متى نزلت سورة المؤمنون وسبب تسمية سورة المؤمنون بهذا الاسم

متى نزلت سورة المؤمنون

متى نزلت سورة المؤمنون ؟ من التساؤلات الدينيّة التي يرغب فيها الكثير من المُسلمين، وذلك لأن سور القرآن الكريم قد سبق نزولها أحداصًا مُعيّنة؛ نزلت تلك السّور على إثرها، والقُرآن هو الكلام الذي لا يعلوه كلام، والبيان الذي فاق كلّ بيانٍ، وكيف لا؟، وهو كلامُ ربّ العالمين، فالفرق بين كلام الله وكلام النّاس كالفرق بين الله والنّاس، وفيما يلي سنتعرّف على متى نزلت سورة المؤمنون، وأهم المعلومات عنها.

معلومات عن سورة المؤمنون

سورة المؤمنون من السّور المكيّة، والسّور المكيّة هي التي نزلت قبل هجرة النبي-صلى الله عليه وسلّم-، ولو بغير مكّة، وهي من فضيلة سور المئين، وتبلغ عدد آياتها مائة وثماني عشرة آيةً، وتقع في الجزء الثامن عشر من أجزاء القُرآن، وفي الحزب الخامس والثلاثون، وهي ثلاثة أرباع، وتحتلّ المرتبة الثالثة وعشرين في ترتيب سور القرآن، وقد جاءت بعد سورة الحجّ، وقبل سورة النّور، أما ترتيبها من حيث النّزول؛ فقد وقعت بعد سورة الأنبياء، وتُعالج الكثير من القضايا المُتعلّقة بالتوحيد، والبعث، وصفات المؤمنون، وغيرها، وقد افتُتحت بأداة التوكيد” قدْ”، وذلك في قوله -تعالى-:” قد أفلح المؤمنون”، ومن المعلوم في اللغة العربيّة أن “قد” إذا دخلت على الفعل المضارع؛ أفادت معنى التقليل، وإذا دخلت على الفعل الماضي؛ أفادت معنى التوكيد، وهنا أفادت معنى التّوكيد، وهو توكيد الفلاح للمؤمنين الذين هم في صلاتهم خاشعون، والذين هم عن اللغو مُعرضون، والذين هم للزكاة فاعلون.[1]

متى نزلت سورة المؤمنون

وردت الكثير من الأحاديث التي تدُل على سبب نزول سورة المؤمنون ومتى كان نزولها، ومن تلك الأحاديث: ما رُوي عن عُمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، ويروي تلك الرواية عروة بن الزّبير، حيث يقول:ن عروة بن الزبير، عن عبد الرحمن بن عبد القاري قال: سمعتُ عمر بن الخطاب -رضي الله عنهُ- يقولُ: “كانَ إذا أنزلَ الوحيُ على رسولِ الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- يُسمَعُ عندَ وجهِهِ دويٌّ كدويِّ النَّحلِ، فمكثْنَا ساعةً، فاستقبل القِبلةَ ورَفَعَ يديهِ، فقالَ: اللهمَّ زدنا ولا تنقصنا، وأكرمْنَا ولا تُهِنَّا، وأعطِنَا ولا تحرمْنَا، وآثرِنا ولا تؤثرْ علينا، وأرضنا وارْضَ عنَّا، ثمَّ قالَ: لقد أُنزِلَتْ علينا عشرُ آياتٍ مَنْ أقامَهُنَّ دخلَ الجَنَّةَ، ثم قَرأَ: قد أفلح المؤمنون، إلى عشر آيات”[2]، وبالتّالي يكون موعد نزول سورة المؤمنون؛ حينما نزل الوحي على النبيّ، وكان دويّ كدويّ النّحل يُسمع حينما ينزل عليه، ودعا النبي تلك المرة التي نزل الوحي فيها عليه، وقال: اللهم زدنا ولا تنقضنا،..؛ ثم جاء للصحابة ببُشرى، وهي: أنه أُنزل عليه عشر آيات من أقامهن؛ كتب الله له دخول الجنة، ثم بدأ يقرأ في أول عشر آيات من سورة المؤمنون، وكذلك ما رُوي عن أنس بن مالك-رضي الله عنه-قال:قال عمر بن الخطاب وافقتُ ربِّي عزَّ وجلَّ في أربعٍ : قلتُ : يا رسول الله لو صلَّيْنا خلفَ المقامِ، ولو ضرَبْتَ على نسائِك الحجابَ، ونزلت هذه الآيةُ : { وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ }فقلتُ أنا : تباركَ اللهُ أحسنُ الخالقين فنزلت { فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ } ودخلت على أزواجِه فقلتُ : لتنْتَهِينَّ أو ليُبْدِلَنَّه اللهُ أزواجًا خيرًا منكنَّ فنزلتِ الآيةُ”

