعاقبتها عليه، و ولا يكون الضرب مبرحاً بيده على كتفها مثلاً، ولا بعود أسنان ، ولا بحافة ثوبه، ونحو ذلك.

كما يجوز للزوج أن يدخل طرفًا أو طرفين للمساعدة في حل معصية زوجته، بحيث يكون أحد الطرفين إلى جانب الزوج والآخر إلى جانب الزوجة ، وهو ما يعرف بالتحكيم بين الزوجين، وبينهما المهمة هي التوفيق قدر المستطاع ، وهي مهمة عظيمة وقد كفل الله تعالى للمحكمين بالتوجيه وحظًا سعيدًا للإصلاح إذا كان مصمماً على ذلك، وأخيراً إذا لم يكن لدى أي من هذه المحاولات في إصلاح الزوجة ، فيحق للزوج رفع أمر زوجته العاصية إلى القضاء.

وتجدر الإشارة إلى أن بعض الأزواج يسيئون استخدام حقهم في الهجر ، ويستخدمونه ظلماً وبطرق غير صحيحة ومن هذه الصور أنه هجرها لعدم طاعته في أمر غير شرعي أصلاً، أو أنه هجرها في أمر شخصي يخصها دون حق من حقوقه، أو أنه هجرها لإجبارها على التنازل من حقوقها المادية له، أو أنه يتخلى عنها لإجبارها على طلب الطلاق، أو أنه يتخلى عنها وهو يعلم أو يفكر في أن الهجر لن يحقق غرضه ، أو أنه هجرها لسبب مشروع، ولكن الحق في الهجر يتجاوز حقه بحرمانها من النفقة أيضًا، وكل هذه الصور ممنوعة ولا يحق للزوج أن يتخلى عن زوجته لها.

أَقصى مدة لهجر الزوج لزوجته

اختلف الفقهاء في ذلك وسيتم بيان تعدد الآراء فيما يأتي:[4]

  • القول الأول: هجر الزوج زوجته طول المدة التي يريدها حتى تعود زوجته من معصيتها ، وهذا مذهب الجماهير من الحنفية والشافعية والحنابلة، ودليلهم في ذلك أن الآية في الآية. جاء الهجر المطلق غير مقيد بالزمن، وأصل بقاء المطلق المطلق ما هو إلا دليل على إطلاقه.
  • القول الثاني: مدة الهجر شهر، ويجوز للزوج أن يزيدها إلى أربعة أشهر فقط، وهذا مذهب المالكيين، ودليلهم في ذلك أن النبي – صلى الله عليه وسلم جماع أي أنه لم يجامع زوجاته لمدة شهر واحد، وأن مدة الرهن بحد أقصى أربعة أشهر، حيث نصت الشريعة على أن الزوج لم يجامع زوجته لمدة أربعة فقط أشهر، ومن باب أولى أن يقتصر الهجر على أربعة أشهر قياسا على العطاء ، ولأن المدة التي تصبر فيها الزوجة في غياب زوجها هي أربعة أشهر، والاستمرار في الهجر لأكثر من ذلك مضر بالمرأة وليس وهذا المراد بالهجر وليس المدّة الطويلة.

شاهد أيضًا: حقوق الزوج على الزوجه في سبعة وخمسين حقاً

ماذا تفعل الزوجة عندما يهجرها زوجها ، أجبنا على ذلك في هذا المقال وتجدر الإشارة إلى أن هجر الزوج زوجته في الكلام: فيجوز ترك الكلام بترك الخطاب مع الناشز باتفاق الفقهاء، ويمكن ذلك لأكثر من ثلاثة أيام، وهذا ماقاله الشافعية، ودليلهم في ذلك أنَّ النَّبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- هجر المُتخلِّفين عن غزوة تَبوك لأكثر من ثلاثة أيَّام.

المراجع

  1. ^ إسماعيل شندي، أحكام هجر الزوجة في الفقه الإسلامي، صفحة 129-130. بتصرّف. , 29-06-2021
  2. ^ ابن باز، مجموع فتاوى ابن باز، صفحة 255، جزء 21. بتصرّف. ↑ وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية (1427)، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الثانية)، مصر: دار الصفوة، صفحة 171، جزء 42. بتصرّف. , 29-06-2021
  3. ^ صالح بوغشلام، التعسف في هجر الزوجة في الفقه الإسلامي وقانون الأحوال الشخصية العماني، صفحة 89-90. بتصرّف. , 29-06-2021
  4. ^ كمال سالم (2003)، صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الائمة، مصر: المكتبة التوفيقية، صفحة 225-226، جزء 3. بتصرّف. , 29-06-2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *