هل تجب زكاة الفطر على الجنين

هل تجب زكاة الفطر على الجنين ، هو أحد الأسئلة المهمّة التي لا بدّ لنا أن نجيب عليها، فزكاة الفطر فرض على جميع المسلمين وتأديتها هي طاعة لله سبحانه وتعالى، وتنفيذٌ لأوامر الرسول صلّى الله عليه وسلّم، وتُعَدّ زكاة الفطر عند جمهور الفقهاء واجبة على كلّ مسلم ومسلمة، ويتم تحديدها على المسلمين بحسب الدولة التي يسكنون فيها، وعبر موقع محتويات تفصيل ذلك.

هل تجب زكاة الفطر على الجنين

لا تجب زكاة الفطر على الجنين لعدم وجود الأدلة على ذلك، ولكن يستحب إخراجها لأن عثمان بن عفان رضي الله عنه فعل ذلك، وقد ورد العديد من الآراء في هذا الأمر منها أنّه إذا وُلد طفلٌ قبل غروب شمس آخر يوم من شهر رمضان المبارك أخرجت عنه زكاة الفطر، وأما إذا غربت شمس آخر يوم في رمضان وهو ما زال في بطن أمه، فلا تُخرج عنه زكاة الفطر، وهذا هو الراجح في قول أهل العلم، وهو مذهب الحنابلة، والأظهر عند الشافعية، وأحد قولي المالكية ،ولكنهامستحبّة لأن الخليفة الراشدي عثمان بن عفان رضي الله عنه أخرجها عن الحمل، فاستحبها أهل العلم اقتداء بـه رضي الله عنه وأرضاه، وزكاة الفطر واجبة على كل مسلم كبير أو صغير، إذا كان موجوداً وقت غياب الشمس ليلة الفطر من رمضان، فإن النبيّ صلى الله عليه وسلم فرض زكاة الفطر على الصغير والكبير، والذكر والأنثى، والحر والمملوك من المسلمين، وقد أمر صلى الله عليه وسلم بأن تؤدى قبل أن يخرج الناس إلى صلاة عيد الفطر المبارك، ولا تجب زكاة الفطر على الكافر أو الكافرة؛ لأنهما ليسا من أهل الإسلام ولا من أهل الطهارة ولا من أهل الزكاة حتى يُسلما، فلا زكاة إلا على المسلم.[1]

اقرأ أيضًا: متى موعد اخراج زكاة الفطر

مقدار زكاة الفطر

لقد ثبت عن الرسول الكريم صلّى الله عليه وسلّم أنّه من فرض زكاة الفطر على المسلمين، حيث قدّرها بصاعٍ من القمح أو صاعٍ من الشعير، وأمر عليه الصلاة والسلام أن تؤدى زكاة الفطر قبل صلاة عيد الفطر المبارك، وجاء في الحديث النبوي الشريف ما يتحدث عن ذلك، فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : “كُنَّا نُعْطِيهَا فِي زَمَانِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَاعًا مِنْ طَعَامٍ ، أَوْ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ ، أَوْ صَاعًا مِنْ زَبِيبٍ”[2]، وقد أجمع أهل العلم في تفسيرهم أن الطعام في هذا الحديث هو القمح، وقال آخرون أنه الطعام الذي يأكله أهل البلد سواءٌ كان قمحاً أو تمراً أو أرزاً أو غير ذلك، وهذه الزكاة مواساة من الأغنياء للفقراء والمساكين، فقد ورد ذلك في حديث ابن عباس رضي الله عنهما أنه قَالَ: “فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَكَاةَ الْفِطْرِ طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنْ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ ، وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِينِ ، مَنْ أَدَّاهَا قَبْلَ الصَّلاةِ فَهِيَ زَكَاةٌ مَقْبُولَةٌ ، وَمَنْ أَدَّاهَا بَعْدَ الصَّلاةِ فَهِيَ صَدَقَةٌ مِنْ الصَّدَقَاتِ”[3]، وعند جمهور أهل العلم، فلا يجوز إخراج القيمة لأن الواجب إخراجها من الطعام، كما فعل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، والصحابة رضوان الله عليهم، وأما الشيخ ابن عثيمين فقد قدرها بالأرز 2100 جرام، وقد قدرها العلماء بالوزن لأنه إلى الضبط أقرب وأسهل، ولأن وزن الحبوب مختلف، فهناك الخفيف وهناك المتوسط وهناك الثقيل، فكان أفضل طريقة للتقدير هي الوزن، والله سبحانه وتعالى أعلم.[4]

اقرأ أيضًا: هل يجوز اخراج زكاة الفطر مالا

حكم من تهاون في أداء زكاة الفطر حتى خرج وقتها

من الواجب على كل مسلم فُرضت عليه زكاة الفطر أن يؤديها قبل صلاة عيد الفطر المبارك، فذلك ما فرضه الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن تهاون في دفعها أو نسي ذلك وجب عليه إخراج الزكاة بعد ذلك قضاءً لمن يستحقها من الفقراء والمساكين، كما أمر النبي عليه الصلاة والسّلام بقضائها مع التوبة إلى الله عزّ وجل إذا كان متعمداً عدم إخراج الزكاة، ومضمون التوبة هو الندم الشديد على المعصية التي ارتكبها، وعلى التفريط والاستهانة بما فرضه الله سبحانه وتعالى والنبيّ صلى الله عليه وسلم، وأن يكون صادقاً ومخلصاً في توبته، وماضي العزم في ألّا يعود لمثل هذه الذنوب.[5]

مقالات مقترحة

نرشح لكم بعض المقالات الآتية:

وهكذا نكون قد أجبنا على سؤال هل تجب زكاة الفطر على الجنين، فكانت الزكاة على الجنين الذي يولد قبل غروب شمس آخر يوم في رمضان، وأن زكاة الفطر صاعٌ مما يأكله أهل البلد، كما قدّر ذلك النبيّ الكريم، ومن تهاون في إخراجها وجب عليه قضاؤها مع الندم والتوبة.