سبب تسمية سورة المؤمنون بهذا الاسم

تُسمّى سور القرآن الكريم بأسمائها لاعتباراتٍ عدّة، ومن تلك الاعتبارات: قد تُسمّى السورة باسم كلمةٍ كُرّرت في تلك السورة عدّة مرّات، وقد تُسمّى من خلال قصّةٍ ذُكرت فيها، وقد تُسمّى من خلال أوّل آيةٍ فيها، وقد سُمّيت سورة المؤمنون بهذا الاسم لاعتبارين، الأول: إن تلك السورة تتحدّث عن المؤمنين الذي يخشون الله -تبارك وتعالى-في السّرّ والعلانية، وقد أعلنت السورة عن ذلك من أول آية فيها، وهي قوله -تعالى-:”قدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ”، والاعتبار الثاني: إن السّورة قد تحدّثت عن صفات المؤمنين، وذلك يتمثّل في قول الله:”قدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ *[3] وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ”، ثم تحدّثت عن الجزاء العظيم الذي أعدّه الله لعباده المُخلصين، فقال-عزّ وجلّ-:”أُولَئِكَ هُمُ الوَارِثُونَ * الَّذينَ يَرِثُونَ الفِردَوْسَ هُم فيهَا خَالِدُونَ”؛ فجزاؤهم عند ربّهم جنّات عدن تجري من تحتها الأنهار، فيها ما لا عين رأت، ولا أذُن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.

فضل سورة المؤمنون

لكلّ سورة من السور القرآنية من الفضائل ما لا يُعدّ ولا يُحصى، ولكن هناك بعض الأحاديث الصحيحة التي تدُل على هذا الفضل، وقد يكون فضل السّورة مُستنبطٌ من خلال الأحاديث الضّعيفة، أو من السّ,رة نفسها، وسور القرآن لها فضلان فضلٌ عام، يشترك فيه كلّ السّور القرآنية، وفضل خاصّ يختص بالسورة ذاتها، وفضل سورة المؤمنون الذي يشترك معها فيه كلّ السّور، هو أن كلّ حرفٍ من القُرآن الكريم بحسنةٍ، والحسنةُ بعشر أمثالها، والله يُضاعف لمن يشاء، وقد ورد ذلك في الحديث الذي رواه عبد الله بن مسعود-رضي الله عنه-، والذي يقول فيه رسول الله -صلى الله عليه وسلّم-:” من قرأَ حرفًا من كتابِ اللهِ فله به حسنةٌ، والحسنةُ بعشرِ أمثالِها، لا أقولُ: آلم حرفٌ، ولكنْ ألِفٌ حرفٌ ولام حرفٌ وميمٌ حرفٌ”[4]، وأما فضلها الخاص فلم يُذكر من الأحاديث الصحيحة ما يدُل على ذلك، وإن كان هناك من أحاديث؛ فهي من قبيل الأحاديث الضعيفة التي لا يُعمل بها إلا في فضائل الأعمال، ولكن يُمكن استظهار فضلها من خلال ما تحدّثت عنه من صفات المؤمنين، وجزاؤهم الذي أعدّه لهم ربّهم.
ومن خلال هذا المقال يُمكننا التعرُّف على متى نزلت سورة المؤمنون، وأهم المعلومات عن هذه السورة المباركة من حيث مكيّتها، ومدنيّتها، وعدد آياتها، وفي أي الأجزاء والأحزاب تقع، وما هو سبب نزول سورة المؤمنون، وما السبب الذي من أجله سُمّيت السّورة بهذا الاسم، وما هو فضل سورة المؤمنون، وغيرها من المعلومات عن السّورة.

المراجع

  1. ^ e-quran.com , التعريف بسورة المؤمنون , 12/11/2020
  2. ^ islamweb.net , سبب نزول سورة المؤمنون , 12/11/2020
  3. ^ سورة المؤمنون , الآيات2-5 , 12/11/2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *